احترت أي كلمة أستخدم لوصف آثار الضربة الإيرانية على إسرائيل.
هل تصلُح كلمة «بهدلة» أم يجب أن ألجأ إلى كلمة أقوى لأن «البهدلة» تنحصر في أمر محدد. أما هنا فـ»البهدلة» شاملة وهي تحتاج إلى كلمة خاصة. ففكرت طويلاً قبل أن ألجأ إلى كلمة «هركلة» معتقداً أنها عامية، لأكتشف مجدداً أنها كلمة فصحى ونحن نلفظها بحرف الجيم على الطريقة المصرية فصارت «هركلة» أو «هرجلة» وأنها من قاموس الأضداد، أي تحمل معنيين متناقضين: التماسك في المشي أوالانهيار. وخطر في بالي أن المعنى الذي اعتقدناه عامياً غلب المعنى الفصيح. فلنعتبره فصيحاً ولنتابع.
بعد انتهاء الضربة الإيرانية على إسرائيل بدا المشهد في حال من الهركلة. وارتفعت الأصوات التي تَكذُب علناً. فإسرائيل بقيت أياماً عدة تتوعد بردٍ قاسٍ رغم التحذيرات الأمريكية لها. كما نسيت أو تناست أن الدفاع عن إسرائيل خلال الضربة لم يكن ممكناً لولا الدفاعات الأمريكية والبريطانية والعربية التي حمت إسرائيل.
لقد تحولت إسرائيل من حاميةٍ إلى محمية، وصارت في حاجة إلى من يحميها من أعدائها الإيرانيين وعرب المقاومة، وهنا تقع مفارقة العجز الإسرائيلي التي حاول نتنياهو تغطيتها بالتهديد والوعيد ثم اضطر إلى القيام بضربة رمزية بلا معنى.
أما الهركلة العربية وهي الأساسية في نظري، فتكمن في قيام أنظمة عربية بمساعدة إسرائيل عسكرياً بشكل علني، فشاركت في الدفاع عن دولة الاحتلال بحجة أنها دولة تتعرض للعدوان وبأنها تحمي حدودها الجوية.
والمشاركة العربية كانت شبه خرساء، وكانت تنم بالتالي عن ما تبقى من حياء، لكنه لم يكن حياء كافياً لحمايتها من هركلة المشاركة في حرب إسرائيل ضد إيران.
نصل الآن إلى الهركلة في بيت القصيد، وهي كناية عن مزيج من الضعف والهبل والعمالة. إنها هركلة لبنان.
الانقسام الطائفي أضفى على الوضع اللبناني صيغة الهبل، كما أضفى عليه صيغة العمالة.
الهبل يكمن في العماء الذي يفرضه الانقسام الطائفي على الناس، فسرت في المجتمع إشاعات عن أن الضربة الإيرانية كانت مسرحية. وهذا عين السذاجة.
أما الضعف فهو واضح في استقواء الميليشيات المتطرفة على اللاجئين.
صار لبنان أشبه بالعصفورية السياسية التي يديرها العملاء والمجانين. وصار المراقب بالتالي عاجزاً عن فهم هذه اللغة العمياء التي تقول ولا تقول. وهي بالتالي تبعث بتحية عميقة إلى الهركلة الإسرائيلية.
كما أن الهركلة تمتد إلى مصر عبر شخصية السيدة نعمت شفيق «مينوش» التي تسلمت منصب رئيسة إحدى كبريات الجامعات في العالم، أي جامعة كولومبيا – نيويورك، كي تقود عملية اعتقال الطلاب العرب والمؤيدين للقضية الفلسطينية.
في مقابل هذه الهركلة تنتصب شخصية الكاتبة والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب – كيفوركيان، الأستاذة في الجامعة العبرية في القدس، التي منذ شهر آذار تُهدد في وظيفتها ثم تعتقل نتيجة مواقفها الوطنية والإنسانية. نادرة هي نموذج مقاومة الهركلة في أجمل صورها. لها التحية وقلوبنا المفتوحة.
في مقابل الموقف النبيل الذي اتخذته شلهوب، يأتينا كلام واضح من نتنياهو مليء بالكذب والادعاء محاولاً فيه تبرير المجاعة والإبادة في غزة.
