من عادتي ان يأتيني عنوان مقالي الأسبوعي كفكرة رئيسية في الأول، قبل الانطلاق في تحريره. وهو ما حصل لي مع هذا العنوان المستفز، الذي بدأت أفكر فيه منذ أيام قبل أن تؤكده لي الأحداث السياسة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، بعد العدوان الإسرائيلي على إيران. فكرة ترسخت لديّ بعد التغيير في سوريا وما عرفه لبنان من أحداث، أبانت عن ذلك الاختراق الكبير الذي تعرض له حزب الله اللبناني، كجزء من تبعات انغماسه في سوريا. كما ظهر في اغتيالات قياداته وعملية البيجر الشهيرة. زيادة بالطبع على ما عاشته غزة من ويلات نتيجة حرب الإبادة التي تعرض لها شعبها. بدأت تمتد الى فلسطينيي الضفة الغربية الذين تنتظرهم أيام عصيبة، إذا استمر هذا السيناريو الأسود ولم يجد من يقف في وجهه.
فكرتي باختصار هي أن ما يقوم به نتنياهو من عربدة في محيط إسرائيل الجغرافي المباشر ليس غريبا، بل كان منتظرا، ومنطقيا جدا كسلوك سياسي، وهو يعاين الدعم الكبير له من قبل الجمهور الإسرائيلي، الذي أصابته لوثة اليمين المتطرف، كما هو حاصل في الكثير من البلدان، التي غاب فيها الوسط واليسار الذي كانت تعول عليه القوى السياسية الدولية المؤمنة بحل الدولتين. الأدهى أن هذا التوجه في اتجاه أقصى اليمين يمس الشباب – حسب الكثير من الملاحظين – مما يؤشر أنه سيكون اتجاه ثقيل على المدى البعيد في المجتمع الإسرائيلي لن يعرف تغييرات جدية في القريب المنظور.
يدفع البعد الدولي في علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة هو الآخر في هذا الاتجاه المتطرف الحاضر أصلا عند نتنياهو، دعمه وصول ترامب إلى البيت الأبيض وقبله مع الرئيس بايدن، ما يؤكد أننا أمام سياسة لأمريكا «البيضاء «تحولت إلى عقيدة لدى هذه النخب المتصهينة، لن تجد السياسة الإسرائيلية أحسن منها في الدفاع عنها، كما عاشته على الملموس وهي تبيد غزة منذ أكثر من سنة ونصف السنة، على المباشر، عرف فيها الرئيس الأمريكي ترامب كل مرة كيف يدعم هذا العدوان وصل إلى صورة كاريكاتيرية وهو يقترح شراء غزة وتحويلها إلى منتجع سياحي، وهو يتقاسم الأدوار مع نتنياهو على المستوى الإعلامي والسياسي كما ظهر في العدوان على إيران.
ما يقوم به نتنياهو من عربدة في محيط إسرائيل الجغرافي المباشر ليس غريبا، بل كان منتظرا، ومنطقيا جدا كسلوك سياسي، مع دعم الجمهور الإسرائيلي، الذي أصابته لوثة اليمين المتطرف
لنكون أمام الموقف الأوروبي غير المختلف في الجوهر، حتى إن أخذ بعض الاحتياطات وهو يعبر عن نفسه، رغم بروز حركات احتجاجية شعبية قوية في دول أوروبا الغربية المركزية كإسبانيا وإيطاليا وفرنسا، ترفض السياسة العدوانية للجيش الإسرائيلي، جاءت في الغالب متأخرة وبقيت على مستوى الخطاب السياسي والإعلامي المحدود، يمكن أن يكون لها تأثير على سياسات دولها على المدى المتوسط إذا وجدت دعما عربيا، عبر اتخاذ مواقف سياسية لصالح الشعب الفلسطيني، ليس من قبل الأنظمة المتخاذلة المسيطرة على المشهد حاليا، لكن عبر الشعوب والحركات الاجتماعية الشعبية، التي يمكن أن تلتقي مع هذه الاتجاهات الدولية الحاضرة في أكثر من بلد، رغم تأخرها في التعبير عن نفسها، كما حصل مع القافلة الدولية المتوجهة لرفع الحصار عن غزة، في وقت أصبحت فيه شاشات العالم تصور على المباشر يوميا قتل الأطفال والنساء في غزة، وهم يتضورون جوعا، نتيجة الحصار المفروض عليهم من قبل الجيش الإسرائيلي، لم يكن من الممكن تصوره دون التواطؤ العربي من دول الطوق.
