بعد مرور عام تقريبا على الحرب الدائرة في قطاع غزة، وبعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بات الكثير من الأسئلة يطرح بشكل متزايد في الساحة، مثل: ما هو الدور الإيراني الحقيقي في الصراع؟ وهل تتجنب إيران خوض نزاع مباشر مع إسرائيل؟ وهل ما تقدمه طهران لحلفائها في الشرق الأوسط كاف لجعلهم يصمدون في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية المتفوقة؟ وهل يمكن أن تضحي إيران بحلفائها مقابل حصولها على موقف أفضل في سياق تفاوضها مع الغرب على عدة ملفات يقف في مقدمتها الملف النووي؟ والكثير من الأسئلة التي تدور حول طبيعة العلاقة بين طهران وأذرعها العسكرية في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
كان موقف حزب الله منذ الساعات الأولى لانطلاق شرارة طوفان الأقصى واضحا، وهو دعم حماس في حربها ضد الكيان الصهيوني، عبر فتح جبهة الشمال، التي شكلت ضغطا عسكريا واقتصاديا ونفسيا على حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، لكن لعبة الحرب على جبهة الشمال كانت تسير طوال سنة الحرب وفق قواعد اشتباك تكاد تكون صارمة، إذ يقصف الطيران الإسرائيلي قواعد حزب الله في جنوب لبنان، فترد صواريخ الحزب بضربات على مراكز مخابراتية وقواعد عسكرية إسرائيلية في الجليل، وهكذا ضربة بضربة.
وحتى عندما باتت حكومة اليمين الاسرائيلي ترتكب مجازر الإبادة الجماعية والتدمير الممنهج في قطاع غزة، لم يكن موقف الحزب وأمينه العام، سوى السير في مناوشات الحرب وفق قواعد الاشتباك. وحتى التصاعد الذي شهدته ساحة الحرب نتيجة اغتيال القيادي الأبرز في حزب الله فؤاد شكر في 30 تموز/يوليو الماضي، لم يصل إلى مستويات التهديد التي أطلقها نصر الله في خطابه عندما قال: «إن حزب الله لديه بنك من الأهداف سيخضع لفحوصات مسبقة. ولن يكون هناك مكان آمن من صواريخنا وطائراتنا المسيرة في إسرائيل كلها». وأضاف: «لدينا الآن أسلحة جديدة. لكنني لن أقول ما هي، العدو يعرف جيدا أننا أعددنا أنفسنا للأسوأ، وأنه لن يسلم أي مكان من صواريخنا».
إيران لم تنخرط بشكل مباشر في الحرب ضد إسرائيل عام 2006 عندما خاضت حرباً مدمرة مع حزب الله. ولكنها ساعدت في إعادة بناء وتسليح الحزب بعد الصراع ومن المرجح أن تفعل ذلك مرة أخرى
يبدو أن نتنياهو قرر الهروب من أزمته الخانقة في غزة، ومحاصرة مطالب الشارع الإسرائيلي بالتوصول لحل للأزمة، وذلك بالقفز إلى الأمام وإشعال الحرب في الجبهة الشمالية، ليكسب تأييد الشارع الإسرائيلي الغاضب والمتذمر من أداء حكومته طوال الأزمة، إذ أطلق نتنياهو يد الاستخبارات العسكرية وجيش الدفاع الإسرائيلي لينفذوا عدة ضربات موجعة في تصاعد سريع لم تشهده المنطقة مسبقا. فلحق اغتيال فؤاد شكر ضربة ما عرف بتفجير أجهزة البيجر، التي أصابت المئات، وبعد يوم واحد لحقتها ضربة تفجير أجهزة اللاسلكي المفخخة، ثم اغتيال إبراهيم عقيل، وتلتها الضربة الموجعة لقيادة وحدة الرضوان الخاصة التي تضم قوات النخبة في حزب الله، والتي مثلت محاولة اغتيال الرجل الثالث في الحزب علي الكركي الذي نجا من المحاولة بأعجوبة، لتلحق بذلك الضربات الجوية المكثفة على مقر قيادة الحزب في حارة حريك في الضاحية الجنوبية التي اغتيل بها أمين عام الحزب حسن نصر الله.
