بعد أدائه السيئ في مناسبتين مهمتين، بات الرئيس الأمريكي جو بايدن في مواجهة المزيد من الضغوط المطالبة بانسحابه من سباق الرئاسة. كان الظهور السيئ الأول له في المناظرة الرئاسية التي تمت يوم 27 حزيران/يونيو الماضي، أما الظهور الثاني فكان في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في 11 تموز/يوليو الجاري. وقد تعالت الأصوات المطالبة بانسحاب بايدن من سباق الرئاسة، بسبب عدم لياقته البدنية والذهنية التي بدت تأثيراتها واضحة في أدائه العام.
مع بقاء شهر واحد فقط قبل أن يجتمع المندوبون الديمقراطيون في شيكاغو لحضور مؤتمرهم، فإن الوقت المتاح للحزب محدود لتحديد من سيكون على رأس القائمة في انتخابات نوفمبر المقبل
أثارت زلة لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال مؤتمر صحافي طال انتظاره، مزيدا من القلق في الولايات المتحدة، بشأن حالته البدنية وعمره، حيث أظهر استطلاع جديد شكوكا واسعة النطاق بين الناخبين الأمريكيين بشأن الأعمار المتقدمة لكل من جو بايدن ودونالد ترامب. ويقول الخبراء إن المشكلة تعكس جزئياً الإحباط إزاء نظام محددات الشيخوخة، الذي يجب أن يشرع كأحد المحددات للترشح لوظائف الخدمة العامة، ومن بينها رئاسة الولايات المتحدة. ويعد الرئيسان بايدن وترامب، اللذان يبلغان من العمر 81 و78 عاما على التوالي، أكبر مرشحي حزبيهما للرئاسة، وفقا لتقارير وسائل إعلام أمريكية، ولا تزال المخاوف بشأن عمريهما ولياقتيهما البدنية باقية في أذهان الناخبين. وقد أظهر استطلاع رأي حديث أجراه مركز بيو للأبحاث، أن ما يقرب من 80 في المئة من البالغين في الولايات المتحدة، يؤيدون وضع حدود عمرية أعلى للمسؤولين الفيدراليين المنتخبين، بمن في ذلك الرئيس.
عقد الرئيس بايدن مؤتمرا صحافيا يوم الخميس 11 يوليو الجاري في واشنطن، وقد اعتبر هذا المؤتمر فرصة بايدن للتعويض عن أدائه الكارثي في المناظرة الرئاسية أمام ترامب، ولتقليل الشكوك حول لياقته البدنية والذهنية، حسبما نقلت شبكة «سي إن بي سي»، لكنه ارتكب هذه المرة زلات لسان كارثية، إذ أشار بايدن خطأً إلى نائبته كامالا هاريس على أنها «نائب الرئيس ترامب»، وفي زلة أخرى قبل مؤتمره المنفرد، قدم بايدن أيضا عن طريق الخطأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه «الرئيس بوتين» خلال مؤتمر لحلف شمال الأطلسي.
مع بقاء شهر واحد فقط قبل أن يجتمع المندوبون الديمقراطيون في شيكاغو لحضور مؤتمرهم، فإن الوقت المتاح للحزب محدود لتحديد من سيكون على رأس القائمة في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وقد دعا 19 عضوا ديمقراطيا في الكونغرس (18 عضوا في مجلس النواب، وعضوا واحدا في مجلس الشيوخ) بايدن علنا إلى الانسحاب من السباق. على الرغم من أن هذا العدد من أعضاء الكونغرس يمثلون جزءا صغيرا نسبيا من إجمالي عدد أعضاء الكونغرس من الديمقراطيين البالغ عددهم أكثر من 200 عضو في الكابيتول هيل، إلا أن تصريحاتهم الدامغة كثفت التدقيق في قدرة الرئيس بايدن على الخدمة لمدة أربع سنوات أخرى كرئيس. لكن ما هو رأي الناخب الأمريكي بترشح بايدن لولاية ثانية؟ تعتقد أغلبية واضحة من الناخبين أن بايدن يجب أن يتنحى، لكن الديمقراطيين على وجه التحديد، لديهم وجهات نظر أكثر تباينا حول هذا الموضوع. إذ ذكرت شبكة ABC News إن كلا من بايدن وترامب يواجهان «درجة عالية من الازدراء»، حيث أظهر استطلاع للرأي أجري يوم الخميس الماضي أن حوالي 40 في المئة من الأمريكيين يقولون، إن أياً منهما لا يتمتع بالذكاء العقلي أو الصحة البدنية اللازمة للخدمة بفعالية، كما يقول الكثيرون إن أياً منهما ليس صادقا، ولا جديرا بالثقة. ويقول 60 في المئة إن ترامب أيضا أكبر من أن يتمكن من الفوز بولاية ثانية. وبالمقارنة، أظهر استطلاع أجرته رويترز/ إبسوس أن 32 في المئة من الديمقراطيين يقولون، إن بايدن يجب أن ينسحب من السباق. وإذا استمرت نسبة الديمقراطيين الذين يطالبون بايدن بالانسحاب في النمو، فقد يصبح موقف الرئيس الضعيف بالفعل في الحزب غير مقبول. ومع ذلك، لا يبدو أن المخاوف بشأن لياقة بايدن للمنصب، قد أعادت تشكيل السباق على الرئاسة بشكل جذري حتى الآن. إذ أظهر استطلاع شبكة ABC News حصول كل من بايدن وترامب على 46 في المئة من الأصوات، وهي نتيجة لم تتغير بشكل أساسي منذ نيسان/أبريل. ويبدو أيضا أن المواجهة الافتراضية بين ترامب ونائبة الرئيس، كامالا هاريس في حال انسحاب بايدن، هي بمثابة تعادل افتراضي، حيث يدعم 49 في المئة من الناخبين هاريس، و47 في المئة يدعمون ترامب.
من يطالب بانسحاب بايدن من السباق الرئاسي؟ بعد حوالي أسبوعين من المناظرة الرئاسية تعالت أصوات النواب الديمقراطيين مطالبة بانسحاب بايدن، إذ دعا أول عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ بايدن إلى الانسحاب، وقال بيتر ويلش، من ولاية فيرمونت، لصحيفة «واشنطن بوست»: «نريده أن يضعنا في المقام الأول، كما فعل من قبل. أنا أحثه على القيام بذلك الآن». كما قال ويلش في مقاله: «أتفهم سبب رغبة الرئيس بايدن في الترشح. لقد أنقذنا من دونالد ترامب ذات مرة، ويريد أن يفعل ذلك مرة أخرى. لكنه يحتاج إلى إعادة تقييم ما إذا كان هو المرشح الأفضل للقيام بذلك، من وجهة نظري هو ليس كذلك.» وقد انضمت شخصيات بارزة أخرى إلى الجوقة المتنامية المطالبة بانسحاب بايدن، إذ قال حاكم نيويورك أنطونيو ديلجادو العضو السابق في مجلس النواب، إن بايدن «يمكنه أن يضيف إلى إرثه شيئا مهما، ويظهر قوته وعقلانيته، عبر إنهاء حملته الانتخابية الآن». كما دعا عضو الكونغرس السابق عن ولاية أوهايو تيم رايان، ووزير الإسكان السابق جوليان كاسترو، وخبير المساعدة الذاتية ماريان ويليامسون، وجميعهم من المعارضين الأساسيين السابقين لبايدن، إلى الانسحاب. وقال جورج كلوني النجم الهوليوودي وجامع التبرعات الرئيسي للحزب الديمقراطي، في صحيفة «نيويورك تايمز» إن «بايدن لا يستطيع التغلب على الوقت». وكان مقاله بعنوان: «أنا أحب جو بايدن. لكننا بحاجة إلى مرشح جديد».
إذن، ماذا سيحدث إذا تنحى بايدن الآن؟ إذا انسحب بايدن من السباق الرئاسي، فسوف يحتاج المندوبون الديمقراطيون البالغ عددهم أكثر من 4000 مندوب إلى ترشيح مرشح آخر لخوض الانتخابات ضد ترامب في نوفمبر المقبل. وسيحتاج المرشح الفائز إلى تأمين دعم أغلبية المندوبين للحصول على الترشيح. وهنالك إشارات قوية لدخول كمالا هاريس نائبة الرئيس بايدن، معركة الترشيح بميزة مبكرة، إذ تتمتع بأكبر ملف تعريف وطني لأي مرشح محتمل. وقد وصفها بعض الديمقراطيين بالفعل كخيارهم المفضل. لكن هاريس لن تصبح المرشحة تلقائيا إذا تنحى بايدن، حيث ستظل بحاجة إلى الفوز بالعدد اللازم من أصوات المندوبين. ومن بين الأسماء الأخرى التي تم طرحها كبدائل محتملة لبايدن: حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمير، وحاكم إلينوي جيه بي بريتزكر.
ووفقا لتقرير لشبكة «سي إن إن» الصادر يوم الخميس 11 يوليو، أعرب كل من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ورئيسة البرلمان السابقة نانسي بيلوسي عن شكوكهما في أن بايدن ما زال هو الشخص القادر على التغلب على ترامب. لكن الرئيس بايدن من جانبه بدا مصرا على الترشح رغم الضغوط التي مورست عليه، إذ قال مخاطبا الصحافيين في ختام مؤتمر حلف شمال الاطلسي: «لن أذهب إلى أي مكان». وأضاف إنه أفضل مرشح لهزيمة دونالد ترامب في نوفمبر. إذ قال: «أعتقد أنني الشخص الأكثر تأهيلاً للترشح للرئاسة، لقد هزمته مرة وسأهزمه مرة أخرى. هناك طريق طويل لنقطعه في هذه الحملة، ولذا سأواصل التحرك.» كما خطط بايدن لشن حملة انتخابية خاطفة خلال الأيام المقبلة، لإثبات قدرته على تقديم عرض مقنع لإعادة انتخابه. وضمن مفردات حملته المقبلة، سيزور أوستن، تكساس، للاحتفال بالذكرى الستين لقانون الحقوق المدنية، وسيجلس أيضا لإجراء مقابلة مع مذيع شبكة «إن بي سي نيوز»، ليستر هولت. وقال بايدن معلقا: «أنا مصمم على الترشح، لكن أعتقد أنه من المهم أن أهدئ المخاوف من خلال السماح لهم برؤيتي هناك. سأذهب إلى المناطق التي نعتقد أننا قادرون على الفوز فيها، وحيث يمكننا إقناع الناس بالتحرك في طريقنا».
كاتب عراقي
أبدا أبدا إلا إذا فجاءه الموت الزؤام ولعنة دماء أطفال ونساء غزة العزة التي سفكوها هذي شهور وشهور وشهور ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🚀
أتوقع بأن يتم إستبداله !!
ولا حول ولا قوة الا بالله