نتنياهو الذي دعمته السياسة الأمريكية، كما لم تدعم أحدا في السابق، وهي تسانده في الحجر على الأونروا، كمنظمة إنسانية دولية في عمر إسرائيل، لم يكتف الطرف الأمريكي بها، بل زاد عليها منظمات حقوقية دولية، كمحكمة الجنايات الدولية التي عوقب مسؤولوها، وتم التحرش القانوني بهم لأنهم تجرؤوا وأعلنوا عن رفع دعاوى قانونية على نتنياهو بعد مرور أكثر من سنة ونصف السنة، وهو يقتل ويدمر في غزة على الملأ وبشكل مباشر لا يمكن لأي إنسان أن يدعي أنه لم يشاهده. تأييد أمريكي ومساندة من الكثير من القوى السياسية الغربية الأوروبية، هي التي تفسر هذا السلوك السياسي المنطقي جدا من قبل نتنياهو في الهجوم على إيران في هذا الوقت بالذات، لم يختف إطلاقا كمشروع عن الأجندة العسكرية الإسرائيلية. اختارت له إسرائيل وقتا أكاد أقول مثاليا من الناحية السياسية الدولية والإقليمية، في وقت تعيش فيه إيران شبه حصار إقليمي عن محيطها، بعد أن فقدت كل ما سمته الدعاية الإعلامية بأذرعها، بداية من التغيير السياسي في سوريا الذي سيؤدي إلى تحييد هذا البلد المهم لسنوات، بتبعاته التي ظهرت بسرعة في الداخل اللبناني، نتيجة الضعف الكبير الذي اعترى حزب الله، إضافة إلى ما هو حاصل منذ سنوات في العراق، وغيرها من المؤشرات الأخرى التي تخبرنا أن إيران في وضع سياسي واقتصادي أكثر من صعب، نتيجة الحصار الأمريكي -الغربي المفروض عليها منذ عقود، ظهرت نتائجه على مستوى قدرات هذا البلد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وهو يعيش حالة ترهل سياسي بدأ نظامه السياسي المغلق في المعاناة منها، أكثر فأكثر في السنوات الأخيرة، نتيجة المعارضة الداخلية التي يعاني منها. نظام إيراني ثيوقراطي اختارت إسرائيل ضربه في وقت فقد فيها كل دعم خارجي جدي يمكن أن يسنده في هذه المواجهة مع هذا التحالف الإسرائيلي ـ الأمريكي.
ليكون من المنطقي جدا على مستوى القراءة السياسية الباردة، أن يكون هدف تغيير النظام هو الهدف الاستراتيجي لهذا الحلف الأمريكي الإسرائيلي، تنبئ به تلك الاختراقات الظاهرة على مؤسسات النظام الإيراني الديني المغلق، الذي رفض إصلاح نفسه والانفتاح على المجتمع الإيراني المتحرك، متعدد المشارب والاتجاهات قام بخنقه رجال الدين لصالح مشروع لم يعد العالم يقبل به بعد أن فقد بريقه الثوري، استهلكه منذ سنوات وهو يجري وراء نساء طهران لكي يفرض عليهن تغطية شعرهن الجميل. ببساطة لو كنت في مكان نتنياهو لن أضيع هذه الفرصة المواتية، لكي تنجز إسرائيل حلمها التاريخي في شرق أوسط مستكين لها كما يوحي به ما يحصل في أكثر من بلد عربي، تحول فيه التطبيع إلى عقيدة سياسية، قد لا تقبل فيها إسرائيل بنموذجها المصري المتحفظ، بل ستقوم بالعمل على فرض نموذجها الإماراتي الذي لا يكتفي بالتطبيع على مستوى المواقف السياسية الخارجية، بل يضيف له كل البهارات المتعلقة بالأبعاد الفكرية والثقافية كما هو معلن عنه في هذا البلد الخليجي الذي يريد لعب أدوار دولية تؤهله لها سياسته الإسرائيلية، التي ستكون في حاجة إلى أدوات محلية من داخل البلدان وإقليمية من أبناء المنطقة لتطبيق مشروعها السياسي، الذي يتطلب تجسيده سياسة طويلة المدى بدأت منذ سنوات، للهيمنة على النخب والشعوب، سيناريو مرعب بدأت ملامحه في التجسيد هذه الأيام للأسف الشديد.
كاتب جزائري
نتنياهو سياسي غبي يعتقد أن منطق القوة يحقق له مايربد ونسي منطق الحق .
اسرائيل الان تتعرض لضربات موجعة من قبل ايران.
لن تستطيع اسرائيل تحملها في المستقبل المنظور ترك اسراه في أيدي حماس هو فقط يبحث البفاء في الحكم
نقريب 10000 اصابة هدا ما ما تفوله احصاءيات التامين في بني صهيون ما يقارب 10 الاف طلب اغاثة هدا ما يسجل.يلعبون بالكلمة و الصورة بمساندة عالمية و عربية ستنتصر ايران.
تصحيح
لماذا نضع مواضيع طويلة لبيان مواقف الدول الضالة و المغضوب عليهم بحربهم على الاسالام و المسلمين . فهذه هي حرب أمريكا و بريطانيا و فرنسا و ألمانيا و ايطاليا و إسرائيل على الدولة الإسلامية الايرانية