الناصرة- “القدس العربي”: أصدر “حملة- المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي” تقريره السنوي الثامن “هاشتاغ فلسطين”، والذي يسلط فيه الضوء على انتهاكات الحقوق الرقمية الفلسطينية التي يتعرض لها الفلسطينيون ومناصروهم في الفضاء الرقمي من قبل الحكومات والشركات التكنولوجية المختلفة، مشخصاً حالة الحريات الرقمية، ومجملاً أبرز أنماط انتهاكات الحقوق الرقمية وتوجهاتها خلال العام 2022. وقد اعتمد المركز على المعلومات التي وثقها خلال العام ضمن مرصد توثيق انتهاكات الحقوق الرقمية الفلسطينية (حر)، ورصد المواد الإعلامية المحلية والإقليمية والدولية بهذا الخصوص، بالإضافة إلى التعاون مع الشركاء في تحليل ورصد العديد من الانتهاكات.
يظهر التقرير في نسخته الثامنة الانعكاس الواضح للأحداث السياسة والاجتماعية والاقتصادية التي مر بها الفلسطينيون على مدار العام، والتي كان لها انعكاس على الفضاء الرقمي وعلى حالة الحقوق والحريات الرقمية الفلسطينية. وقد وثّق مركز حملة 1119 انتهاكاً للحقوق الرقمية الفلسطينية، ارتكبتها شركات مواقع التواصل الاجتماعي والسلطات المختلفة وجهات أخرى، وتمكن المركز، بصفته شريكاً موثوقاً لشركات التواصل الاجتماعي، من استرجاع حوالي 30% من المحتوى المحذوف عن المنصات المختلفة، والذي تم التبليغ عنه لمنصة “حر”.
ويوضح التقرير أن شركة “ميتا” لا زالت على رأس شركات التواصل الاجتماعي، من حيث حجم تقييدها للفضاء الرقمي الفلسطيني، فقد أظهرت الأرقام أن 75% من نسبة الانتهاكات التي وثقها “حملة” بحق المحتوى الفلسطيني كانت عبر منصات شركة “ميتا” المختلفة.
يسلط التقرير الضوء على أبرز الانتهاكات المتعلقة بالحقوق الرقمية على صعيد السلطات الثلاث من جهة، والشركات التكنولوجية من جهة أخرى، لا سيما ما يتعلق بالحق في حرية الرأي والتعبير، والحق في الخصوصية، والحق في التجمع والتنظيم، من بين حقوق أخرى.
وحسب تقرير “حملة” تعمل السلطات الإسرائيلية على تمرير مشروع “قانون فيسبوك” في الكنيست الإسرائيلي، مما يشكل تهديداً إضافياً للتهديدات التي تواجه الحقوق الرقمية الفلسطينية على الفضاء الرقمي، وفي هذا السياق اعتقلت السلطات الإسرائيلية، خلال العام الماضي، 410 فلسطينيين، على خلفية التعبير عبر منصات التواصل الاجتماعي.
أما على صعيد السلطات الفلسطينية، فيشير التقرير إلى استمرار تنفيذ السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وسلطة الأمر الواقع في قطاع غزة، عمليات احتجاز تعسّفي واستدعاءات متكرّرة لنشطاء وصحافيين على خلفية نشاطهم الرقمي وتعبيرهم عن آرآئهم السياسية عبر منصّات التواصل، وقد وثق المركز 7 حالات احتجاز تعسفي على خلفية النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى صعيد شركات التواصل الاجتماعي، يشير التقرير إلى نتائج تقرير العناية الواجبة الذي نشرته شبكة “الأعمال من أجل المسؤولية المجتمعية” حول آثار سياسات إدارة المحتوى لشركة “ميتا” باللغتين العربية والعبرية خلال هبة أيار 2021، والذي أشار إلى الإفراط في إنفاذ سياسات إدارة المحتوى على المحتوى الفلسطيني المنشور باللغة العربية، مقارنة بقلة إنفاذ سياسات إدارة المحتوى على المحتوى الإسرائيلي المنشور باللغة العبرية، الأمر الذي أكد على موقف المؤسسات الحقوقية بانحياز شركة “ميتا” ضد الفلسطينيين.
من ناحية أخرى، يوضح التقرير استمرار انتهاك السلطات الإسرائيلية لحق الفلسطينيين بالخصوصية وحماية البيانات الشخصية دون أي ضوابط أو رادع. علاوة على ذلك، يوضح التقرير ازدياد انتشار تقنيات المراقبة والتجسس حول العالم، حيث تشير التقارير إلى التوسع في استخدام برمجية “بيغاسوس” الإسرائيلية في قمع النشطاء والناشطات المعارضين والصحافة في دولٍ مختلفة حول العالم. وقد أشار التقرير إلى غياب قانون ناظم للحق في الخصوصية وحماية البيانات الشخصية للفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، بالرغم من أن 69% من الفلسطينيين أيدوا ضرورة إقرار هذا القانون. إضافة لما سبق، يناقش التقرير التحديثات التي تتعلق بقضية التمييز الاقتصادي الرقمي ضد الفلسطينيين، وكذلك ما يتعلق بخطاب الكراهية والتمييز والعنف الرقمي عبر الإنترنت. فيما يشير التقرير إلى استمرارية انتشار المحتوى المضلّل على نطاق واسع، لا سيّما مع حدوث أي تطوّرات وأحداث سياسية واجتماعية، ويُلاحظ ذلك على مختلف منصّات التواصل الاجتماعي.