قال نتيناهو لوزيرة الخارجية الألمانية وهو يريها صوراً عن الحياة «الرائعة» في غزة: «هذا حقيقي. هذا هو الواقع. وليس مزيفاً كما فعل النازيون». ذهب رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى الفخ بقدميه. لم يدفعه أحد إلى القيام بهذه المقارنة السلبية مع جيشه، بل اختار أن يرمي بنفسه في الحفرة. مبروك. هذه هركلة تليق بإسرائيل.
لم يسبق أن تهركلت إسرائيل كما حصل منذ بداية غزوها لغزة. لقد نطح الإسرائيليون التراب بحثاً عن أنفاق، فابتلعهم تراب المدينة المقاومة وحولهم إلى أشلاء.
المشهد بأسره ابتلعته الهركلة، والحكاية تأجلت خمسة وسبعين عاماً وكان ينقصها أن يحتله الفلسطينيون ويحولوه إلى مشهد عزٍ وافتخار.
كل شيء تهركل ما عدا غزة التي دخلت في قاموس المدن العظيمة، فألمها عظيم وأهلها أبطال.
هل دخلت غزة قاموس المدن العظيمة أم اكتفت بدخول قلوبنا؟
إنها على الأرجح كما كتب شاعرنا محمود درويش مرة: «ونظلم غزة لو مجدناها لأن الافتتان بها سيأخذنا إلى حد الانتظار، وغزة لا تجيء إلينا، غزة لا تحررنا، ليست لغزة خيول ولا طائرات ولا عصي سحرية ولا مكاتب في العواصم، إن غزة تحرر نفسها من صفاتنا ولغتنا ومن غُزاتها في وقت واحد، وحين نلتقي بها ذات حلم ربما لن تعرفنا، لأن غزة من مواليد النار ونحن من مواليد الانتظار والبكاء على الديار».
خير الكلام ما قل دل
” هل تصلُح كلمة «بهدلة» أم يجب أن ألجأ إلى كلمة أقوى ” إهـ
أظن بأن كلمة مهزلة أو مسخرة , أقرب للواقع !
ما هي آثار هذة الضربة العسكرية ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله
صدقا بحثت عن كلمة هركلة إلا انني جدها كما قلت الاانتي ليس اعرف كيف اعبر عن شكري الجزيل لهذا القلم الذي لا ينبض إلابالكرامه والصدق المبني علي الحقيقة التي يراد إنكارها من عظمائناالملطخه وجوهم بالعار الذين يحكموننا اليوم لا باس فالتاريخ سيذكرهم هذا إذا لن يلعنهم شعبهم بيد ان هذا الشعب يبجّل هذا العار الذي يحكمه .
دعنا نبحث حقيقة ما يجري في غزه العزه والصمود هانحن اليوم نمر باليوم المئتين علي حملة الاباده التي تجري تحت سمع ومرئ العالم اجمع وبقبول من
اشباه الرجال الذين يحكمون فبعض هولاء يقومون بالتصدي لصواريخ طهران التي أراد منها القدره علي الرد على العدوان الصهيوني علي دمشق وادي الي مقتل قاده من فيلق القدس الذي كان يقتل الأبرياء في دمشق وتحول الي قتال العدو عبر جنوده في بيروت وسوريا وكذلك في صنعاء اين تكن الضربه اكانت مسرحية او ليس كذلك إلا انها عزرت هذا الكيان الذي يحتل فلسطين رغم انها لم تحدث ضرر كبير في هذا العدو إلا انها اثبتت ضعف هذا العدو مما ادي الي الدفاع عنه من الغرب الي حكام العار في بلادنا وهذا كان الإنجاز التأريخي الذي يسجل لهذا الحليف القديم المتجدد لهذا الكيان عبر السنين فمن شابه أباه فما ظلم ليست أدري إذا كان هذا ينطبق علي هذا الحدث
واختم بالقول فشعوبنا العربيه تتحدث كثيرا ولا تفعل سوى البؤس الذي رضعوه من انظمة العار وهذا ما يؤلم ياسيدي مع التحية لابد للفجر ان يشرق رغم كره طغاتنا لهذا الفجر إلا انه سيزهر رغما عنهم جميعا
سيرورة الوضع العربي منذ قيام الثورة العربية وانتهاء إلى ما آل إليه من تشظ واستجلاب للأجنبي وعبثية… فرصة حقيقة لقادة الفكر في المشرق والمغرب كي يراجعوا قناعاتهم في هذه المسيرة، التي بدأت “مظفرة” وانتهت إلى مأساة… غزة تبث وميضا يجلي الأبصار كيما ترى عالما جديدا أكثر سعادة للبشرية.
