نوع جديد أضافتها إسرائيل إلى أنواع السلاح المستخدم في الحروب الحديثة، من خلال هجومها السيبراني بتفجير أجهزة اتصالات حزب الله الميدانية. المشاهد المروّعة التي يتم تداولها على شبكة الانترنت كافية بذاتها لتشكيل صدمة عند كل من يراها، بما في ذلك حزب الله المستهدف بهذا الهجوم. لكن الأمر لا يتوقف بالنسبة للحزب على الصدمة الإنسانية بضحايا الهجوم في مختلف أنحاء لبنان وسوريا وقد تجاوز عددهم ثلاثة آلاف مصاب، بينهم 12 قتيلاً، غير المصابين بجروح ثقيلة قد تودي بحياة البعض منهم، وبخاصة الإصابات الكثيرة في الوجه والرأس.
فالصدمة الأقصى ربما بالنسبة للحزب، وظهيره الإيراني طبعاً، هي فقدانه لشبكة اتصالاته الميدانية، ولو مؤقتاً، قبل تأمين بديل آمن ليس من السهل الحصول عليه. فقد كانت غاية الحزب من اعتماد أجهزة البيجر، أصلاً، هي الابتعاد عن شبكة أجهزة الخليوي سهلة الاختراق من قبل إسرائيل أو غيرها من أعداء الحزب. وفي الأيام أو الأسابيع المقبلة ربما يضطر الحزب للاعتماد على شبكة مراسلين حربيين لنقل التعليمات بين القيادة المركزية والمجموعات المنتشرة في مناطق واسعة من لبنان وسوريا، وهذه الوسيلة تفتقر إلى السرعة المطلوبة في الظروف القائمة حالياً، إضافة إلى سهولة استهداف سيارات المراسلين أنفسهم. ذلك أن حزب الله في حالة حرب معلنة مع إسرائيل منذ ما يقارب العام، وإن كانت حرب منخفضة الكثافة كما تسمى في المصطلح الحربي، فضلاً عن أنها مرشحة، في أية لحظة، للتحول إلى حرب «واسعة» كما توصف في وسائل الإعلام، ويسعى المحور الإيراني إلى تجنبها بثمن باهظ من سمعته وهيبته الجريحة بتواتر كبير منذ واقعة طوفان الأقصى.
ذلك أنه لا غنى عن شبكة اتصالات فعالة لخوض أي حرب، منذ وجدت الحروب، ولا يتعلق الأمر بالحروب الحديثة وحدها. فهي أشبه ما تكون بالجهاز العصبي في الكائن العضوي، ويؤدي تدميرها إلى شلل تام للقوة المستهدفة، يجعلها غير قادرة على مواصلة الحرب، لا هجوماً ولا في الدفاع عن نفسها، بصرف النظر عن قوة وعديد مقاتليها أو مستوى تسليحها.
حزب الله في حالة حرب معلنة مع إسرائيل منذ ما يقارب العام، وإن كانت حرب منخفضة الكثافة كما تسمى في المصطلح الحربي، فضلاً عن أنها مرشحة، في أية لحظة، للتحول إلى
وأحد الاحتمالات المطروحة في تفسير دوافع الهجوم الإسرائيل هو أنه قد يكون مقدمة لشن حرب واسعة في الجبهة الشمالية تستهدف تدمير أكبر ما يمكن من القدرات العسكرية للحزب وترويع بيئته الاجتماعية الحاضنة التي تضررت كثيراً منذ بداية حرب الاستنزاف، ونزح عشرات آلاف المدنيين من الجنوب وغيرها من مناطق انتشار الحزب. ففي هذه الحالة المفترضة من المرجح أن يتلقى الحزب ضربة كبيرة، حتى لو كثف بالمقابل هجماته الصاروخية وبالطائرات المسيرة على شمال إسرائيل. وبات معروفاً أن القيادة الإسرائيلية المتطرفة تسعى بكل الوسائل إلى توريط إيران وحزب الله في حرب واسعة، على رغم كل محاولات الإدارة الأمريكية للجمها عن ذلك.
عملية البيجر حققت لإسرائيل، إذن أهداف عديدة، هجومية ودفاعية في آن، وتعتبر بذاتها هزيمة مرة للحزب وللمحور الإيراني، تضاف إلى عمليات نوعية أخرى كاغتيال القائد العسكري الأول في الحزب فؤاد شكر، واغتيال القائد السياسي الفلسطيني إسماعيل هنية في طهران، والإنزال المظلي ضد موقع إيراني في سوريا في منطقة مصياف، وضرب القنصلية الإيرانية في دمشق في شهر نيسان الماضي حيث قتل أيضاً عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني.
