الدوحة ـ”القدس العربي”:
حصد فيلم وثائقي أنجزته قناة الجزيرة الإنكليزية تفاعلاً واسعاً، وانتشر بشكل موسع لدى فئات واسعة من الناطقين بالإنكليزية لما تضمنه من معلومات وشهادات تفضح زيف الرواية الإسرائيلية، وتكشف حقيقة الجرائم التي ارتكبها جنود الاحتلال.
وصدمت الشهادات والمواد التي تضمنها الفيلم الوثائقي الجمهور بعدما توصل لحقائق كثيرة كانت في مناسبات مختلفة مغيبة عنه بسبب الدعاية الموالية لتل أبيب.
وتشن اللوبيات الداعمة لإسرائيل حملة تشويه واسعة ضد التحقيق الطويل الذي أجرته وحدة التحقيقات في الجزيرة عن جرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة. وكانت نقطة قوة المادة التوثيقية، استخدام الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها الجنود الإسرائيليون أنفسهم على الإنترنت خلال حرب الإبادة التي دامت لعام كامل.
وأعد منتجو الفيلم قاعدة بيانات تضم آلاف مقاطع الفيديو والصور والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وحاولوا تحديد هوية المعلقين والأشخاص الذين ظهروا.
Our @AJIunit investigation exposes war crimes in Gaza through the medium of photos and videos posted online by Israeli soldiers themselves during the year-long conflict.
Watch the full film here. #GazaCrimes pic.twitter.com/0eVaGTsZcv
— Al Jazeera Investigations (@AJIunit) October 3, 2024
وفضحت الفيديوهات التي نشرها الجنود الإسرائيليون، انتهاكات واضحة وصارخة، قام بها مجندون تحت أعين رؤسائهم، وبتستر القيادات السياسية فيما بدا أنها توجيه لتفعيل ممارسات انتقامية ضد الفلسطينيين. وكشفت العديد من الفيديوهات عن ممارسات غير قانونية وغير أخلاقية وتدمير ممنهج ونهب متعمد لممتلكات الفلسطينيين، والتفاخر بكل الأعمال التي وصفت أحياناً أنها سادية، وهدم أحياء بأكملها والقتل بدم بارد.
وصرح الخبير القانوني رودني ديكسور كي سي أن ما عرضته الجزيرة يعد “كنزا نادراً ما تجده”. وفي منشورات رصدتها الجزيرة الإنكليزية، على وسائل التواصل الاجتماعي، تظاهر الجنود الإسرائيليون بوجود منطق عسكري وراء أفعالهم، وتأكيدهم أنهم دمروا قرية بأكملها انتقاماً لما حدث في إحدى المستوطنات. وكتب الكابتن تشاي رو كوهين من كتيبة الهندسة الكوماندوزية 8219، في أعقاب تدمير بلدة خربة خزاعة بين 28 ديسمبر/كانون الأول و9 يناير/كانون الثاني.
كما يروي الفيلم قصة الحرب من خلال عيون الصحافيين الفلسطينيين والعاملين في مجال حقوق الإنسان والسكان العاديين في قطاع غزة. ويكشف الفيلم عن تواطؤ الحكومات الغربية ــ وخاصة استخدام قاعدة أكروتيري الجوية الملكية في قبرص كقاعدة لرحلات المراقبة الجوية البريطانية فوق غزة. وتُمرر المعلومات التي يتم جمعها “إلى السلطات الإسرائيلية” ــ من المفترض لتسهيل إنقاذ المحتجزين.
ويتناول الفيلم مقطع فيديو نشره أعضاء كتيبة المظليين الإسرائيلية على الإنترنت يظهر ثلاثة رجال عزل على الأقل يتعرضون لإطلاق النار من قبل قناصة.
كما تكشف الوحدة الأولى عن تفاصيل جديدة مروعة عن معاملة السجناء في مركز احتجاز سدي تيمان. وتقول الكاتبة الفلسطينية سوزان أبو الهوى، التي قضت بعض الوقت داخل غزة في وقت سابق من هذا العام: “لا يمكن للغرب أن يختبئ، ولا يمكنه أن يدعي الجهل. لا يمكن لأحد أن يقول إنه لم يكن يعرف”. وتضيف: “هذه أول إبادة جماعية يتم بثها مباشرة على الهواء في التاريخ… إذا كان الناس جهلة، فإنهم يتعمدون الجهل”.
وعلق مات كينارد: “هذا هو نوع الصحافة التي تغير العالم، سوف يلعن التاريخ كل من كان له أي علاقة بهذه الجرائم الشنيعة”.
Completely devastating film.
This is the type of journalism that changes the world.
History will damn anyone who had anything to do with these unspeakable crimes.
Thank you @PulaRJS and @AJEnglish👇https://t.co/tBd2AXcz3v
— Matt Kennard (@kennardmatt) October 3, 2024
كما غرد ديزموند توتو وهو أحد المشاركين في الفيلم: “إذا كنت محايدًا في مواقف الظلم، فقد اخترت جانب الظالم”.
‘If you are neutral is situations of injustice, you have chosen the side of the oppressor’. Desmond Tutu.
Thank you @AJIunit for the chance to speak out in your remarkable and important documentary. #GazaCrimes
— Charlie Herbert (@Charlie533080) October 3, 2024
وشنت جهات محسوبة على إسرائيل حملة على الجزيرة والفيلم الوثائقي، واعتبرت أن المادة تقدم وجهة نظر إسرائيلية.
ويشهد الرأي العام العالمي تغيراً ملحوظاً تجاه الرواية الإسرائيلية، بعدما افتضحت انتهاكات سلطات الاحتلال، ولم يعد بالوسع التكتم على الحقائق. وسقطت العديد من المزاعم أمام الحقائق التي انتشرت.