وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست (رويترز)
لندن –”القدس العربي”:
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعده كل من ستيف هندريكس وشيرا روبين قالا فيه إنه لم يكن هناك ما هو غير عادي بشأن الاجتماع الذي كان مخططا له يوم الأربعاء في واشنطن بين وزير الدفاع الإسرائيلي ونظيره الأمريكي حتى قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمنع الرحلة فجأة قبل ساعات من الإقلاع، مما كشف عن التوترات ليس فقط بين الحكومتين ولكن أيضا بين نتنياهو ورئيس دفاعه. وليس للمرة الأولى.
وقد التقى وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الدفاع لويد أوستن أو تحدثا أكثر من 80 مرة على مدار العام الماضي، لكن مشاوراتهما الأخيرة كانت مقررة في لحظة حساسة بشكل خاص، حيث تستعد المنطقة لرد إسرائيل على هجوم طهران الصاروخي في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، ربما قبل عطلة يوم الغفران التي تبدأ يوم الجمعة. وتعلق الصحيفة أن الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية وعبر الأطلسي باتت متقاربة، حيث يبدو أن نتنياهو غاضب بسبب افتقاره إلى الاتصال المباشر مع الرئيس جو بايدن وتنافس وزاري يطغى على مداولات الأمن الإسرائيلية.
ويقول تشاك فريليتش، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق والباحث الكبير في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: “من الواضح أن نتنياهو يحاول فرض سيطرته وإضعاف غالانت إلى الحد الذي قد يؤدي إلى إضعاف العلاقة مع الولايات المتحدة”.
وينتمي غالانت إلى حزب الليكود الذي ينتمي إليه نتنياهو، لكن الاثنين وجدا نفسيهما على خلاف متكرر مع توسع حرب إسرائيل من غزة إلى اليمن إلى لبنان والآن، ربما، إلى إيران.
وقد اختلف الاثنان علنا بشأن العديد من القرارات الاستراتيجية الرئيسية، بما في ذلك توقيت وقف إطلاق النار واتفاق الأسرى مع حماس بالإضافة إلى الدور المحتمل للسلطة الفلسطينية في حكم غزة بالمستقبل. إلى جانب هذا، ينظر لغالانت كمنافس مستقبلي لقيادة الحزب، والذي قال المراقبون السياسيون إنه من المرجح أن يكون قد لعب دورا في تأجيل رحلته إلى واشنطن في اللحظة الأخيرة.
ولم يكن نتنياهو، الذي تربطه علاقة متوترة بشكل متزايد مع بايدن، وتحدث معه أمس الأربعاء، لأول مرة منذ ما يقرب من شهرين، راضيا عن رحلة غالانت المنفردة، معتقدا أن البيت الأبيض كان يحاول تجاوزه ومناقشة الرد على إيران مباشرة مع وزير دفاعه، وفقا لمسؤولين إسرائيليين مطلعين على الوضع.
لم يكن نتنياهو، الذي تربطه علاقة متوترة بشكل متزايد مع بايدن، راضيا عن رحلة غالانت المنفردة، معتقدا أن البيت الأبيض كان يحاول تجاوزه ومناقشة الرد على إيران مباشرة مع وزير دفاعه
وكتب إيتامار آيشنر، المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت اليومية، يوم الأربعاء: “التقييم السائد هو أن نتنياهو يخشى أن يمنح بايدن غالانت مكانة، كما أنه يريد أن يُظهر لقاعدته السياسية داخل الليكود أنه يمنع غالانت من التنسيق مع الأميركيين”.
وتستعد إسرائيل للرد على طهران بسبب وابل الصواريخ الباليستية الأسبوع الماضي الذي بلغ نحو 200 صاروخا، مما أسفر عن مقتل فلسطيني في الضفة الغربية وضرب قاعدتين عسكريتين على الأقل.
ويدفع من يسمون بالصقور في حكومة نتنياهو نحو رد هائل، بما في ذلك ضربات محتملة على المنشآت النووية الإيرانية أو منشآت إنتاج النفط. ويضغط من يسمون بالمعتدلين وإدارة بايدن من أجل انتقام أكثر تحفظا، على أمل تجنب حرب إقليمية شاملة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الأمر غير المتوقع بمنع رحلة الثلاثاء جاء مباشرة من نتنياهو، ولن يتم رفعه حتى يتم تلبية شرطيه: أن يتحدث نتنياهو وبايدن عبر الهاتف، وأن يصوت مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على الموافقة على ضربة عسكرية على إيران.
وقال المسؤول إن رئيس الوزراء كان يتوقع مكالمة فردية مع بايدن منذ أيام، وتحدث الإثنان أخيرا يوم الأربعاء، وفقا لبيان من مكتب رئيس الوزراء.
وقال شخص مطلع على جدول أعمال بايدن إن المكالمة كانت مدرجة في جدول بايدن لعدة أيام. وقال مسؤولون في البنتاغون إن اجتماع غالانت مع أوستن لا يزال من الممكن أن يحدث هذا الأسبوع.
وقال يوسي ميلمان، كاتب عمود استخباراتي قديم في صحيفة هآرتس: “يقول نتنياهو، إذا لم أستطع التحدث مع بايدن، فلن أسمح لوزير دفاعي بالقيام بذلك. أنا متأكد من أن غالانت سيذهب في النهاية إلى واشنطن … لكن العلاقات مروعة”.
ونفى فريق بايدن يوم الثلاثاء أن يكون الرئيس يتجنب إجراء محادثة مع نتنياهو. لكن انزعاجه من رئيس الوزراء ليس سرا، بعد أشهر تجاهلت فيها إسرائيل إلى حد كبير الجهود الأمريكية للتوسط في وقف إطلاق النار في غزة ونفذت ضربات أو عمليات كبرى في لبنان وسوريا وطهران دون تحذير المسؤولين الأمريكيين.
وقال بايدن للصحفيين يوم الجمعة: “لم تساعد أي إدارة إسرائيل أكثر مما فعلت.. لا أحد. لا أحد. وأعتقد أن بيبي يجب أن يتذكر ذلك”.
وحثت واشنطن إسرائيل على عدم استهداف منشآت النفط أو النووية الإيرانية. وكان من المتوقع أن يكون ذلك جزءا من المناقشات يوم الأربعاء مع غالانت، الذي شكل علاقة عمل وثيقة مع أوستن. يتحدثان كثيرا لدرجة أن هذه العلاقات أصبحت نكتة شائعة في الدوائر الأمنية الإسرائيلية وهي أن غالانت يتفق بشكل أفضل مع أوستن مما يفعل مع نتنياهو.
تعود العداوة بين الاثنين إلى شهر آذار/ مارس على الأقل. فقد حاول نتنياهو إقالة غالانت عندما أثار مخاوف بشأن حملة الحكومة لإصلاح النظام القضائي الإسرائيلي، مستشهدا بالاضطرابات التي تسببها في الجيش. واضطر رئيس الوزراء إلى التراجع في مواجهة احتجاجات الشوارع الضخمة، وخدم الاثنان معا، بشكل غير مريح، منذ ذلك الحين.
ولم يعلن غالانت علنا عن آرائه حول نطاق الضربة المحتملة لإيران، لكنه بنى سمعة باعتباره أحد الأعضاء القلائل في مجلس الوزراء الأمني المستعدين لتحدي رئيس الوزراء علنا.
قال ميلمان، الذي كتب كتابا عن البرنامج النووي الإيراني، “غالانت هو أحد الأصوات المعتدلة القليلة. يمكنك أن تفترض أنه مكترث جدا للطلبات الأمريكية”.
وفي حين تفكر إسرائيل في كيفية الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي، فإن هناك خيارات مختلفة على الطاولة، وكل منها محفوف بالتعقيدات.
وقد يؤدي ضرب حقول النفط الإيرانية إلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية عشية الانتخابات الأمريكية وإشعال شرارة هجمات انتقامية من قبل مجموعات أخرى مدعومة من إيران على منشآت نفطية يديرها حلفاء أمريكيون في الخليج.
قال فريليتش، المسؤول الأمني السابق، إن الرغبة في القضاء على التهديد النووي الإيراني منتشرة على نطاق واسع في الدوائر الأمنية الإسرائيلية. لكنه وخبراء آخرون اتفقوا على أن البلاد ستحتاج إلى الولايات المتحدة
ولكن من غير الواضح إلى أي مدى تستطيع إسرائيل أن تفعل بمفردها لإلحاق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني، حيث تم نقل معظم البنية التحتية عشرات الأمتار تحت الأرض بعد عام 2021، عندما استهدفت إسرائيل على ما يبدو مجمع نطنز النووي بالقرب من أصفهان، وفقا لبيني سبتي، الباحث في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب. وقال سبتي: “الانفجارات الكبيرة تبدو جيدة على شاشة التلفزيون، لكن ليس من الواضح أنها سترسل الرسالة الضرورية”.
لكنها تظل خيارا شائعا لدى المتشددين الإسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت.
وقال فريليتش، المسؤول الأمني القومي السابق، إن الرغبة في القضاء على التهديد النووي الإيراني منتشرة على نطاق واسع في الدوائر الأمنية الإسرائيلية. لكنه وخبراء عسكريون آخرون اتفقوا على أن البلاد ستحتاج إلى الولايات المتحدة – وسيكون من مصلحة إسرائيل الانتظار حتى تصبح واشنطن أكثر انفتاحا على المساعدة.
وقال فريليتش “أعتقد أن إسرائيل يجب أن تبقي على الأمور تحت السيطرة حتى بعد الانتخابات الأميركية. ثم هناك احتمال ضرب المواقع النووية”.
ارسلت امريكا منذ اليوم الاول لعدوان الصهاينة السفن الحربية والطائرات وزودت النتن بكل الاسلحة الفتاكة وتعهد بايدن امام العالم بان الكيان سيحصل على كل مايريد من الدعم العسكري والقتصادي هذا هو الواقع وغير ذلك مجرد نفاق وكذب من حكام بلاد العم سام الذين تورطوا حتى النخاع في المشاركة في ابادة شعب غزة والآن الشعب اللبناني وليكن في علم بايدن ان التاريخ يسجل.