لندن- “القدس العربي”: قالت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لمراسلتها كاثرين هوارلد إن الرهانات في القتال الدائر بين الجنرالين في السودان عالية وهي عن “خزائن الحرب”، ولأن الكثير على المحك فلدى كل من الجنرال عبد الفتاح البرهان والجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) المحفزات لمواصلة القتال.
وتقول هوارلد إنهما قضيا سنوات طويلة في مراكمة الأموال والمصالح الاقتصادية التي غذت الحملات العسكرية لكل منهما وباتت في خطر لو خسر أحدهما. وهذا يعني أن كلا الرجلين لديه الوسائل الاقتصادية لمواصلة الحرب والتي أغرقت البلد منذ يوم السبت وأدت لمقتل حوالي 300 شخصا وجرح 3 آلاف آخرين.
البرهان ودقلو قضيا سنوات طويلة في مراكمة الأموال والمصالح الاقتصادية التي غذت الحملات العسكرية لكل منهما وباتت في خطر لو خسر أحدهما
فمن ناحية يدير الحاكم الفعلي وقائد الجيش، البرهان شبكة من الشركات الخاصة أو المدعومة من الدولة والتي منحت المؤسسة العسكرية وحلفاءها حصة واسعة في اقتصاد البلد، حسب محللين وثقوا هذه الشبكة، وتعطي هذه السيطرة البرهان مصدرا للرعاية والتأثير. ومن جهة أخرى يسيطر حميدتي على تجارة عائلة متعددة المجالات وبخاصة التعدين والتنقيب عن الذهب في منطقة دارفور والتي تتداخل مع قوات الدعم السريع التي يقودها، وتعطيه المصادر هذه مجالا للنفوذ والرعاية أيضا.
وقال الخبير في الشأن السوداني أليكس دي وال ومدير مؤسسة السلام العالمي بجامعة تافتس “الطريقة التي تدير فيها السودان هي الدفع لتحالف إما نقدا أو من خلال منح الرخص أو ربطهم بشبكتك السرية”. و”إذا كنت تفهم سياسة السوق فستفهم السودان”.
وقال الطيب عثمان يوسف، الذي ترأس اللجنة التي قامت بفحص كيفية تفكيك دور القوات الأمنية في الاقتصاد، إن الجيش يملك شركات تمثل ربع الناتج المحلي للبلد أما قوات الدعم السريع فتمثل نصف الناتج المحلي. وقال يوسف إن التحقيق الذي قامت به اللجنة ومخاوف القوى الأمنية خسارتها امتيازاتها كان وراء الانقلاب الذي قام به البرهان وحميدتي في تشرين الأول/أكتوبر 2021.
مخاوف القوى الأمنية من خسارة امتيازاتها كانت وراء الانقلاب الذي قام به البرهان وحميدتي في أكتوبر 2021
وإلى جانب بناء إمبراطوريات تجارية، تعامل الجيش والدعم السريع مع شركة فاغنر للمرتزقة التي كانت تبحث عن دور فاعل في السودان.
وزاد التوتر بين الجنرالين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب خطط دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة.
ومنذ بداية القتال خلف القصف الجوي والمدفعي وقذائف الهاون البنايات محترقة والمستشفيات منهارة والجثث ملقاة في الشوارع والسكان في حالة رعب داخل بيوتهم، بدون طعام أو مياه أو كهرباء وبدرجة حرارة تزيد عن مئة، وتم عزل النوافذ خشية أن تدخل الرصاصات الطائشة إلى البيوت ومن أجل منع وصول رائحة الموت المتعفنة.
ودعا سناتور جمهوري يوم الأربعاء لفرض عقوبات على الرجلين، إذ لم يواجه أي منهما عقوبات بسبب الانقلاب في 2021 والذي أطاح بالحكومة المدنية ودور قواتهما في قتل المتظاهرين الداعين للديمقراطية. ويجب أن تأخذ أي عقوبات المصالح الاقتصادية لكل منهما ومكامن الضعف.
الجيش يملك شركات تمثل ربع الناتج المحلي للبلد أما قوات الدعم السريع فتمثل نصف الناتج المحلي
فالجيش الذي يقوده البرهان يسيطر على سلسلة من الصناعات ونشاطات الاستيراد والتصدير كما يقول دي وال. وهناك الكثير من الكيانات التي تقوم بنشاطات مصرفية وإنتاج النفط والاتصالات والإنشاءات ويسيطر عليها الإسلاميون المتحالفون مع الجيش.
وقال مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة الذي قام بفحص مئات من الشركات المدعومة من الحكومة إن الكثير من هذه الشركات مخبأة تحت غطاء مالكين متعددين لها. ويقول المحللون إن المصالح الاقتصادية للجيش جعلته مترددا في التخلي عن السلطة لصالح المدنيين.
المصالح الاقتصادية للجيش جعلته مترددا في التخلي عن السلطة لصالح المدنيين
ويقول مات بريدن، مؤسس ساهان للأبحاث في نيروبي، “المشكلة الكبرى بالنسبة للجيش هي أنه يسيطر على جزء كبير من الاقتصاد وهم ليسوا مستعدين للتخلي عنه من خلال تسليم السلطة لحكومة مدنية”. أما حميدتي، فقد أصبح ثريا من تجارة العائلة في المواشي واستيراد المواد الاستهلاكية، كما يقول سليمان بالدو، الخبير في النزاع وتمويله في السودان. وعندما اندلعت الحرب في دارفور عام 2003، وتراجعت تجارة العائلة. ثم انضم لجماعات الجنجويد، ومع صعوده في صفوفها فقد منح عقودا لبناء الطرق كما يقول بالدو، وتحولت الجنجويد لاحقا لقوات الدعم السريع. ثم قفزت عائلة دقلو وانضمت للبحث عن الذهب الذي انطلق عام 2012 ونوعت تجارتها من المواشي إلى العقارات والبنوك والمعادن الأخرى.
وفي عام 2017 قامت قوات الدعم السريع بالسيطرة على جبل أمير في دارفور بالقوة، وبعد ذلك منحت الحكومة عقودا كثيرة وتنازلات لشركة الغنادي وهي شركة كبرى تتاجر بالذهب ويملكها أحد أشقاء حميدتي، عبد الرحيم دقلو وابنيه، ويشغل عبد الرحيم منصب نائب قائد الدعم السريع، وذلك حسب غلوبال ويتنس، وهي منظمة تهتم بتمويل النزاعات.
وقالت المجموعة إن الشركة “سيطرت على قطاع واسع من اقتصاد الذهب ومن المحتمل أنها تستخدمه لتمويل عمليات قوات الدعم السريع”. ولم يرد عبد الرحيم على مكالمة من الصحيفة للتعليق. كما حددت غلوبال ويتنس شركتين أخريين يسيطر عليهما شقيقان لحميدتي، ولديهما تاريخ في التعامل مع قوات الدعم السريع. ورغم الخلاف بين البرهان وحميدتي، فلم يكن الجنرالان متنافسين في التجارة ولم يتدخلا في مصالح بعضهما البعض.
العسكري في بلادنا العربية حينما يريد ان يصل للحكم يجد امامه طريقين الاول و هو الانتخابات و هو غير مضمون النتيجة كما ان عليه الإلتزام بالقانون و الدستور الطريق الثاني هو البلطجة و استخدام الدبابة الذي اشتراها له الشعب ليحميه من الاعداء في اغتصاب الحكم و عندها ستدوس الدبابة القانون و الدستور ثم يصنع دستورا جديدا يقنن جرائمه فينهب و يقتل كما يشاء و اي معارض لجرائمه فهو ارهابي خائن للوطن و لاحظ ان ذلك المجرم اصبح هو الوطن و الوطن من شعب و ارض اصبحوا صفرا
البرهان هو آفة السودان ومحنة الشعب السوداني المسكين المقهور المطحون الجوعان من قبل جنرالات العسكر السوداني ?✋????
البرهان سار على نهج السيسي
فهو تلميذه و شيخه الأكبر الذي علمه كيف يستولي
على الحكم و يصفي خصومه و يقتل الشعب.
و الله البرهان ليس استثناءا ورث هذا الإرث العظيم
من الذين سبقوه من نميري إلى البشير باستثناء
سوار الذهب الذي كان مخلصا لشعبه ووطنه، و
سيبعث الله من يسقيه من الكأس نفسها، سنة
الله في خلقه و لن تجد لسنة الله تبديلا أو تحويلا.
سرقة ثروات ومقدرات الشعب السوداني جهارا نهارا من قبل أبناءه العسكر الذين لا يعرفون إلا النهب والقتل – أنها قمة الخيانة ولا عزاء للشعب السوداني المغلوب على امره ولا حول ولا قوة إلا بالله