هجوم انتحاري على معسكر للجيش في مالي غداة هجومين حصدا 64 قتيلا- (فيديو)

حجم الخط
4

باماكو: أعلنت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة اليوم الجمعة مسؤوليتها عن هجوم انتحاري على قاعدة عسكرية في شمال شرق مالي، بعد يوم من إلقاء السلطات اللوم على الجماعة نفسها في تنفيذ هجومين على معسكر آخر للجيش وقارب، مما أدى لمقتل أكثر من 60 شخصا.

وقُتل ما لا يقل عن 49 مدنيا و15 جنديا عندما هاجم مسلحون القارب في ممر مائي يربط بين مدينتي جاو وموبتي في شمال البلاد وأغاروا على معسكر في دائرة بوريم بمنطقة جاو، التي أصبحت معقلا لنشاط الجماعات المتشددة في العقد الماضي.

وحملت الحكومة المؤقتة في مالي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة المسؤولية عن الهجومين اللذين وقعا أمس الخميس.

ومن جهة أخرى، نقلت مجموعة (سايت إنتليجنس) عن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إعلانها مسؤوليتها عن هجوم انتحاري على قاعدة عسكرية بالقرب من مطار جاو الدولي اليوم الجمعة.

ومالي واحدة من عدة دول في غرب أفريقيا تحارب متشددين مسلحين مرتبطين بتنظيمي القاعدة و”الدولة”، الذين ثبتوا أقدامهم في شمال البلاد القاحل في 2012 قبل أن يتوسعوا في المنطقة.

وقال ولد ماموني المتحدث باسم وزارة النقل إن أحدث موجة من أعمال العنف بدأت أمس الخميس عندما أطلق مسلحون قذيفة على محرك قارب كان ينقل عسكريين بالقرب من جاو.

ورد الجنود بإطلاق النار لكن عددا منهم قفزوا من على متن القارب وهم في حالة ذعر وكان بعضهم لا يستطيعون السباحة.

وأضاف المتحدث أن “معظم الوفيات كانت بسبب الغرق وليس بسبب إطلاق النار”.

واستهدف الهجوم الآخر الذي وقع أمس الخميس قاعدة للجيش تبعد نحو 230 كيلومترا شمالي الموقع الذي تعرض فيه القارب للهجوم. ولم يتضح عدد القتلى في كل هجوم.

وأتى الهجوم في جو من الضغط المتنامي الذي تمارسه جماعات مسلحة على الدولة في شمال البلاد منذ أسابيع ما يثير مخاوف من تفاقم العنف.

استُهدف زورق تمبكتو التابع لشركة الملاحة المائية كوماناف العامة بثلاثة صواريخ، في منطقة غورما-راروس بين تمبكتو وغاو وفق الشركة التي تسيّر مع سفن قليلة خطا مهما في رحلة تمتد على مئات الكيلومترات بين كوليكورو قرب باماكو وغاو، مرورا بمدن كبرى مطلة على النهر.

وقفز ركاب عدة إلى المياه ما أن بدأ إطلاق النار على ما أفاد مسؤول في كوماناف.

ومركب “تمكبتو” يتّسع لنحو ثلاثمئة راكب على ما أوضح وكلاء للشركة طلبوا عدم كشف هوياتهم من دون أن يعطوا تقديرات حول عدد الأشخاص الذين كانوا على متنه.

وكان جنود يرافقون المركب بسبب التهديدات الأمنية المسيطرة في المنطقة على ما قال مسؤول في الجيش طلب عدم كشف اسمه.

“حصار”

وسبق أن تعرض مركب لهجوم بصاروخ في الأول من أيلول/سبتمبر في منطقة موبتي جنوبا ما أسفر عن مقتل طفل في الثانية عشرة وإصابة شخصين بجروح. ويستخدم هذا الخط النهري تجار وعائلات وكان يعتبر عموما أكثر أمانا من الطريق البري بحسب أحد وكلاء كوماناف.

وأعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مطلع آب/أغسطس، فرض حصار على تمبكتو التي يتغير فيها المشهد الأمني.

فبعثة الأمم المتحدة التي دفعها المجلس العسكري في مالي إلى مغادرة البلاد أخلت للتو معسكري بير وغوندام القريبين من تمبكتو وسملتهما إلى سلطات البلاد. وأدى تسلم الدولة المالية لهذين الثكنتين إلى معارك مع جهاديين فضلا عن اشتباكات مع متمردين طوارق سابقين.

وتمبكتو التي يسكنها عشرات الآف الأشخاص هي من مدن الشمال الكبرى التي سيطر عليها المتمردون الطوارق ومن ثم السلفيون بعد تمرد العام 2012. واستعادت القوات الفرنسية والمالية المدينة في 2013.

ووقعت المجموعات التي يشكل الطوارق غالبية أفرادها اتفاق سلام مع الدولة المالية عام 2015 في حين يواصل الجهاديون هجماتهم. وتوسع نطاق العنف ليشمل وسط البلاد وبوركينا فاسو والنيجر المجاورتين ما أدى إلى سقوط آلاف القتلى. وقد نفذ الجيش انقلابات في الدول الثلاث تواليا منذ العام 2020 متحججا بالأزمة الأمنية.

وتثير التوترات الأخيرة في شمال مالي مخاوف من استمرار اتفاق العام 2015 ومن تجدد المواجهات.

ودفع العسكريون الماليون القوة الفرنسية المكلفة محاربة الجهاديين إلى المغادرة في 2022 وبعثة الأمم المتحدة في 2023 وتقاربوا عسكريا وسياسيا من روسيا وجعلوا من بسط السيادة شعارهم الرئيسي. إلا أن أجزاء كبيرة من البلاد تخرج عن سيطرتهم ويرى خبراء عدة أن الوضع الأمني تدهور في ظل قيادتهم.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول كريم إلياس /الجمهورية الفرنسية:

    المجالس العسكرية المنبثقة عن الانقلابات ..جميعها فاشلة ..اين هو المجلس العسكري الحاكم في مالي ..أليس دوره تأمين البلاد و امن العباد ..بعد إنقلابهم العسكري المشؤوم! هؤولاء لا يملكون لا الوسائل و لا القوة الكافية و لا المعدات المتطورة التي تمكنهم من تأمين البلاد من طولها الى عرضها..بقي لهم حل وحيد..الاستنجاد بمرتزقة فاغنر الاجرامية للمساعدة على إستتباب الامن و السيطرة على الوضع في المناطق التي تشهد إضطرابات أمنية او تهديدات ارهابية..الانقلابيين لا يملكون القدرة على تأمين البلاد ..فما بالك أمان العباد..اورام خبيثة أُبتليت بها الدول الافريقية و المتخلفة..و السلام

  2. يقول سالم:

    الارهابيون يحققون اهداف فرنسا.

  3. يقول عبد الرحمان مبىزك:

    قلناها ونقولها أن وراء هذه الجماعات الإرهابية باسم الإسلام المخابرات الغربية ومنها الفرنسية

  4. يقول أبو شادي:

    نصرة الإسلام والمسلمين يقتلون الأبرياء بأسم الإسلام والإسلام بريء منهم فجزاء من قتل انسان جهنم.
    من يمول ويسلح هذه الحسالة ولصالح من يعملون.

اشترك في قائمتنا البريدية