هل زيارة محافظ حضرموت لمخيم «الحلف» مؤشر لضغط إقليمي لتسوية مرتقبة للأزمة؟… وما طبيعة هذه التسوية؟

أحمد الأغبري
حجم الخط
0

صنعاء – «القدس العربي»: في خطوة لافتة غداة إعلان حلف قبائل حضرموت استمرار التصعيد “لـتحقيق الحكم الذاتي كامل الصلاحيات”، زار محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي، أمس الإثنين، مقر قيادة الحلف ومخيم الاعتصام في منطقة العليب.
ما ورد عن الحلف،أمس الإثنين، يؤشر لعدم وجود جديد في موقف الحلف نتج عن الزيارة، مما يوحي باستمرار الأزمة، ما لم يصدر بيان آخر من الحلف أو المحافظة، فيما ترى مصادر أن الزيارة مثلت “خطوة موفقة” من المحافظ لكسر حالة الاحتقان القائمة بين “الحلف” والسلطة المحلية، أو بين المحافظ ووكيل أول المحافظة، الذي يقود تصعيد الحلف ومؤتمر حضرموت الجامع.
وذكرت “تدوينة” على حساب الحلف في “فيسبوك” أن رئيس وأعضاء رئاسة الحلف استقبلوا محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي، والوفد المرافق له في مقر قيادة الحلف بالهضبة.
وأوضحت أن “قيادة الحلف كانت حريصة على توحيد الجهود في اتجاه تحقيق استحقاقات حضرموت، وترحب بأي خطوة في ذات الاتجاه”.
وأكدَّت على “مواقف الحلف الثابتة ومواصلة كل الخطوات حتى تحقيق ما تبناه الحلف في كل بياناته الصادرة عنه، والوصول بحضرموت إلى طموحات أهلها”، في إشارة إلى أن موقف الحلف لم يتغير، وأن جميع مطالبه ما زالت قائمة.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل زيارة المحافظ مبخوت بن ماضي لمقر قيادة الحلف مؤشر لضغط إقليمي باتجاه تسوية مرتقبة لأزمة حضرموت؟ وما طبيعة هذه التسوية؟
بلا شك أن ثمة ضغطاً إقليمياً يقف وراء تحرك المحافظ، وقيامه اليوم بزيارة لمخيم اعتصام الحلف بعد شهور من التجاهل، الأمر الذي يدفع للقول إن ثمة اعتزاماً إقليمياً، في الوقت الراهن، لتسوية مرتقبة لأزمة حضرموت، لا سيما بعد نجاح الحلف في تحقيق التفاف قبلي حضرمي حول مطالبه. أما طبيعة هذه التسوية، فالأمر ما زال مرهوناً بتطورات الأيام المقبلة، وإن كانت مطالبة الحلف بحكم ذاتي كامل الصلاحيات لحضرموت يؤشر إما لإمكانية ذهاب التسوية إلى ترتيبات غير متوقعة، أو العودة إلى تنفيذ مطالب الحلف التي تضمنتها بياناته الصادرة قبل بيانه الأخير، الذي ربما جاء في سياق الضغط والمناورة للقبول بالمطالب السابقة.
وأصدر الحلف، الأحد، في ختام الاجتماع الاستثنائي لقياداته في منطقة العليب في مديرية غيل بن يمين، بياناً أكدَّ فيه استمرار التصعيد حتى تحقيق الحكم الذاتي كامل الصلاحيات، معتبراً “الحكم الذاتي” لحضرموت “حاجة ملحة”.
ويقود الحلف ومؤتمر حضرموت الجامع، اللذان يرأسهما وكيل أول المحافظة، الشيخ عمرو بن حبريش، تصعيداً منذ بضعة شهور ضد السلطة المحلية ومجلس القيادة الرئاسي، على خلفية مطالب خدمية وسياسية.
وعلى الرغم من كل ذلك تمثل زيارة المحافظ لمخيم اعتصام الحلف منعطفاً في مسار الأزمة القائمة بين السلطة المحلية والحلف القبلي، إذ يمكن اعتبار هذه الزيارة بداية استجابة من قيادة المحافظة للتحاور مع قيادة الحلف وصولاً إلى تسوية لا تتضح ملامحها حتى الآن.
ووفق ما جاء في “تدوينة” الحلف بشأن الزيارة، فالحلف يؤكد مواصلته لكل الخطوات حتى تحقيق ما تبناه الحلف في بياناته السابقة، مما يؤشر لعدم وجود أي منحى إيجابي للزيارة، لكن لا يمكن اعتبار ذلك حكماً بفشل الزيارة بقدر ما يمثل “ضغطاً إضافياً” في سبيل المناورة السياسية تمهيداً للوصول إلى التسوية المرتقبة، التي يمكن القول إن ترتيباتها ربما باتت جاهزة، بينما ترجح مصادر تأجيل الإعلان عنها حتى الإعلان عن تسوية شاملة للأزمة اليمنية، بينما ما يحصل حالياً هو تهيئة الواقع للقبول بها، بما في ذلك المنافس الرئيسي، وهو المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي)، الأمر الذي نعود من خلاله إلى من يقف وراء هذه المكونات، باعتبارها مَن تمسك بخيوط الحل.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية