وزير الخارجية العراقي: هجوم تركيا على «قسد» سيكون خطيرا

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الخميس، إن استقرار الأوضاع الأمنية في سوريا يمثل عاملا حيويا للأمن الإقليمي، معتبراً أن هجوم تركيا على «قسد» سيكون خطيرا.
وتطرق خلال لقاء مع وزير الخارجية السويسري إغناسيو كاسيس في إطار «المنتدى الاقتصادي العالمي» في مدينة دافوس السويسرية، إلى التطورات في سوريا، فضلا عن العلاقات الثنائية.
وقال: «استقرار الأوضاع الأمنية في سوريا يمثل عاملا حيويا للأمن الإقليمي»، مشيرا إلى الترابط الوثيق بين أمن سوريا واستقرار المنطقة.
وشدد على «ضرورة اعتماد الحوار وسيلةً أساسية لتخفيف التوترات وتحقيق السلام الإقليمي».
وفي تصريح في دافوس أيضا حذر حسين من أن مهاجمة تركيا لـ»قوات سوريا الديمقراطية» ( قسد) في شمال سوريا سيكون خطيرا وسيتسبب في دخول المزيد من اللاجئين إلى العراق.
كما قال وزير الخارجية لمراسل موقع «أكسيوس» الإخباري إن إليزابيث تسوركوف الباحثة في جامعة برينستون التي تحمل الجنسيتين الإسرائيلية والروسية المحتجزة كرهينة لدى جماعة مسلحة عراقية، على قيد الحياة، مضيفا أن رئيس الوزراء العراقي يعمل من أجل تحريرها.
في السياق، جدد الرئيس العراقي، عبد اللطيف جمال رشيد، موقف بلاده الداعي إلى احترام سيادة الدول وضرورة حل وتسوية النزاعات بالطرق السلمية والرجوع إلى قرارات الأمم المتحدة، مشيراً إلى جهود بلاده في الوساطة بين الأطراف المتنازعة في منطقة الشرق الأوسط.

قال إن السوداني يعمل لتحرير باحثة إسرائيلية محتجزة لدى جماعة مسلحة

وحسب بيان لرئاسة الجمهورية، فإن رشيد شارك في مركز المؤتمرات في دافوس، في جلسات حوارية عقدت إحداهما بعنوان «تحقيق الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط» والثانية بعنوان «كيفية تجنب وضع جديد غير متعاون».
وخلال لقاءات رئيس الجمهورية مع الزعماء والقادة، ومشاركاته في الجلسات الحوارية «استعرض مسارات العراق بدءاً من سنوات الصراع وصولاً إلى التعافي، مشاركاً رؤية العراق بكونه عامل استقرار في المنطقة، ومسلطاً الضوء على أهمية التعاون الإقليمي لمعالجة التحديات المشتركة».
وأشار إلى «التقدم الذي أحرزه العراق في أعقاب انتهاء حقبة داعش من ناحية الإصلاحات المهمة في مجال الأمن والتنوع الاقتصادي»، مشيراً إلى «توجيه التركيز نحو إعادة بناء البلاد من خلال الاستثمار في الإسكان والصحة والتعليم والتنمية المستدامة والتحول الرقمي وإصلاح القطاع الخاص وتوفير فرص عمل لدعم النمو الاقتصادي المستدام».
وأكد «التزام العراق المعلن عنه مراراً بمعالجة التحديات البيئية والاجتماعية الملحة مثل التغير المناخي وإدارة المياه والزراعة المستدامة».
وفيما أشار إلى أن «العراق ملتزم بالدبلوماسية والتعاون الإقليمي»، لفت إلى «جهوده في الوساطة بين الأطراف المتنازعة في منطقة الشرق الأوسط والدعم الثابت للقضية الفلسطينية»، مشددا على أن «تحقيق العدالة وتقرير المصير من الحقوق الأساسية للشعوب المضطهدة».
كما أوضح أن «المنطقة قد استُغلّت لفترة طويلة للغاية لخدمة مصالح الآخرين، وحان الوقت لبدء فصل جديد قوامه الشراكة، السلام، والازدهار»، مستدركاً بالقول: «لقد حقق العراق في غضون سنوات قليلة من السلام، ما لم يستطع تحقيقه خلال عقود من الاضطرابات، ونحن مصممون على بناء مستقبل أكثر إشراقًا لشعبنا، والمساهمة في عالم ينعم بالمزيد من الاستقرار والازدهار».
وعلى هامش أعمال منتدى دافوس، التقى رشيد، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأعلن استعداد العراق للعمل على تقريب وجهات النظر بين روسيا وأوكرانيا.
بيان رئاسي منفصل أفاد أن للقاء شهد «مناقشة عدد من القضايا المفصلية على الساحتين الإقليمية والدولية».
وأكد رشيد «موقف العراق الداعي إلى احترام سيادة الدول وضرورة حل وتسوية النزاعات بالطرق السلمية والرجوع إلى قرارات الأمم المتحدة»، موضحاً أن «لا رابح في النزاعات المسلحة والمنتصر فيها خاسر نتيجة لما تخلفها من خسائر في الأرواح والممتلكات».
وشدد على ضرورة «استثمار الجهود الدولية الجادة لتسوية النزاع الروسي الأوكراني»، مشيرا الى أن «العراق يقف على مسافة واحدة من طرفي النزاع»، فيما جدد استعداد العراق «للعمل على تقريب وجهات النظر بين الطرفين».
وأعرب الرئيس الأوكراني عن «شكره لرئيس الجمهورية على موقف العراق المحايد من النزاع الأوكراني الروسي»، مؤكداً رغبة أوكرانيا «تعزيز التعاون الثنائي وخاصة في القطاع الزراعي وتصدير ما يحتاجه العراق من المنتجات الزراعية الأوكرانية وبالأخص محاصيل الحنطة والقمح والشعير». وضمن إطار مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي، التقى رشيد رئيسة الاتحاد السويسري كارين كلر سولر، وبحث معها علاقات الصداقة والتعاون بين العراق وسويسرا وسبل تعميقها لتشمل الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتعليمية، حيث أكد أهمية «إعادة تفعيل عمل اللجنة العراقية السويسرية، وضرورة إبرام مذكرة تفاهم بين البلدين بشأن المعلومات المتعلقة بغسيل الأموال وتمويل الإرهاب».
وحثّ رشيد على أهمية «التحرك لاسترداد الأموال العراقية المجمدة»، مشيراً إلى ضرورة «التعاون في مجال مبادرة السلام الأزرق التي أطلقتها الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية عام 2010».
كما تمت مناقشة «تطورات الأوضاع السياسية والأمنية على الساحة الدولية، إذ تم التأكيد على أهمية توحيد الجهود الدولية الرامية إلى تثبيت الاستقرار والسلم العالميين».
وفي لقاء آخر جمع رشيد برئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش، لفت رئيس الجمهورية إلى أن «العراق يشهد استقرارا أمنيا بعد سنوات من التحديات الصعبة»، منوها إلى «جهود الحكومة في ترسيخ هذا الاستقرار وتعزيز الأوضاع الاقتصادية، وفتح باب الاستثمار في مختلف المجالات، وبما يجعله بيئة استثمارية واعدة». وأشار إلى أهمية «التعاون الدولي لتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والعمل على إنهاء النزاعات والحروب، وتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري لتحقيق المصالح المشتركة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية