هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تعيد رسم طرق التجارة البحرية الدولية.. المغرب على رأس المستفيدين ومصر أكبر الخاسرين

حسين مجدوبي
حجم الخط
9

لندن- “القدس العربي”: تأثر نشاط الموانئ في البحر الأبيض المتوسط نتيجة استمرار التوتر العسكري في باب المندب والبحر الأحمر، وبدأت موانئ إفريقية تنتعش، وقد تتعود سفن الشحن الدولي خاصة العملاقة منها على الطريق الجديد مما سينعكس سلبا على اقتصاديات دول، ومنها مصر، بسبب تراجع الإقبال على قناة السويس، ويبقى المغرب أكبر المستفيدين.

وقد شرع الحوثيون في شن هجمات ضد السفن الإسرائيلية خلال نوفمبر/ تشرين الثاني  الماضي كأحد أكبر المفاجآت للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، وتعهد الحوثيون بعدم وقف الهجمات حتى إعلان إسرائيل وقف الإبادة ضد الفلسطينيين. وتطور الأمر الى الهجوم على السفن التي تقصد الموانئ الإسرائيلية، وانتهى إلى مواجهة مع القوات العسكرية الغربية سواء التي تتولاها القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية تحت اسم “حارس الرفاهية” أو مهمة الاتحاد الأوروبي بعنوان “أسبيديس”.

وتفضل شركات الشحن الدولي تغيير مسار الطريق البحري لسفنها خوفا من ضربات الحوثيين، لاسيما أمام معطيين رئيسيين أفرزنهما المواجهة في البحر الأحمر، وهما: قوة الحوثيين على إغراق سفن كبيرة، وفشل القوات الغربية في القضاء على الهجمات الحوثية.

ونتيجة هذا الوضع الجيوسياسي الذي لم يكن متوقعا، قررت شركات الشحن  البحري  الدولية تغيير مسار السفن من البحر الأحمر إلى الطريق البحري الذي يمر عبر جنوب إفريقيا، وهو الطريق الكلاسيكي قبل فتح قناة السويس،  مما أدى إلى انتعاش الموانئ الإفريقية وتراجع الموانئ المتوسطية.

قررت شركات الشحن  البحري  الدولية تغيير مسار السفن من البحر الأحمر إلى الطريق البحري الذي يمر عبر جنوب إفريقيا، وهو الطريق الكلاسيكي قبل فتح قناة السويس،  مما أدى إلى انتعاش الموانئ الإفريقية وتراجع الموانئ المتوسطية

ويبرز الخبير رونار كربيريو من جامعة لوهافر الفرنسية، والجامعية برجيت دودي في دراسة لهما بموقع “ذي كونفرسيشن” جرى نشرها يوم الأحد، أن نشاط الموانئ في البحر المتوسط كمحطة توقف قد تراجع خلال يناير الماضي بنسبة 51% بالنسبة لميناء بور سعيد المصري، و23% في حالة ميناء مارسيليا، و72% لميناء ميرسين التركي، و51% لميناء بيري اليوناني. وهذه موانئ تقدم خدمات للسفن خاصة التي تتوجه من آسيا نحو شمال أوروبا وأمريكا اللاتينية. ولم تتأثر كثيرا موانئ اسبانيا مثل برشلونة أو الميناء المتوسطي في طنجة المغربية، بسبب ارتباط هذه الموانئ بمعبر مضيق جبل طارق. بل يعتبر الميناء المغربي من الموانئ الأكثر استفادة من الأزمة الحالية بسبب موقعه الجغرافي. كما أصبحت موانئ  إفريقية مثل بورت لويس في جزر الموريس، ووالفيس باي في ناميبيا، وبعض موانئ نيجيريا  نقاط توقف رئيسية للسفن.

وبدون شك، ستكون الأرقام مقلقة في التراجع لكل موانئ وسط وشرق المتوسط بسبب استمرار المناوشات الحربية في البحر الأحمر حيث تمر 12% من التجارة الدولية عبر قناة السويس،  وهذا يقدم صورة واضحة عن الخسائر التي تلحق  الآن بالموانئ في البحر المتوسط.

