هل يفعل سلوت ما عجز عنه كلوب في ليفربول؟

عندما جاء المدرب آرنه سلوت الى ليفربول ليحل مكان الأسطورة الألماني يورغن كلوب، توقع كثيرون ان يتطلب الأمر الكثير من الوقت والجهد وربما الصفقات الجديدة، كي ينجح المدرب الهولندي في الحفاظ على الفريق بين فرق المقدمة، لكن اليوم وبعد مرور 6 شهور، فان الفريق على أعتاب احراز أول ألقاب الموسم، بل هو مرشح بقوة أن يفعل ما لم ينجح في فعله كلوب… احراز رباعية تاريخية!
الطريقة التي نجح فيها ليفربول في اقصاء توتنهام ليلة الخميس الماضي، والتأهل الى المباراة النهائية لكأس رابطة المحترفين، كانت مدهشة، فهو متخلف بهدف من مباراة الذهاب، وكان من المفترض ان يعاني ويكافح للتغلب على النادي اللندني، لكن كعادته في ملعب «أنفيلد» بدا ليفربول واثقا وقويا وثابتا ومتألقا، ونجح في تسجيل 4 أهداف مع الرأفة من دون أن يسمح لتوتنهام بأن يسدد أي كرة على مرماه.
هذه المباراة عكست بالضبط العقلية الجديدة التي أدخلها المدرب الهولندي سلوت على الفريق. ففي حين كان يخشى كثيرون من قدرته على التعامل مع النجوم من العيار الثقيل، وكيفية توظيف الجميع وارضاء الاحتياطيين وابقائهم جاهزين دوما للمشاركة والمساهمة مع العدد المتزايد من المباريات والمسابقات. ورغم أن الأمر لم يستدع أن نرى المدرب سلوت بعقلية مختلفة عن الودود والهادئ كون غالبية نتائج الفريق كانت إيجابية، فان السر يكمن في هذا الهدوء والايجابية، والتي تنتقل هذه الروح الى اللاعبين، ولهذا رأينا الكثير من نجوم ليفربول يتألقون أكثر من السنوات السابقة، بل نجح سلوت في استخراج الأفضل مما في جعبة لاعبين مثل كودي خاكبو الذي ساورت الشكوك الكثيرين في قدرته على اللعب مع الفريق، كونه ليس مهاجما تقليديا او رأس حربة، وليس خلف المهاجم في مركز الرقم 10، لكن اليوم بتنا نراه يتألق في الجناح المهاجم على الجهة اليسرى، وأيضا مواطنه غرافنبيرخ الذي تخلى عنه بايرن ميونيخ لاعتقاده بأنه لاعب مبالغ بقدراته، لكن مع سلوت رأيناه لاعباً مختلقا ومتألقا في وسط الملعب، حتى المخضرمين والمتألقين عادة، مثل النجم المصري محمد صلاح الذي زاد تألقا وبات يعتلي صدارة الهدافين التي اختطفها النجم الهولندي ايرلنغ هالاند طيلة العامين الأخيرين، بل صارت قدرته على صنع الأهداف عادية ودورية، حتى أن في المباراة الاخيرة أمام توتنهام والتي سجل فيها هدفا وصنع آخر، أصبحت المباراة الـ50 في مسيرته مع «الريدز» التي يصنع فيها ويسجل، وكأنه مهاجم في مطلع العشرين من عمره، وهو الذي عانى في الشهور الأخيرة مع علاقته بمدربه السابق يورغن كلوب. حتى العملاق الهولندي فيرجيل فان دايك صار أفضل.
اذاً تأثير سلوت على اللاعبين كان واضحاً ومهما في هذه المرحلة من الموسم، حيث تشكلت علاقة وطيدة بين المدرب ولاعبيه مبنية على الثقة. فالمدرب الهولندي رفض شراء أي لاعب قبل ان يأخذ وقته في تدريب جميع اللاعبين المتوافرين، الى درجة أن العملاق ليفربول كان أقل ناد ينفق المال من بين أندية الدرجة الممتازة العشرين في انتقالات هذا الموسم، ان كانت الصيفية أو الشتوية، بل في الواقع في ثلاث نوافذ انتقالات لم يضم سوى لاعب واحد، لا يلعب حتى أساسيا، وهو الجناح الإيطالي فيديريكو كييزا، الذي جاء تحسبا لخسارة صلاح في اللحظات الأخيرة من الانتقالات.
ولهذا كان ليفربول الفريق الأكثر تألقا هذا الموسم، لأنه الأكثر استقراراً، فهو يتصدر الدوري الممتاز بأريحية بفارق 6 نقاط عن مطارده الرئيسي أرسنال، مع تبقي مباراة مؤجلة سيلعبها الأربعاء المقبل ضد جاره ايفرتون، ويبدو أنه في طريقه نحو لقبه الثاني فقط منذ 1990، وأيضا تصدر المجموعة الموحدة لدوري أبطال أوروبا بعروض رائعة وثابتة، بينها الفوز على حامل اللقب ريال مدريد، وتأهل الى دور الـ16 مباشرة، وأيضا سيلعب اليوم الأحد مباراة الدور الرابع في كأس إنكلترا ضد المكافح بليموث، بالإضافة الى خوضه المباراة النهائية لكأس المحترفين ضد نيوكاسل في منتصف الشهر المقبل. وبحسب ما رأينا من كل الفرق هذا الموسم، فان ليفربول يعتبر مرشحا بقوة لاحراز كل الألقاب، فهو الأبرز للتتويج بلقب البريميرليغ، وأيضا الأكثر ترشيحا لاحراز أول ألقاب الموسم الشهر المقبل في نهائي المحترفين، واثبت علو كعبه أمام الكبار في دوري الأبطال، ولا يوجد ما يخيفه في كأس إنكلترا، وربما قد ينجح سلوت في فعل ما أخفق في فعله يورغن كلوب الذي اصطدم بسوء طالع تألق غير عادي للبطل في السنوات الأربع الماضية مانشستر سيتي الذي كان يتفوق على ليفربول بفارق نقطة واحدة وبعدد قياسي من مجموع النقاط والأهداف، واوروبيا كان يصطدم مع عراب مسابقة دوري الأبطال ريال مدريد الذي خسر أمامه الليفر مرتين في المباراة النهائية، لكن سلوت يدرك أن لديه فرصة ذهبية هذا الموسم، فلا سيتي غوارديولا في أفضل أحواله ولا ريال أنشيلوتي في كامل عافيته وألقه.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية