هكذا كانت اللحظات الأولى لاستئناف الحرب.. الأطفال ارتجفوا خوفا والموت أحاط بكل مكان

أشرف الهور
حجم الخط
2

غزة – “القدس العربي”:

“شعرنا بالموت يحيط بنا من كل الاتجاهات، وأن زلزالا عنيفا يضرب المنطقة، حين اهتزت جدران المنازل، مع علو أصوات الانفجارات الناجمة عن أولى الغارات الجوية العنيفة، وكنا نتوقع الموت في كل لحظة”، هكذا عبر سكان غزة، الذين قاموا فزعين من نومهم، بعد قرار حكومة إسرائيل اليمينية استئناف الحرب من جديد ضد القطاع، بصورة تعيد إلى الأذهان ما كانت عليه الحرب في أوائل أيامها.

وقال مواطنون من قطاع غزة، وهم يصفون مشهد عودة الحرب إنهم فزعوا من نومهم على أصوات “أحزمة نارية” استهدف فيها الطيران الحربي الإسرائيلي بشكل مفاجئ، عدة مناطق تقع وسط القطاع وفي مدينة غزة وشمالها، لتمتد بعد ذلك إلى مناطق أخرى في القطاع، موقعة عشرات الضحايا.

وذكرت ربة إحدى الأسر، التي تقطن وسط قطاع غزة، أن صراخ أبنائها، والانفجارات القريبة والمتتالية التي وقعت جراء قصف قريب، شلت تفكيرها، قبل أن تضطر وأسرتها إلى النزول والإقامة في إحدى الغرف أسفل العمارة السكنية التي تقطنها عائلتها، حتى بزوغ شمس النهار.

قال مواطنون من قطاع غزة، وهم يصفون مشهد عودة الحرب إنهم فزعوا من نومهم على أصوات “أحزمة نارية” استهدف فيها الطيران الحربي الإسرائيلي بشكل مفاجئ، عدة مناطق تقع وسط القطاع وفي مدينة غزة وشمالها

وقالت هذه السيدة وتدعى يسرى عبد الرحمن، إنها أحست وأسرتهم في إحدى اللحظات أن الموت يدنو منهم، وأن الصواريخ التي ألقتها الطائرات الحربية، قد تقتلهم في أي لحظة، لافتة إلى أن أطفالها وأطفال المنزل الصغار، لم يستسلموا للنوم، إلا بعد أن ثقلت أجفانهم من شدة النعاس، وقالت لـ “القدس العربي”: “ما لحقنا نعيش الحياة بدون الحرب حتى عادت من جديد”، وقد عبرت هذه السيدة التي ذاقت سابقا وأسرتها كأغلبية سكان غزة ويلات النزوح، عن تخوفها من توسيع نطاق العمليات العسكرية، حتى تصل إلى التوغلات البرية.

وقال مهند وهو طفل في سن الثانية عشرة، وتقطن عائلته وسط قطاع غزة، وهو يتحدث عن مشاهد الحرب الأولى “متت من الخوف، أنا وكل الي في البيت، واحنا ما صدقنا الحرب توقف ونشعر بالحياة”.

ويصف أحمد سعد، وهو أحد سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، المشهد الذي تفاجأ فيه ببدء الحرب، حيث كان كأغلبية سكان قطاع غزة، غارقا هو وأفراد أسرته في النوم، إنه ظن في البداية أنه “داخل كابوس”، حين فزع من نومه على أصوات انفجارات ضخمة، وصراخ أفراد من أسرته رعبا، ليتدارك بعد ذلك بأن الأمر ناجم عن غارات جوية إسرائيلية عنيفة.

ويقول هذا الرجل لـ”القدس العربي” إنه اعتقد في بداية القصف، أن الأمر ربما يكون لعملية عسكرية محدودة المكان، بهدف تحرير أسرى إسرائيليين، كما حدث في مرات سابقة خلال الحرب، وذلك بسبب استمرار سريان التهدئة، لكنه مع طول المدة، وتوالي الأخبار، عرف أن الأمر راجع لقرار إسرائيلي باستئناف الحرب، ويقول إنه واجه صعوبة كبيرة في بداية الأمر عندما حاول تهدئة النساء والأطفال في المنزل، خاصة بعد رؤيتهم ألسنة اللهب تنير عتمة سماء غزة بين الحين والآخر، جراء الانفجارات الضخمة، ويوضح أن حالة الخوف والفزع، أنسته حتى شرب الماء، قبل بدء موعد الصيام.

أما عاهد فروانة الذي يقطن أيضا حي الشجاعية فهو يصف ما حدث “كانت ليلة صعبة، قصف جوي قوي في كل مكان”.

وعلى منصات مواقع التواصل الاجتماعي، جرى نشر تسجيل لسيدة فقدت أطفالها في الغارات الجوية الأولى التي ضربت مدينة خان يونس جنوبي القطاع، والدموع تنهال من عينيها قالت تلك السيدة “والله أولادي ماتوا من غير سحور”، وأضافت وهي تتحدث عن سوء الوضع حتى قبل استئناف الحرب، وذلك بسبب الحصار الإسرائيلي المطبق الذي حرم السكان من الطعام “أقسم بالله إن أولادي ما لقوا السحور يتسحروه”، وكانت تشير إلى نفاد الطعام من المنزل، وتابعت بحرقة “أنا نايمة (نائمة) أصبح ألاقي أولادي وزوجي ميتين”، وكانت تتحدث عن استهداف منزلها، واستشهاد أطفالها وزوجها، قبل بدء الصيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عراقي مغترب:

    انا لله وانا اليه راجعون
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
    والله اني عشت هذه التجربه في الحرب العراقيه الإيرانية وحرب الكويت.
    كان الجحيم في الارض.
    اللهم بردا وسلاما على كل مسلم مؤمن ومؤمنة يارب العالمين والصلاة والسلام على رسول الأمة صلى الله عليه واله وسلم تسليما كثيرا

  2. يقول ABDELMALEK OMAROULI:

    اين الأمة المليار اين الأمة اين الأمة المليار ؟حفنة من السراق المعتدون المجرمون يقتلونها بلا حياء ولا سبب فقط إما ان تعطيني ارضك أو اقتلك ولكن الله قوي عزيز .
    لاحول ولا قوة الا بالله.

اشترك في قائمتنا البريدية