ما كنا منتبهين ولا عارفين انه مدينة غزّة بالأمس واليوم وغداً هي مدينة الحرية العالمية ولكنها بنفس الوقت هي مدينة العذاب العالمي والموت العالمي..
كنت قول بيني وبين نفسي، شو قصتهم بدولة الإحتلال ، بيمرق وقت ما في شي، وشوي تانية بيقصفوا غزّة، بعد دمار هائل كما في كل مرة، بينسحبوا ولكن بيرجعوا ، الكابوس الصهيوني النازي ملاحقهم ، نار ثم نار ثم نار على غزّة، حدا فيكم بيذكر بالتاريخ انه في دولة احتلال حطّت كل طيرانها وقذائفها على مدينة واحدة متل مدينة غزّة سجينة الحصار من 17 سنة واليوم جيوش العالم كلها ضدّ مدينة غزّة وأهل غزّة ، مين حماس، مين المقاومة ، سلاحهم البسيط وعزمهم الشديد وخنوع الدول العربية وخيانتهم التاريخية لأصحاب الأرض الأصليين، أوروبا الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان طلعت كلها خدعة، ليش طلاب الجامعات الأرقى في العالم وحول العالم وقفوا بجانب القضية الفلسطينية؟ وأهل غزّة وصور الإبادة رح تلاحقهم مدى العمر لجيش مُحتلّ موقفه غير نظامي ومهمته القتل، قتل الحياة نفسها بموت الأطفال والنساء والرجال والشيوخ والنبات والحيوان والشجر والحجر… كل جامعات العالم استنكرت لأنهم راجعوا التاريخ وعرفوا مدى عذاب الشعب الفلسطيني بدولته المسروقة منه كيف دولة منذ 1948 .
{{ أما الهركلة العربية وهي الأساسية في نظري، فتكمن في قيام أنظمة عربية بمساعدة إسرائيل عسكريا بشكل علني، فشاركت في الدفاع عن دولة الاحتلال بحجة أنها دولة تتعرض للعدوان وبأنها تحمي حدودها الجوية. والمشاركة العربية كانت شبه خرساء، وكانت تنم بالتالي عن ما تبقى من حياء، لكنه لم يكن حياء كافياً لحمايتها من هركلة المشاركة في حرب إسرائيل ضد إيران. }} …. اهــــ
والمفارقة الأنكى من ذلك كله، يا أستاذ إلياس خوري، أن هناك من المواطنين الأوفياء من أنظمة التطبيع “العربية”، كمثل مواطني المملكة المغربية “الشقيقة” بالذات والذوات، أن هناك منهم ممن كانوا يشيدون إشادةَ الحميّة والحماس إسهابا وإطنابا بحكمة التصرف الحصيف والرشيد من لدن المملكة الأردنية “الشقيقة” الأخرى على إسقاطها للصواريخ الإيرانية التي كانت متجهة إلى مواقع معينة من الكيان الصهيوني، وذلك بحجة أن تلك الصواريخ الإيرانية قد اخترقت المجال الجوي لهذه المملكة الأردنية “الشقيقة” الأخرى – لسا تعيش وتشوف من أشكال “الهركلة” يا عزيزي !!
شكراً أخي الياس خوري. كم هو مؤسف بل مؤلم حقاً أن تقمع رئيسة جامعة أمريكية (نعمت شقيق) عريقة طلاب يعتصون لوقف حرب إبادة غزة ومن أجل إنسانية أكثر رقياً مما يفعله نتنياهو ومجلس حربه ووزراءه المتطرفين الفاشيين! في المقابل الكاتبة والأكاديمية نادرة شلهوب-كيفوركيان تعطينا أمل كبير.