غزة – “القدس العربي”:
بشكل يظهر الغضب الرسمي الفلسطيني على اغتيال إسرائيل ثلاثة نشطاء من حركة فتح قبل أيام شمال الضفة الغربية، والتي نفذت خلال اجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير، بما أوحى وقتها أنها رسالة إسرائيلية على تهديدات القيادة الفلسطينية بالتحلل من “اتفاق أوسلو”، رد الرئيس محمود عباس بتهديد آخر في كلمة له عبر الهاتف وجهها للمعزين قال فيها “سنرد الصاع صاعين”، ووصف الاحتلال بجملة “المحتل الصهيوني الغاشم”.
وفي الكلمة القصيرة استخدم الرئيس عباس جملا غاضبة، كما حملت كلمته جملا توحي بأن السلطة الفلسطينية ربما تلجأ لاستخدام أساليب جديدة في التعامل مع دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة في الضفة الغربية، والتي تنفذ فيها عمليات اغتيال واعتقال.
وبدأ الرئيس الفلسطيني يلقي كلمات حماسية، خلال اتصال بهاتف نائبه في قيادة حركة فتح محمود العالول، الذي حضر مكان العزاء في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
وقد وضع العالول المعروف بدعمه ومشاركته في فعاليات المقاومة الشعبية ضد الاحتلال في الضفة، سماعة الهاتف قرب مكبر الصوت، ليتسنى للمتواجدين في بيت العزاء سماع كلمة الرئيس الفلسطيني.
وفي بداية حديثه قال الرئيس عباس “أيها الإخوة الأعزاء مناسبة صعبة وغير سعيدة هذه الأيام تمر بها نابلس باستشهاد الإخوة أدهم ومحمد وأشرف”.
وتابع “أعزي نفسي أولا وأعزيكم جميعا وأعزي عائلة الشهداء وأعزي الشعب الفلسطيني بهؤلاء (الشهداء)”.
وأضاف الرئيس عباس في حديثه الموجه للمعزين “أقول إنها جريمة قتل متعمد قام بها المحتل الصهيوني الغاشم ضد أبنائنا وشبابنا وأهلنا”.
الرئيس محمود عباس يعزي بشهداء نابلس الأبطال pic.twitter.com/OkwvCHxLLS
— فداء (@fda41276135) February 10, 2022
وفي مناسبات كثيرة سابقة كان الرئيس الفلسطيني يستخدم مصطلح “دولة الاحتلال” أو “الاحتلال”، أو “الجانب الإسرائيلي”، في ذكره إسرائيل، غير أن هذه المرة استخدم مصطلح “المحتل الصهيوني الغاشم”، وهو مصطلح يستخدم كثيرا من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، التي ترفض الاعتراف بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل.
وفي دلالة على حالة الغضب الفلسطينية الرسمية، قال الرئيس عباس للمعزين “هذه الأحداث لن تمر إطلاقا ولن نسمح بأن تتكرر”.
وتابع “إنها جرائم لا يمكن السكوت عليها إطلاقا”.
وأضاف “صبرنا كثيرا. صبرنا 73 سنة لن نصبر أكثر من هذا. لا بد لنا أن نرد الصاع صاعين”.
ومضى يقول أيضا “نحن المعتدى علينا نحن لا نعتدي على أحد (..) هم (الاحتلال) الذين يقومون بهذا العمل”.
ودفعت هذه الجملة بتحليلات كثيرة، أبرزها إن كانت السلطة الفلسطينية ستتبع طرقا جديدة في التعامل مع الاقتحامات الإسرائيلية للمدن والمناطق التابعة لسيطرتها، من خلال صدها، أو العمل القريب بقرارات المجلس المركزي الخاصة بوقف التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي.
وقد مثلت حادثة اغتيال الشهداء إحراجا كبيرا للسلطة الفلسطينية، خاصة وأنها نفذت داخل المناطق الخاضعة لسيطرتها الأمنية.
يشار إلى أن الرئيس عباس الذي التقى بوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوكمساء الخميس، شدد على أهمية تدخل المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي، وألمانيا لما لها من وزن سياسي كبير، للضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها التي تدمر حل الدولتين وتقوض جهود السلام.
وقال حسب البيان الرسمي “إن الجانب الفلسطيني لن يقبل بأي حال من الأحوال استمرار الوضع الحالي الذي تحاول إسرائيل من خلاله تكريس احتلالها وممارساتها العنصرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967”.