واشنطن بوست: الحكم على باحثة معروفة يشي باستمرار عملية الإبادة الصينية للإيغور

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن – “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” افتتاحية قالت فيها إن الإبادة الصينية للإيغور أسكتت صوتا جديدا، ففي الوقت الذي تصر الحكومة الصينية أنها “بلد يحتكم للقانون” إلا أن الصين يحكمها، في الواقع، حزب سري يستخدم القانون كوسيلة للقمع السياسي.

وفي حالة راحيل دوات، فالقانون أصبح غطاء للظلم، وبعد ستة أعوام من اعتقالها الأول، نعرف أن راحيل قد حكم عليها من جديد بالسجن مدى الحياة، وهي عقوبة صادمة لواحدة من أهم المدافعين في العالم عن ثقافة الإيغور وتقاليدهم.

وحوكمت راحيل في عام 2018 بتهمة “الانفصال” والتي تعتبرها الصين خطرا على الأمن القومي، وأدينت وقدمت استئنافا رفض، وذلك حسب مؤسسة دوي هوا ومقرها في سان فرنسيسكو التي تطالب بالحرية للمعتقلين السياسيين في الصين. وفي بيان للمؤسسة صدر في 21 أيلول/سبتمبر جاء أنه وبعد سنوات من التحقيق، علمت عن الحكم الأخير ضد الباحثة من مصدر في الحكومة الصينية، ولا يعرف إلا القليل عن المحاكمة السرية ولماذا صدر هذا الحكم التعسفي ضدها. إلا أن الحكم الأخير يضيف أدلة أن حكام الصين يقومون بعملية إبادة لثقافة الإيغور، الأقلية التركية المسلمة وغيرها في منطقة تشنجيانغ، وتحاول من خلالها الصين محو اللغة والثقافة والتقاليد واستبدالها بثقافة ولغة غالبية الهان.

وأخبرت المحامية ريحان أسات، المعتقل شقيقها أكبر أسات منذ 2016، راديو “صوت أمريكا” قائلة: “لو نظرت إلى الأمثلة التاريخية، فعندما تحاول دولة ارتكاب إبادة، فهي عادة ما تبحث عن المبدعين والبارزين في المجتمع والذين قد يقومون بالحفاظ على ثقافتهم ويحافظون على الكرامة الجمعية للشعب”.

ووجد مشروع حقوق الإنسان للإيغور أنه تم سجن حوالي 312 مثقفا ومفكرا من الإيغور والقزق والقرقيز حتى نهاية 2021، وربما أكثر. وحكم أيضا على الأستاذ الجامعي إلهام توهتي وهدد الصحافيون من الإيغور والعاملون في راديو آسيا الحرة، أيضا.

وتعتبر راحيل، 57 عاما، باحثة في ثقافة وفولكلور الإيغور. وتذكرت بمقابلة مع قناة “تشاينا أرت نيوز” في 2011، كيف تعرفت على الحكايات، الرقصات والأدب الإيغوري الحي عندما كانت طالبة في جامعة تشنجيانغ، والتي كانت تطلب من الطلاب الانغماس في الحياة القروية بجنوب تشنجيانغ. وعندما حصلت على الدكتوراه لاحقا في بيجين، بتخصص الفولكلور، عادت إلى جامعة تشنجيانغ التي تعتبر أهم جامعة بالمنطقة وأنشأت مركز الفولكلور فيها. وكانت دليلا للباحثين الزائرين وناقشت أن فن الفولكلور ليس للحفظ في المتاحف فقط بل ويجب الحفاظ عليه في الحياة اليومية والتعليم. وحاضرت في أكثر من جامعة مثل هارفارد وكورنيل وجامعة بريتش كولومبيا. وكانت أستاذة زائرة في جامعة بنسلفانيا وواشنطن وإنديانا.

وتم الكشف عن عملية الإبادة بعد هجوم على سوق مفتوح في جنوب تشنجيانغ في أيار/مايو 2014، وقتل فيه 31 شخصا وحملت السلطات الصينية الانفصاليين الإيغور مسؤوليته. وتعهد الزعيم الصيني، شي جينبنغ بسحق التطرف، وفي السنوات اللاحقة بنت الصين معسكرات أمنية لإعادة التعليم والتي اعتقلت فيها أكثر من مليون من الإيغور، ودفعت السكان الإيغور لمعسكرات العمل الإجباري وشنت حملة لتعقيم النساء والحد من النسل.

ونفت الصين في البداية وجود المعسكرات، ولكنها زعمت لاحقا أنها مراكز للتعليم المهني. ووجدت الأمم المتحدة أدلة موثوقة عن ممارسة التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان التي قد ترقى “لجرائم ضد الإنسانية”. ولا تزال الصين تنفي أي مشاكل في حقوق الإنسان بتشنجيانغ، قائلة إن الموضوع هو “مواجهة العنف الإرهابي، والتشدد والانفصال”، وزار شي تشنجيانغ في آب/أغسطس وطالب المسؤولين المحليين بمواصلة التحكم بالنشاطات الدينية.

 ولدى الولايات المتحدة الآن قانونان للرد على الإبادة الثقافية للإيغور، قانون سياسة حقوق الإنسان للإيغور، الذي وقعه الرئيس السابق دونالد ترامب في 2020، وقانون منع العمالة القسرية للإيغور الموقع من الرئيس الحالي جو بايدن في 2021. ويقدم القانونان عقوبات ضد منتهكي حقوق الإنسان ويحتويان على بنود تمنع استيراد المنتجات التي ينتجها عمال السخرة من الإيغور، بما في ذلك بولي سيليكون المستخدم في ألواح الطاقة الشمسية. ومن أجل راحيل والملايين الآخرين يجب تطبيق هذين القانونين وبقوة، وفرض عقوبات على المسؤولين الصينيين الذين ينفذون الإبادة، إلى جانب سد كل الثغرات في عمليات الاستيراد من الإقليم بما فيها ملابس البيع بالتجزئة، تطلب الصحيفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    هل الإقتصاد أهم من الإسلام والمسلمين ؟
    ولا حول ولا قوة الا بالله

اشترك في قائمتنا البريدية