مقابل هذه السلسلة من الضربات، ماذا كان موقف طهران؟ قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي هذا الأسبوع في الأمم المتحدة أن حزب الله «قادر تماما على الدفاع عن نفسه والدفاع عن لبنان والشعب اللبناني». أما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، فقد انتقد في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حرب إسرائيل في غزة، وحذّر من أن هجماتها على لبنان لا يمكن أن تمر من دون رد، لكن الرئيس بزشكيان، الذي انتُخب في يوليو الماضي خلفا لإبراهيم رئيسي، الذي قتل في حادث سقوط مروحية لفه الغموض، فقد تبنى نبرة أكثر تصالحية من أسلافه المتشددين، متجنباً الخطاب حول القضاء على العدو اللدود للجمهورية الإسلامية. إذ قال؛ «نحن نسعى إلى السلام للجميع وليست لدينا نية للصراع مع أي دولة». كما أعرب عن استعداد حكومته لاستئناف المحادثات النووية مع القوى الغربية، قائلاً: «نحن مستعدون للتعامل مع المشاركين في الاتفاق النووي لعام 2015». ويظهر إنه قد تبنى نبرة معتدلة، معلناً عن «عصر جديد» ستلعب فيه إيران «دوراً بناءً» في الشؤون العالمية.
يوم الاثنين 23 أيلول/سبتمبر الجاري، قال الرئيس بزشكيان لوسائل الإعلام الأمريكية في نيويورك، إن إسرائيل تسعى إلى جر إيران إلى الحرب. وأكد؛ أن «إيران مستعدة لنزع فتيل التوترات مع إسرائيل وإلقاء السلاح إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه». هذا التصريح جرّ عليه انتقادات بعض المحافظين المتشددين المقربين من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لحديثه عن نزع فتيل التوترات مع إسرائيل، مؤكدين أنه يجب عليه أن يتجنب إجراء المقابلات الحية، وكان من المقرر أن يعقد بزشكيان مؤتمرا صحافيا في نيويورك يوم الأربعاء 25 سبتمبر، ولكن تم إلغاؤه. ولم يتضح ما إذا كان قد أجبر على الإلغاء بسبب تعليقاته. ومن الجدير بالذكر أن آية الله خامنئي لم يذكر أي خطط للانتقام أو يصدر تهديدات تجاه إسرائيل، وهو أمر غير معتاد بالنسبة له، عندما خاطب المحاربين القدامى قبل أيام.
لقد نما حزب الله، الذي تأسس في ثمانينيات القرن الماضي، من تمرد في المنطقة الجبلية الجنوبية في لبنان إلى أقوى قوة مسلحة في البلاد. وهو مدين بالكثير من هذا النمو لعقود من الرعاية الإيرانية. هذه العلاقة الطويلة هي أحد الأسباب التي جعلت المحللين لا يعتقدون أن إيران ستتخلى عن حزب الله، حتى لو لم تتدخل علناً في هذه المعركة. وقد قال سامي نادر مدير معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت: «إنها اربعة عقود من الاستثمار. لن تتخلى إيران عن حزب الله في أول فرصة». وهنا لا بد من أن نذكر أن إيران لم تنخرط بشكل مباشر في الحرب ضد إسرائيل عام 2006 عندما خاضت حرباً مدمرة مع حزب الله. ولكنها ساعدت في إعادة بناء وتسليح حزب الله بعد الصراع. ومن المرجح أن تفعل ذلك مرة أخرى، بالاعتماد على قدرة الحزب على التعافي، كما حدث في الماضي. ويرى بعض المراقبين أن الخسائر الكبيرة في قمة هرم قيادة حزب الله لا تمثل تحدياً خطيراً، لأن الحزب لديه بالفعل خطط خلافة المناصب القيادة بشكل عالي التنظيم. وقد صرح أحد المقربين من قيادة حزب الله بالقول: «يعد الحزب أربعة أو خمسة مسلحين تحت كل قائد رفيع المستوى. كثير منهم خريجو جامعات في المجالات التقنية». وأضاف: «إنهم مدربون تدريباً عالياً، إن لم يكونوا مدربين بشكل أفضل من الجيل الأول». كما قال آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، خلال اجتماع عقد هذا الأسبوع: «لقد استشهد بعض الأعضاء الفعالين والقياديين في حزب الله. ولكن هذه ليست خسارة يمكن أن تجعل حزب الله يركع». كما أشار علي فايز مدير قسم إيران في مجموعة حل الأزمات الدولية: «إن الايرانيين لا يعتقدون أن حزب الله سوف يدمر.. إن الحرب، حتى لو كانت صراعاً شاملا، من شأنها أن تضعف حزب الله وتستنزف بعض موارده، ولكن الجماعة يمكن إعادة بنائها في المستقبل القريب كحلقة مهمة في توازن القوى الاقليمي».
والخلاصة كما يراها المحللون والدبلوماسيون، تتمثل في تركيز إيران على المشاركة، وترددها في التدخل على الأرض، وهذه الأمر يوضح الخيارات العسكرية المحدودة المتاحة لإعادة إرساء الردع مع إسرائيل، بعد عام من الأعمال العدائية المتصاعدة في المنطقة، وبذلك تكون طهران في مواجهة معضلة الموازنة الحرجة بين ضبط النفس، أو الانتقام للهجمات على حليفها الأهم حزب الله.
كاتب عراقي
مادامت أمريكا و الغرب مع الصهاينة فحرب الأستنزاف هي الحل الوحيد لأضعافه، سنة مع حماس و كم شهر مع حزب الله لتأتي كاملا هاريس. رحم الله السيد حسن نصر الله فبعدد صواريخ حزب الله يوجد قادة في الحزب
ايران لن تتدخل بشكل مباشر لحماية اي من حلفاءها.
ايران تتقن البازار. فهي بلد البازار.
والحزب سيعيد ترتيب نفسه
يحاول قدر الامكان الانحناء امام العاصفة الهوجاء حتى تنتهي
ايران تفكر بعقلانية بعكسنا نحن العاطفيين العرب.
يبقى ان ايران هي خطر وجودي على العالم العربي.
بدون خطة عربية، ميثاق عربي، شيء ما يفعله العرب، فإن الإقليم سيتم تقاسمه بين ايران والكيان.
البازار سينتهي حين يعرف كل طرف حدود الأراضي التي سيقتطعها من العرب.
هذا هو سبب المناوشات بين الطرفين.
” وهل يمكن أن تضحي إيران بحلفائها مقابل حصولها على موقف أفضل في سياق تفاوضها مع الغرب على عدة ملفات يقف في مقدمتها الملف النووي؟ ” إهـ
الإجابة السريعة هي : نعم !!
و لا حول و لا قوة الا بالله
ليس هناك دولة تنتحر من اجل جماعة تصنعها و من أجانب.
متاجرة هذه الدولة بمثل هذه الجماعة كان و و ظل و يبقى على ما تقتضيه مصلحتها مع أي دولة مهيمنة و أقوى .
التفاتة بسيطة إلى نوع السلاح المتهافت الذي يستخدمه الحزب في حربه الوجودية يكشف عن ارتهانه الكامل لتاجر ساوم به ثم باعه .
إيران لم تتخل عن حزب الله بل سلمته تسليما لإسرائيل .
انتهى دور حزب الله بالوكالة و قررت ايران التخلص من نصر الله و بيعه إلى عصابة بن غفير و الشيطان نتنياهو مقابل المشروع النووي الإيراني…اصحوا يا عرب شيعة و سنة…
نعم تخلت ومن غي كثر كلام وفلسفة …الفرس يكرهون العرب العاربة ونقطة على السطر
نظام الملالي ليس له عهد ولا ذمة ولا ملة ، يبيع ويشتري من أجل النجاة بجلده سلم رئيسه، وباع هنية ،و قايض بنصر الله مقابل ذاته لأنه علم جيدا أن موعد نهايته قد حان
بيع وشراء ، الايرانيين شعب معروف بالاسواق والتجارة
اذا يسمح لي الأستاذ صادق الطائي ان اعقب على الجملة الأخيرة من مقاله التي تقول (طهران في مواجهة معضلة الموازنة الحرجة بين ضبط النفس أو الانتقام للهجمات على حليفها الأهم حزب الله)، وأقول إن طهران في مواجهة معضلة الموازنة الحرجة بين غريزة البقاء (survival) أو محاولة إرساء الردع مع إسرائيل ، والمعطيات تقول إن غريزة البقاء كانت هي خيار طهران، خاصة بعد أن وجهت لها إسرائيل تحذيرا يقول ان أي انتقام مؤثر منها أو ايقاع الأذى بالمدنيين الإسرائيليين سترد عليه باستهداف محطات الطاقة ومصافي النفط وبقية البنى التحتية الأساسية الإيرانية وستكون النتيجة زوال حكمهم ، وهو نفس التحذير الذي سبق وأن وجهته الى صدام حسين لكنه لم يؤثر غريزة البقاء وفضل عليها الموت واقفا.