ستكون خسائر مصر كبيرة بسبب تراجع عائدات قناة السويس، ثم الكساد في تراجع الطلب على خدمات ميناء بورسعيد. في المقابل، سيعمل ميناء طنجة بكل طاقته للتأقلم مع ارتفاع الطلب عليه

وهناك تخوف من تغيير سيستمر طويلا في الملاحة التجارية، ولعل الضربة الموجعة هي الشركة الصينية كوسكو، التي قررت جعل ميناء البلجيكي زيبروغ أحد المراكز الرئيسية للتوزيع برا وبحرا بما في ذلك نحو مدن البحر الأبيض المتوسط، بمعنى أن السفن ستبحر عبر جنوب القارة الإفريقية نحو هذا الميناء ويتم التوزيع انطلاقا منه، وستقلل كثيرا من الاعتماد على الموانئ المتوسطية خاصة شرق هذا البحر.

وستكون خسائر مصر كبيرة بسبب تراجع عائدات قناة السويس، ثم الكساد في تراجع الطلب على خدمات ميناء بورسعيد. في المقابل، سيعمل الميناء المتوسطي في طنجة بكل طاقته للتأقلم مع ارتفاع الطلب عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    ألا يقول في المثل : مصائب قوم عند قوم فوائد، والله ناصر الفلسطينيين وهازم عدوهم المحتل اللعين وعد رب العالمين وكان وعد الله مفعولا اقتربت نهاية دويلة السراب والخراب التي تجثم على أرض فلسطين منذ 1948 بدعم أمريكي بريطاني وغربي غادر حاقد جبان سارق لأرض فلسطين 🇵🇸✌️

  2. يقول كريم:

    صحيح ميناء طنجة المغربي هو أكبر مستفيد أولا لأنه ميناء ضخم ومن أهم الموانئ المتوسطية ويستقبل السفن التجارية العملاقة وموقعه كمفترق طرق بحري بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي أعطاه هذه المكانة ، وكل السفن التجارية تقريبا التي تدخل البحر المتوسط تتوقف بميناء طنجة

  3. يقول هدهد سليمان:

    مصر استعاضت عن خسارة دخل قناة السويس بتغريم فلسطينيو غزة وتدفيعهم بدون اي رحمة رشوة كبيرة للراغبين بالنجاة من الحرب باولادهم و بالعملة الصعبة، حيث ان اهل غزة هم السبب الذي من اجله قام اشاوس اليمن بتفعيل خطهم الأحمر بمنع شريان حياة العدو بالمرور عبر قناة السويس فعلا لا مجرد قول على غير عادة الكلمنجية العرب.
    انتهى القول مراعة لرمضان.

  4. يقول عبدالله:

    النظام المصري اختار الصهاينة فلم يفتح الممر للمساعدات فسيتوقف الحوثيون

  5. يقول عادل المغربي:

    العز والنصر لإخواننا الحوثيين يا مكة الثوار ويا أرض الأحرار أعانكم الله على الصهاينة الإرهابيين , للتذكير ميناء طنجة المتوسط أكبر ميناء في افريقيا والبحر الأبيض المتوسط اللهم زد وبارك

    1. يقول إبراهيم الأمازيغي:

      تعليقك تجسيد مثالي للبراغماتية التي تحرك العالم بأكمله…رغم محاولة البعض التظاهر بعكس ذلك…😜

  6. يقول متتبع حر:

    الارزاق بيد الله….منع دخول البضائع القادمة عبر الموانئ المغربية أو تلك التي تمت إعادة شحنها في المغرب…..وربك يفرجها من حيت لا تدري….الضاهر ان حجر العترة استقر في حدائهم…والله الموفق

  7. يقول ملاحظ...:

    في الحقيقة أقف احتراما للرؤية الاستباقية للصناع القرار في المغرب. لم يكن لدى المغاربة علم بالغيب، لكن تحليل المعطيات بالشكل الصحيح جعلهم يتسبقون الأحداث ليكونوا أكبر الفائزين.

  8. يقول تيسير خرما:

    ماطلت مصر سنوات عدة بمشاركة دول الخليج بدعم الشرعية اليمنية عسكريا للقضاء على ذراع إيران المسلح باليمن ومنع سيطرة إيران على أهم ممر تجارة دولية بالبحر الأحمر فحصدت مصر نتيجة مداراتها لإيران لتصبح أكبر خاسر من نتائج همجية الحوثيين بما فيها خسارة دخل قناة السويس 10 مليار سنوي بينما إسرائيل أكبر رابح بإلهاء العالم بمشكلة أكبر من نتائج حصارها لأذرع إيران بقطاع غزة فمددت إسرائيل عملياتها العسكرية كما ثبت للعالم ضرورة تدشين ممر تجاري بري بين المحيط الهندي والبحر المتوسط عبر دول الخليج والأردن وإسرائيل

اشترك في قائمتنا البريدية