وبلغت هشاشة المحور الإيراني أن التهديدات اليومية الصادرة من المسؤولين الإيرانيين بالرد على اغتيال هنية في طهران، لم تتحول إلى اليوم إلى رد حقيقي، بعد مرور أكثر من شهر ونصف عليه، في حين أن ردود حزب الله لم تخرج عموماً على «قواعد الاشتباك» التي لا تتوقف إسرائيل عن خرقها، معتمدة في ذلك على الدعم الثابت من واشنطن.
وفي ظل تداعيات عملية البيجر ستفقد الآلة الحربية لحزب الله إمكانيات الرد الفعال على إسرائيل حتى ضمن الحدود المرعية، الأمر الذي ستكون له آثار معنوية كبيرة تضعف الحزب سياسياً إلى حد كبير.
إضافة إلى ذلك كشفت عملية البيجر مواقع انتشار مقاتلي حزب الله في سوريا ولبنان معاً، بما يشكل خريطة عسكرية شاملة لاستهدافات إسرائيلية جديدة في كلا البلدين.
تبرأت واشنطن بسرعة من أي علم مسبق بنوايا إسرائيل في شن هجوم الثلاثاء الجديد من نوعه، ومن المرجح أنها صادقة في هذا الإنكار، بالنظر إلى تأذيها المباشر من محاولات نتنياهو لتوسيع نطاق الحرب وجر إيران إليها، وبخاصة أن الانتخابات الرئاسية باتت على الأبواب، وإدارة بايدن لا تستطيع المغامرة بمواجهة حرب إقليمية واسعة ستضطر في حال نشوبها إلى التورط فيها إلى جانب إسرائيل، ومن شأن ذلك الإضرار المباشر بحملة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. بالمقابل لا مانع لدى واشنطن من إضعاف القدرات الحربية لحزب الله إذا توقف الأمر عند هجوم البيجر ولم يؤد إلى توسع الحرب. فإضعاف الحزب هدف إسرائيلي ـ أمريكي مشترك.
المرجح إذن، في ظل هذه الشروط، ألا يستطيع حزب الله القيام بأي رد نوعي يوازي عملية البيجر، على الأقل في الفترة القريبة القادمة، وأن تواصل واشنطن ضغطها على إسرائيل للتوقف عن استفزازاتها للمحور الإيراني.
كاتب سوري
ايران وصبيها حسن فقدا مصداقيتهما …دم الشهيد هنية رحمه الله ليس رخيصا ولانسمع من ايران سوى جعجعة أقرب ماتكون للتهرب, اما حزب اللات الذي أمعن إجراما في السوريين فتبين انه كيان هش مخترق للعظم ومكشوف لدرجة غير معقولة
صذقوني لقذ انتهت أسطورۃ حزب الله وایران !
تم نقل بعض الجرحى إلى سوريا بسبب قرب المسافة كما جاء في أحد التقارير في القدس العربي والسؤال طبعاً لماذا بقي اللاجئين في لبنان رغم قرب المسافة هذه! فهل انتهى الإحتفاظ بحق الرد وسيتولى بشارون أسدوف الرد هذه المرة! لنا الله ومالنا غيرك ياالله.
ايران ومحور المقاومة سينتصران ستراتيجياً
على الرغم من انتصارات الصهاينة التكتيكية ،
نعم استطاعت إسرائيل أن توجه ضربة لحزب
الله ولكن هذه الضربة لن تقضي على حزب الله
وسيخرج منها كما خرج من ضربات عديدة
وسيشهد التاريخ لحزب الله انه دفع دماً من أجل
ثباته على دعم غزة ولو شاء أن يرضخ لإسرائيل
لفتحوا أمامه الأبواب كلها .
البوصلة فلسطين ومن وقف يتفرج شبه شامت
فقد ضيع البوصلة .
ضربات شديدة، ليس البيجر فقط، بل في اليوم التالي انفجرت اجهزة اللاسلكي و خلفت ضحايا ايضا. و بعدها بيوم قتلوا قائد قوة الرضوان و كبار قادته بضربة واحدة. ما بين حلات العمى بالمئات لشباب، و الجروح الجسدية، هنالك انهيار نفسي واسع لا محالة. إسرائيل لن تدخل برا بجنود، لكن بالتكنولوجيا هي في الارض، بمئات الطائرات بدون طيار و طائرات حربية، تُطلق على كل محاولة إطلاق صواريخ ضدها. .. هنالك درس مستفاد من عملية البيجر، لو دخلت الأجهزة عبر الجمارك اللبنانية، و كان الحزب يخضع للدولة، ما حصل ما حصل.