هل هناك أفق لحل سياسي في سوريا؟

حجم الخط
24

شهدت سوريا تطورات عسكرية كبيرة مع تحرير المعارضة السورية المسلحة، ذات الطابع الإسلامي المتشدد، كامل محافظة إدلب وسيطرتها على مدينة حلب، وبدء دخول قواتها إلى مدينة حماه. قامت المعارضة بهذه الهجمات تحت عنوان «ردع العدوان» فيما انتزعت قوات «الجيش الوطني» المدعوم من تركيا مدينة تل رفعت الاستراتيجية، التي كانت تحتلها «الوحدات الكردية» تحت عنوان عملية «فجر الحرية».
تمثّل الرد العسكري على هجوم طرفي المعارضة المفاجئ بتوجيه الطيرانين السوري والروسي ضربات جوية وصاروخية مركزة على ريف إدلب الجنوبي وريف حماه الشمالي، كما قامت قطعات للبحرية الروسية، في هذه الأثناء، بالقيام بـ«مناورات عسكرية» في البحر المتوسط شملت التدريب على إطلاق صواريخ «فرط صوتية».
تناظر ذلك مع هجمات شنتها «قوات سوريا الديمقراطية» (وهي ذراع عسكري لحزب العمال الكردستاني، نظيرة لـ«الوحدات الكردية» ولكنه يضم أيضا عناصر من عشائر عربية) ساندتها ضربتها لـ«التحالف الدولي» الذي تشكل أمريكا القوة الرئيسية فيه، على قرى في شرق محافظة دير الزور يسيطر عليها النظام وميليشيات إيرانية وعراقية، وكان لافتا، في هذا السياق، تأكيد القوات الأمريكية أن هذه الضربات «لا علاقة لها بتقدم المعارضة».
على المستوى السياسي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، والذي كان لبلاده دور كبير في هذه التطورات الجديدة، أن «دمشق يجب أن تشارك في العملية السياسية لتجنب تفاقم الوضع» وتكامل هذا مع مواقف قطرية، مثل إعلان محمد بن عبد العزيز الخليفي، وقوف الدوحة إلى جانب السوريين وتأييد دفع العملية السياسية وفق القرارات الدولية، وكذلك تصريحات عبد الله بن علي بهزاد، سكرتير وفد قطر لدى الأمم المتحدة في جنيف، الذي طالب الأطراف المؤثرة بممارسة الضغوط على النظام السوري للتوصل إلى حل سياسي.
برز، على الجهة المقابلة، موقف إيران، حليف النظام السوري الأكثر تضررا من تقدم المعارضة، فتحدث رئيسها مسعود بزشكيان عن استعداد بلاده لـ«تقديم كل أشكال الدعم لسوريا» كما أعلن متحدث باسم الخارجية عن «بقاء المستشارين العسكريين الإيرانيين» (وهو ما يعني أن إيران مستمرة بدعم النظام السوري عسكريا) فيما أعلن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد العام للجمهورية الإسلامية، موقفا أكثر تشددا بالهجوم على تركيا، معتبرا أنها «وقعت في فخ أمريكا وإسرائيل» وتناغم ذلك مع تهديد رسمي عراقي، على لسان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بأن «العراق لن يقف متفرجا على تداعيات الوضع في سوريا».
ظهر شبيه بهذين الخطابين على المستوى الدولي، في جلسة مجلس الأمن التي بحثت تطورات سوريا، ففيما أدان فاسيلي نيبينزيا، مندوب روسيا في مجلس الأمن، عمليات المعارضة العسكرية معتبرا إياه «هجوما إرهابيا منسقا من الخارج» رأى روبرت وود، نائب ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، أن الظروف التي تشهدها سوريا سببها «فشل الامتثال لقرار الأمم المتحدة 2254» مشيرا بدوره إلى دور إيران وروسيا و«حزب الله» في اندلاع الحرب الداخلية بسوريا، ومؤكدا، في الوقت نفسه، أن بلاده لا علاقة لها بالهجوم، وهو ما أكدته أيضا القوات الأمريكية بعد الضربات الأخيرة في دير الزور.
تشير هذه الوقائع كلها إلى وجود أجندتين أساسيتين، الأولى تدرك أن ما يحصل حاليا سببه سد نظام بشار الأسد آفاق العملية السياسية، والثانية، تحاول إلغاء الحل السياسي وإنقاذ نظام فقد أسباب بقائه.
تشكل الحالة العسكرية ـ السياسية المستجدة، في الحقيقة، فرصة كبيرة، يمكن الاستفادة منها، لإقفال ملف الحرب الوحشية الهائلة التي كلفت السوريين، والإقليم، والعالم، أكلافا رهيبة، وهي مناسبة للدول العربية، قبل غيرها، كما للمنظومة الدولية، للضغط في اتجاه تحقيق تسوية سياسية طال انتظارها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول S.S.Abdullah:

    وأضيف في الجانب الآخر من إشكالية فرض الهيبة/الاستعباد من خلال مفهوم التدوين (اللاجئ/البدون/سوء استغلال مفهوم القانون/الدولة/التنظيم) أعان الله، كل من ساهم في إنجاح إدارة وحوكمة ما يحصل من صمود في (غزة/فلسطين)، ووفقهم وسدّد خطاهم،

    تعليقاً على ما ورد من تفاصيل تحت عنوان (حماس: مقتل 33 أسيراً إسرائيلياً منذ أكتوبر 2023- (فيديو)) https://www.alquds.co.uk/?p=3429302

    وأضيف (حوار) كان الهدف منه شيء، والنتيجة كانت شيء آخر مختلف تماماً

    https://youtube.com/shorts/ObaD0LvAJeQ?si=nyXs-HH25R22g0Nu

    سبحان الله، كُنّا في حاجة إلى مثال من أجل استيعاب أو فهم كيف يتم إساءة استخدام القانون بشكل (ديمقراطي)،

    وهذا مثال عملي عن الوقاحة أو عدم الخجل والحياء أو الاستفزاز والتعدي عن عمد وقصد، بشكل قانوني أو غير قانوني، هو ما ورد تحت عنوان (بن غفير يقرر الاستيلاء على مكبرات صوت المساجد) https://www.alquds.co.uk/?p=3428973

    بمعنى آخر، هل هناك أي (خطأ) يحتاج إلى نقد أو إصلاح في أسلوب (الإدارة والحوكمة)، أم لا؟!

  2. يقول S.S.Abdullah:

    عندما الرئيس الأمريكي (بايدن) أصدر عفو عن جرائم (هانتر، ولده)، بينما (أستراليا) أصدرت (منع) إستخدام (تطبيقات الآلة للأطفال) حتى تمنع (الجريمة)، بخصوص كيفية إدارة وحوكمة (الأسرة)،

    بينما بخصوص إدارة وحوكمة (الدولة)، في دولنا نجد عنوان (وزير خارجية إيران لدى وصوله أنقرة: هناك مخاوف مشتركة تحتاج إلى المناقشة) https://www.alquds.co.uk/?p=3429174

    أي هل الكرسي أو الوظيفة أم الأسرة أو الدولة هي سبب المشاكل/التعاسة/الفقر، لأي إنسان (ة)، في نظام الأمم المتحدة؟!

    للتعليق على عنوان (ما هي «كلمة سر» بشار الأسد؟) https://www.alquds.co.uk/?p=3428918

    بمعنى آخر، بعد مشاهدة المُنتَج في الرابط 👇رسوم (جورج بوش) الإبن، هل هي نقد أم مسخرة أم تهريج أم فضفضة؟!

    https://youtu.be/c0mS5I-j_Gc?si=gFnLHzocxFTqKvh2

    وهل يمكن أن يكون لها قيمة أو ثمن، ولمن أو على حساب من؟!🫣🤣🤭

  3. يقول S.S.Abdullah:

    بمعنى آخر، ماذا يعني أو يرمز إلى ماذا، نشر سفير (اليابان)، وهو يلف (الغُترة) حول رقبته ويُردّد بعض (النشيد الوطني) إلى (العراق) على يوتيوب، بعد إنتهاء وظيفته في (العراق)؟!

    لأن بعد إعادة إنتخاب (دونالد ترامب) بنجاح ساحق (ديمقراطياً) عام 2024،

    أو ماذا كان رد فعل رئيس (كوريا)، على قصقصة وسائل إدارة وحوكمة وميزانية الدولة عليه (ديمقراطياً)

    https://youtu.be/BNPKs2fNdPQ?si=uHL_Adom57nzNsZt

    إعلان الأحكام العرفية، وهذا ما كان يجب على الرئيس (د محمد مرسي) أن يفعل، ولم يفعله، سبحان الله.🤭🤣🫣

    هناك مشكلة، أو وصلنا إلى طريق مسدود، في تعريف أو فهم ووعي معنى، مفهوم العلاقات داخل نظام الأمم المتحدة، ما بعد عام 1945،

    كما لخّصها (السوداني) في جريدة القدس العربي البريطانية، بالذات، تحت عنوان (فهم طبيعة حرب السودان مدخل لإيقافها) https://www.alquds.co.uk/?p=3428885

    بمعنى آخر، هل نريد فلسفة الصراع، أم حكمة التكامل،

    لتكون أساس العلاقة في تكوين ثقافة النحن كأسرة إنسانية لتكوين إقتصاد، بورصة أسهم سوق (العولمة الإنترنت الشّابِكة) من خلال الآلة الروبوت التي في يد أي إنسان (ة) أو أسرة أو شركة، في التعامل (عن بُعد OnLine) أي لا مكان إلى الشفاعة والمحسوبية أو الواسطة أي رشوة (المال السياسي) بسبب المقابلة وجها لوجه،

  4. يقول S.S.Abdullah:

