واشنطن تضع ثقتها في التكنولوجيا للحد من ارتفاع حرارة الارض

حجم الخط
0

واشنطن تضع ثقتها في التكنولوجيا للحد من ارتفاع حرارة الارض

أكبر الدول المسببة للتلوث تمول مشروعات طاقة نظيفةبعدة مليارات من الدولارات لمكافحة التغيرات المناخيةواشنطن تضع ثقتها في التكنولوجيا للحد من ارتفاع حرارة الارض أوسلو ـ سيدني ـ رويترز ـ ا ف ب: عولت واشنطن علي ايمانها القوي بالتكنولوجيا في حل ظاهرة ارتفاع حرارة الارض وهي تطلق امس الاربعاء في استراليا معاهدة مناخية تضم ست دول لكن منتقدين يقولون انها تبدو غير كافية دون وجود أهداف صارمة أو حوافز. وتوحد واشنطن واستراليا البلدان الغنيان الوحيدان اللذان رفضا معاهدة كيوتو التي تهدف الي الحد من هذه الظاهرة التي تعرف باسم الاحتباس الحراري او البيوت الزجاجية صفوفهما مع كل من الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية لتشجيع تكنولوجيا مثل الفحم النظيف أو التوصل الي سبل لدفن الغازات المسببة للاحتباس الحراري.ويري بعض مؤيدي معاهدة كيوتو أن الرئيس الامريكي جورج بوش يضع من خلال شراكة اسيا والمحيط الهادي للتنمية النظيفة والمناخ ثقة زائدة في الانفراجة التي يمكن أن تحدثها التكنولوجيا النظيفة والتي قد لا تتحقق أبدا أو قد لا تكون كافية في حالة تحققها.وقالت متحدثة باسم المفوضية الاوروبية عن الخطة التي تشترك فيها ست دول والتي انطلقت من مدينة سيدني الاسترالية امس واليوم الخميس نرحب (بمعاهدات التكنولوجيا) في اطار مساعي الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ولكنها لن تحقق المطلوب منها .وأضافت اذا كنا جادين بشأن الخفض (للانبعاثات) فان بروتوكول كيوتو هو السبيل الوحيد .وتفرض كيوتو حدا أقصي علي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لنحو 40 دولة. ولكن الولايات المتحدة أكبر مصدر لمثل هذه الغازات في العالم ترفض هذه الحدود.ويشك كثير من الخبراء في أن تقدم الشركات استثمارات كافية في تكنولوجيا الطاقة النظيفة الجديدة ما لم تحصل علي مكاسب مقابل مشاركتها في جهود الحيلولة دون حدوث ما قد تكون تغييرات مروعة في المناخ تتراوح بين التصحر وارتفاع مناسيب البحار.وقال ديفيد دونيغر من مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية ومقره واشنطن الشراكة الجديدة ليس بها حوافز حقيقية… مشكلة بهذا الحجم لن تحل من خلال مبلغ صغير من المال والهتافات .وحث دونيغر الذي كان مفاوضا أمريكيا في مجال المناخ خلال ادارة الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون علي انشاء أسواق تحافظ علي البيئة مثلما هو الحال في الاتحاد الاوروبي لمنح منتجي الطاقة النظيفة ميزة علي الدول التي تحرق الوقود الاحفوري المسبب لتلوث البيئة.وقال جوناثان كولر خبير الاقتصاد في جامعة كيمبردج بانكلترا التكنولوجيات لا تظهر من العدم… لابد من تكوينها ويكون ذلك غالبا استجابة لاسواق جديدة . ومضي يقول الامريكيون محقون في أن التكنولوجيا ستكون هي الحل.. ولكن هذه الخطة ليست كافية .وتضم الشراكة الجديدة دولا مسؤولة عن 48 في المئة من انبعاثات الغازات الضارة مقابل 35 هو نصيب الدول الملتزمة بحدود معاهدة كيوتو.وحدد الاتحاد الاوروبي سعرا لانبعاثات ثاني اكسيد الكربون وهو الغاز الرئيسي المتهم برفع حرارة الارض كخطوة للحد من انبعاثات هذا الغاز المسبب للاحتباس الحراري والذي ينبعث من الوقود الاحفوري اثناء حرقه في الاف المصانع ومحطات الكهرباء.وتحصل مصانع ومولدات كهرباء أوروبية علي تصاريح خاصة ومحددة لانبعاثات ثاني اكسيد الكربون والذي ستقل كميته خلال السنوات القادمة.ويتعين علي المصانع والمحطات التي تخرج كميات أكبر من الحصة المفروضة شراء التصريحات اللازمة لذلك في سوق يجري فيه تداول ثاني اكسيد الكربون مقابل نحو 23 يورو (28 دولارا) للطن.وقال أوتمار ايدنهوفر من معهد بوتسدام الالماني لبحوث المناخ هناك حاجة الي تحديد سعر لثاني أكسيد الكربون بما يتراوح بين 20 و50 يورو للطن حينئذ يبدأ عدد من أكثر التكنولوجيات تقدما في التنافس.. الفحم النظيف.. فصل ثاني أكسيد الكربون.. وأغلب الطاقات المتجددة .ولكن الولايات المتحدة تقول ان التكنولوجيا حلت الكثير من التحديات التي كانت تواجه الانسانية ويمكنها أن تقوم بذلك مرة أخري دون نظام سوق معقد. غير أن الكثير من حلفائها غير مقتنعين.وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك في رسالة مكتوبة الي وزراء البيئة الذين شاركوا في محادثات الامم المتحدة التي أجريت في كندا الشهر الماضي دعونا لا نقع ضحايا لوهم التكنولوجيا محذرا من أنه لن تكون هناك حلول سحرية .ويلزم بروتوكول كيوتو الدول الغنية بخفض انبعاثاتها للغازات المسببة للاحتباس الحراري بواقع 5.2 في المئة أقل من مستويات عام 1992 بحلول 2008 ـ 2012.وانسحب بوش من كيوتو عام 2001 قائلا انها ستكلف الولايات المتحدة فرص عمل وأنها أخطأت في استثناء الدول النامية.ويقول مؤيدو الخطة الجديدة التي تتزعمها الولايات المتحدة انها مكملة لكيوتو وليست منافسة لها. ولكن المقارنات تعقد لا محالة. وقال رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد في احدي المرات عدالة وفاعلية هذا الاقتراح أكبر من عدالة وفاعلية بروتوكول كيوتو .وقال دونيغر ان الولايات المتحدة طالبت بشدة في التسعينات باقامة أسواق لكبح جماح التغيرات المناخية. ومضي يقول قبل خمس سنوات لم يكن هناك أحد حقا بخلاف الولايات المتحدة يفهم منطق هيكل السوق. وخلال تلك الفترة تمكنت دول أخري من استيعابها .وسيقوم صندوق الشراكة بين اسيا والمحيط الهادي للتنمية والمناخ النظيف الذي يضم الولايات المتحدة واستراليا واليابان والصين وكوريا الجنوبية والهند بتشكيل ثماني مجموعات عمل مع قطاعي الاعمال والصناعة لتطوير مشروعات طاقة نظيفة للصندوق.وتمثل الدول الست مجتمعة نصف الغازات المتصاعدة من الصوبات الزراعية من الوقود المحترق مثل الفحم والنفط واجتماع سيدني هو الاول لشراكة الطاقة النظيفة.وقال وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر لرويترز في مقابلة امس الاربعاء ان استراليا والولايات المتحدة ستعلنان عن مساهمة مالية لبدء الصندوق. وسيقدم كل من كوريا الجنوبية واليابان والصين دعما ايضا للصندوق. وقال داونر القطاع الخاص والحكومات سيجلسون معا ويحاولون اعداد حلول لبعض هذه المشاكل .واضاف وبينما يقومون باعداد بعض هذه الحلول فانهم سيعودون الي الحكومات بهذه التوصيات وسيتعين علينا القاء نظرة وتحديد الاشياء التي تحتاج الي تمويل .وقالت منظمات الخضر ان المحادثات التي تستغرق يومين في سيدني هي مجرد واجهة وتستهدف تخريب معاهدة كيوتو التي ترفض الولايات المتحدة واستراليا التوقيع عليها بزعم ان الخفض الالزامي للغازات المنبعثة من الصوبات الزراعية كما جاء بها يهدد نموهما الاقتصادي.وقالت المنظمات انه بدون اهداف ملزمة وهو الامر الذي لن يقترحه اتفاق سيدني بشأن المناخ فان الاتفاق سيكون مصيره الفشل.وقام متظاهرون امام مكان انعقاد المؤتمر امس الاربعاء بدفن تمثال لرأس رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد في الفحم في اجراء رمزي لما قالوا انه التزامه بتحقيق فوائد للصناعة علي حساب حلول التغيرات المناخية. وقالت كاثرين فيتزباتريك المتحدثة باسم جماعة السلام الاخضر الحديث رخيص وثمن عدم التحرك باهظ التكاليف .وحضر المحادثات التي جرت امس الاربعاء نحو 08 مديرا من شركات تعدين وطاقة عالمية من بينها بي اتش بي بيليتون واكسون موبيل وريو تينتو.ولم تكشف الدول الست عن حجم المبالغ التي ستتيحها لتطوير تكنولوجيا الطاقة الجديدة. ويتوقع ان تسهم استراليا بمبلغ 100 مليون دولار استرالي (75 مليون دولار) وتنفق الولايات المتحدة بالفعل أكثر من أي بلد اخر علي تطوير تكنولوجيات طاقة جديدة حيث تستثمر ثلاثة مليارات دولار سنويا في مجالات مثل وقود الايدروجين.وقالت انها ملتزمة بخفض تلوث الهواء بنسبة 70 في المئة لكنها قالت ان هذا سيتكلف 50 مليار دولار لاستخدام تكنولوجيات جديدة في تحقيق ذلك. 4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية