أنطاكيا – «القدس العربي» : قلل المتحدث الرسمي باسم «المصالحة الوطنية» التابعة للنظام السوري عمر رحمون، من إمكانية بدء تواصل مباشر بين الإدارة الأمريكية ودمشق، بخصوص إطلاق سراح الصحافي الأمريكي أوستن تايس، المحتجز في سوريا منذ العام 2012.
وقال لـ«القدس العربي» إن تصريحات الإدارة الأمريكية في هذا الخصوص تهدف للاستهلاك الإعلامي، مضيفاً «بين سوريا وأمريكا مسافة طويلة والحديث عن تواصل من أجل معتقل هو من باب مجاملة عائلة تايس». حديث رحمون يأتي عقب تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن لوالدي تايس بالتواصل المباشر مع النظام السوري لإعادة ابنهما إلى البلاد، حسب تأكيد مواقع إخبارية أمريكية.
بايدن تعهد لعائلته بالتواصل المباشر مع دمشق
وحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي، فان بايدن اجتمع مع والدي الصحافي في البيت الأبيض الاثنين الماضي، مشيراً إلى أن والديه «يعتقدان أن مشاركة بايدن الشخصية سترسل إشارات إلى النظام السوري بأن الحكومة الأمريكية تنظر إلى حرية نجلها على أنها أولوية، وستفاوض بحسن نية بعد سنوات من العقوبات والعزلة». وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، في بيان إن بايدن «جدد التزامه مواصلة جهوده عبر كل القنوات المتاحة لضمان أن يعود أوستن أخيرا إلى عائلته»، وأضافت: «نواصل بذل كل الجهود لإعادته إلى دياره وكذلك كل الأمريكيين» الذين هم في وضع مماثل، من دون أن تدلي بأي تعليق حول وضع تايس.
وعن ذلك، يلفت رحمون إلى عدم وجود أي تصريح رسمي عن وجود هذا الصحافي، ويعلق بقوله «قد يـكون موجــوداً وقد لا يكون».
ورداً على سؤال: ما المقابل الذي تريده دمشق، يجيب: «كما أسلفت، قبل الحديث عن الثمن لا بد من التأكد من صحة وجوده في سوريا». وتفيد المعلومات المتداولة، بأن تايس اعتقل في شهر آب/أغسطس عام 2012، في محيط دمشق، عند مروره على حاجز عسكري تابع لقوات النظام، عندما كان يعمل مصوراً صحافياً لوكالات أجنبية، منها «فرانس برس» و»سي بي إس».
وفي أيلول من العام نفسه، ظهر تايس في تسجيل فيديو وهو معصوب العينين محتجزاً لدى جماعة مسلحة غير معروفة، ومنذ ذلك الحين لم ترد أي معلومات رسمية عما إذا كان حياً أو ميتاً، وفي العام 2018 أعلنت السلطات الأمريكية عن مكافأة قدرها مليونا دولار لمن يقدم أي معلومات يمكن أن تقود إلى تحرير تايس. لكن رحمون يشكك بطبيعة عمل تايس، ويلمح إلى أن مهمته في سوريا، كانت مهمة استخباراتية، ولا علاقة لها بالعمل الصحافي.
في المقابل، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور باسل المعراوي مسؤولية النظام عن اختطاف الصحافي تايس، ويقول لـ«القدس العربي»، «رغم أن النظام لم يعترف باختطافه، إلا أن تايس اختفى في مناطق كانت خاضعة لسيطرة النظام في محيط دمشق. وعن حظوظ نجاح الإدارة الأمريكية بإطلاق سراح تايس، يقول إن الاتصالات مع النظام السوري مع الولايات المتحدة وغيرها، لم تنقطع وهي تتم عبر أقنية أمنية.
ويضيف «الأرجح أن يواصل النظام السوري إنكار وجود تايس لديه، لأنه لا زال يراهن على حصوله على ثمن كبير لإطلاقه، ويبدو أن إدارة بايدن غير مستعدة في الوقت الحالي لتقديم هذا الثمن». يذكر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كان قد أعلن في آذار/مارس 2020 أنه لا يعلم ما إذا كان أوستن تايس ما يزال حياً، وبعد ذلك أعلنت الإدارة الأمريكية في العام 2021 أن الصحافي ما زال على قيد الحياة.