    كبديل إلى فلسفة الصراع بين ثقافة الأنا وثقافة الآخر، والتي على ضوء الشفاعة والمحسوبية تم تمرير قبول عضوية الكيان الصهيوني، دون حتى توفير شروط العضوية، من تحديد الحدود وكتابة الدستور، لمنع أي تعدي أو استفزاز على أي حق من حقوق (أهل فلسطين)،

    بمعنى آخر، مدخل الإصلاح هو طلب إلغاء عضوية الكيان الصهيوني، على الأقل بعد صدور أمر إلقاء القبض على الثنائي (نتنياهو وغالانت)، في عام 2024،

    فهل تفعل ذلك (الجزائر)، كما فعلت ذلك إنصافاً إلى (الصين)، فتم طرد (تايوان) رغم كونها لديها حق النقض/الفيتو بواسطة الثنائي (نيكسون/كيسنجر) حتى تنجح عملية التغيير من إقتصاد الذهب-دولار إلى إقتصاد البترودولار،

    نحن في طريق التحويل إلى الإقتصاد الرقمي في سوق (عن بُعد OnLine) أي بلا حدود يمكن فرض فيها أي قانون،

    ومن هنا أهمية بناء الضمير الحي، لمنع الغش والفساد، عند إتمام أي تبادل تجاري، لمنع الهدر في الوقت والجهد والمال، في متابعة من ضحك على من، أو غش من، أو كذب في عرض أي مواصفات لتسويق أي (مُنتَج)، أليس كذلك، أم لا؟!

    حتى على الأقل لا ينجح، أي فاسد أو غشاش، في تدمير (الإيرادات) لأي (دولة) من أجل مصالح (المقاول) من أمثال (دونالد ترامب).🫣🤣🤭

  5. يقول سلام عادل _المانيا:

    لا أعرف ما يريده الجولاني ومن معه إذا انتصروا على الأسد او إذا وصلوا إلى تفاهمات فالنتيجة لا وجود لالاسلام السياسي كحكم في سوريا والأسد

    1. يقول S.S.Abdullah:

      أحسنت، الإشكالية عندك (في تصوّرك) إذن يا سلام عادل ـ المانيا

    2. يقول مجتهد:

      المعارضة السورية ليست الجولاني والجولاني ليس هو المعارضة السورية

  6. يقول وجيه: حاضر ومستقبل حالك:

    أساسا انسداد الأفق السياسي هو الذي أوصل البلد إلى ما هو عليه من بؤس. تأريخ هذا النظام حافل بالفتك بالبشر والاخفاء القسري وما سجن صديانا إلا مفرده مهوله واحده مما يقتات عليه النظام.
    كما ان القائمين بالوصايه هم من نفس السنخ فما فعلته روسيا في الشيشان وما فعلته إيران في العراق وسوريا واصقاع أخرى هو خارج حدود تصور عقل البشر.

  7. يقول مجتهد:

    بشار الأسد يدعي أنه دكتور وفي الواقع ما هو إلا ديكور و دكتاتور

  8. يقول جبارعبدالزهرة /كاتب من العراق:

    من غير الجائز القول عن اغتصاب اراضي دولة من عصايات اجرامية مصنفة من قبل هيئة الامم المتحدة عصابات ارهابية تهاجم بلد وتعيث في ارضه فسادا ودمارا وتهدد السلم الاهلي من غير الجائز يقال عن سيطرتها الاجرامية على اجزاء من الارض السورية ويوصف احتلاها لهذه االارض وتهجير المدنيين والتلاعب بامنهم وسلب راحتهم والتسبب بقتل وجرح وتهجير الكثير منهم على انه تحرير

    1. يقول سعيد السعيدي:

      ليس كل من تسميه الأمم المتحدة ارهابيا هو فعلا إرهابي. فتصنيفات الأمم المتحدة ليست كتابا منزلا. هي فقط توافقات بين الدول العظمى لخدمة مصالحها، و الا لصنف مجلس الامن إسرائيل كأكبر نظام إرهابي في العالم.

    2. يقول S.S.Abdullah:

      هناك (ظلم) في إدارة وحوكمة الدولة في سوريا أو مصر، فهل أنت مع (الظالم) ضد (المظلوم) أم ماذا؟!

  9. يقول mimoum LAZHAR:

    إن أكبر خطر إرتكبته الأنظمة العربية هو تبنيها للطائفية و للقومجية الناصرية المتشبعة بالفكر الشيوعي المتطرف الذي أفرز أنظمة عسكرية ديكتاتورية

  10. يقول سلام عادل(المانيا):

    لا احد يجب ان يفرح فان سقط الاسد يعني قيام دويلة كردية برعاية امريكا ومن ثم تتحد مع اكراد العراق وبغدها يندم اردوغان لان الدور سيكون عليه لاقامة كردستان الكبرى حليفة اسرائيل والتي ستسيطر على منابع المياه وتقسيم سوريا الى دولة اقليات ودولة سنية

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية