الجزائر- “القدس العربي”:
أطلق الدبلوماسي والوزير والمتحدث السابق باسم الحكومة الجزائرية، عبد العزيز رحابي، وصفا مثيرا للجدل على السلطة في بلاده بعد نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بقوله إن “الجزائر دخلت مرحلة من اللاحكم”. يأتي ذلك في وقت تستمر ردود الأفعال، على هذه الانتخابات التي صنعت، رغم تأكيدها للتوقعات بفوز الرئيس، جدلا واسعا.
وفي تغريدة له على موقع إكس، كتب رحابي الذي تحظى مداخلاته وتدويناته باهتمام واسع، يقول: “أخيرًا قال الحراك الصامت كلمته. لقد حدث ما كنت أخشاه واستنكرته مرارا: البلاد تدخل مرحلة من اللاحكم بسبب عدم تلبية المطالب الكبرى للحراك (عدالة، حرية، محاربة الفساد) وإغلاق المجالين السياسي والإعلامي”.
#الانتخابات_الرئاسية_الجزائرية
أخيرًا قال #الحراك الصامت كلمته. لقد حدث ما كنت أخشاه واستنكرته مرارا : البلاد تدخل مرحلة من اللا حكم بسبب عدم تلبية المطالب الكبرى للحراك (عدالة، حرية ، محاربة الفساد ) وإغلاق المجالين السياسي والإعلامي .— Abdelaziz Rahabi (@AbdelazizRahabi) September 10, 2024
وكان التفاعل مع كتبه رحابي كبيرا، خاصة أن الرجل سبق له مرار انتقاد راديكالية الحراك الشعبي وأيضا مواقف السلطة من قضايا الحريات والديمقراطية، وسبق للرئيس عبد المجيد تبون استقباله في قصر المرادية.
وبينما رأى البعض حديث رحابي عن أن الجزائر أصبحت غير قابلة للحكم مبالغا فيه، كون لا يوجد ما يعيق للرئيس على مواصلة عهدته الثانية بأريحية من الناحية النظرية بعد حصوله على أكثر من 94 بالمائة من الأصوات، أعاد آخرون طرح إشكالية المقاطعة الواسعة لهذه الانتخابات، والتي تقارب 25 بالمائة إذا اعتمدت الأصوات المعبر عنها دون الملغاة.
وكتب الصحافي والمحلل السياسي نجيب بلحيمر، أن العزوف الذي طبع هذه الانتخابات “هو تعبير عن قطيعة كاملة مع نظام الحكم القائم، ورفض صريح لكل مبررات الخطاب الرسمي لتأجيل التغيير والإصلاح وأهمها مبرر المخاطر الخارجية والمؤامرة التي تتعرض لها البلاد”. وأوضح أن “عدم قراءة الرسائل المتكررة التي تبعث بها الأغلبية في كل انتخابات يوحي بعدم وجود جهة قادرة على تلقي تلك الرسائل واستيعاب مضامينها والتفاعل معها بجدية، وهذا مؤشر مخيف على حالة التهالك التي وصل إليها نظام الحكم بكل ما يعنيه ذلك من آثار سلبية على استمرارية الدولة”.
سفيان جيلالي: عزوف 19 مليون مواطن عن التصويت
وفي تقييم آخر للنتائج، قال سفيان جيلالي رئيس حزب جيل جديد إن الانتخابات الرئاسية أظهرت بشكل جلي فشل الديمقراطية في البلاد، داعيا الرئيس عبد المجيد تبون للتعامل مع ما هذه المقاطعة الواسعة بوصفها إخفاقا سياسيا يوجب إعادة النظر في المنظومة.
وقال جيلالي سفيان، في تعليق له نشره حزبه أن “هذا الفشل يتجلى ليس فقط في الاختلالات التي شابت تسيير الاقتراع، والتي استنكرتها مديريات حملة المترشحين الثلاثة، بل أيضًا في النتائج التي تعكس بوضوح عدم التوافق بين نظام التمثيل والشعب”.
وأبرز أن “المشاركة الضعيفة جدًا للجزائريين في عملية التصويت، ولامبالاتهم تجاه المؤسسات التمثيلية، تعتبر إنذارًا خطيرًا يهدد أمن الدولة”، معتبرا إلى أن “الاحتجاج على بضع مئات الآلاف من الأصوات لا يمكن أن يغطي على عزوف 19 مليون مواطن عن التصويت”.
🔵بيان جيل جديد عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية سبتمبر 2024 : الديمقراطية في حالة فشل
👈 رابط البيان بالعربية :https://t.co/6LfR4wowJm
👈 رابط البيان بالفرنسية : https://t.co/47cCk4DgG9
#سياسة #Politique #Algeria #Algerie #الجزائر #الانتخابات_الرئاسية #رئاسيات_2024 pic.twitter.com/gR4sRBB8l6
— Jil Jadid • جيل جديد (@JilJadid_dz) September 10, 2024
وأكد رئيس جيل جديد أنه “بعيدًا عن سوء تسيير السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات والضغوط التي تتعرض لها لتضخيم معدلات المشاركة، فإن الغياب التام لأي قدرة على التعبئة الشعبية لدى المجتمع السياسي يمثل تساؤلًا كبيرًا”، مستنتجا أن استقالة الشعب من العملية السياسية وعدم ثقته في السياسيين أصبحت أكثر وضوحًا مع كل اقتراع، ليصل بفكرته إلى أن “المسار الديمقراطي، الذي بدأ في عام 1988، قد انحرف منذ وقت طويل ووصل إلى نهايته”.
وفي رسالة مباشرة للرئيس عبد المجيد تبون، طالب سفيان جيلالي نزيل قصر المرادية بالنظر إلى هذا الاقتراع باعتباره تجليًا واضحًا للإخفاقات السياسية العميقة للنظام، مشددا على ضرورة فتح مشاورات حقيقية لإصلاح النظام السياسي وبناء طبقة سياسية جديدة ترتكز على الكفاءة والصدق.
ويتطلب ذلك، وفق جيلالي ” استرجاع الحريات، إطلاق سراح سجناء الرأي، تحرير الإعلام، وإصلاح قانون الانتخابات، بالإضافة إلى إعادة النظر في السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. محذرا من أن “استمرار بناء الجزائر على الأكاذيب والتزوير سيؤدي إلى انهيار الدولة”، كون “الجزائر بحاجة إلى استعادة ثقة مواطنيها وإعادة تنظيم مؤسساتها”، خاصة أن “انهيار السلطة أمام مواطنين محبطين سيكون كارثيًا”، وفق تعبيره.
عبد الرزاق مقري: وضع سياسي خطير
أما الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري الذي تمايز عن موقف حزبه في الرئاسيات، فلم يكن رحيما هو الآخر في تعليقه. وقال: “صنعت الانتخابات الأخيرة وضعا سياسيا خطيرا، انحطت فيها قيمة دولتنا، وخسر الجميع فيها”. وأضاف: “في نفس اللحظة التي وصل فيها الحكم لتجسيد مفهوم “الديموقراطية الآمنة” التي لا تنافسه على الحكم في انتخاباتها أحزاب ولا شخصيات، إذ صار يكتسح النتائج دون عناء، تنهار مصداقية الانتخابات ذاتها بشكل دراماتيكي غير مسبوق”.
ومن جانب السلطة، بعد الضجة التي أثيرت بتوقيع ممثل الرئيس عبد المجيد تبون على البيان الهجومي على النتائج التي أعلنتها سلطة الانتخابات، يسود صمت عن التعليق لدى الأحزاب الموالية للرئيس. كما بدا واضحا أن الرئيس تبون لم يقدم طعنا في النتائج لدى المحكمة الدستورية مثل باقي المرشحين يوسف أوشيش وعبد العالي حساني شريف، في إشارة تؤكد الرغبة في تجاوز ما حدث مع الإعلان عن النتائج، خاصة أن فوز الرئيس من ناحية الأرقام لا غبار عليه.
يذكر أن النتائج التي أعلنها رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، أسفرت عن حصول المترشح حساني شريف عبد العالي عن حركة مجتمع السلم على 178 ألف و797 صوت، ما يمثل نسبة 3.17 بالمائة، في وقت نال المترشح أوشيش يوسف عن جبهة القوى الاشتراكية على 122 ألف و146 صوت، ما يمثل نسبة 2.16 بالمائة، لتعود حصة الأسد للمترشح الحر عبد المجيد تبون، بـ5 ملايين و 329 ألف و253، ما يمثل نسبة 94.65 بالمائة.
في الواقع فإن واقع اللاحكم مر من خلال مراحل متعددة كان القصد منها هو تجريد كل المؤسسات من قدرة الفعل والقرار..وجعلها مجرد واجهة للثكنات ومزاج العسكر..وكان المنطلق هو الإنقلاب على الحكومة المؤقتة بعد الاستفتاء..وتصفية قادة التحرير…وتطور الأمر إلى إنقلاب دموي على إرادة الناخبين في بداية التسعينات..وتسطير عشرية سوداء ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والمختطفين..وبلغ الأمر ذروته عندما تم الحكم بإسم الراحل بوتفليقة في فترة مرضه الطويلة..بل وحتى المشاركة باسمه في إنتخابات لم يتكلم فيها بكلمة سوى ماكان ينطبق به سلال في تجمعات…سميت بالانتخابية..وما حصل اليوم هو مجرد امتداد وتحصيل حاصل.. وإن كان يحمل في طياته أكثر أنواع الاحتجاج والرفض…وهو الاحتجاج الصامت..
هؤلاء الثلاث اصاروا سلعة منتهية الصلاحية بعدان افظ الكل من حولهم وشعروا بالوحدة والفراغ الذي هو مرض وحذرنا منه رسولنا الاعظم بقوله شيئان مغبون فيهما ابن آدم الصحة والفراغ . خذوا العبر وتعلموا من مواقف الرجال الابذاذ العظماء ركائز الدولة الجزائرية كيف يتعاملون مع الحدث وعلى رأسهم عميد السياسة الخارجية الدكتور احمد طالب الابراهيمي وما ادراك من الابراهيمي – والسيد الفاضل لمين زروال رئيس الجمهورية الاسبق اطال الله في عمريهما ..
للأمانة فقط، كان عليكم، إدراج إسم كاتب المقال، لكي نعرف توجهه السياسي والإيديولوجي، حتى نعرف كيف نعلق ونحكم كقراء، أعتقد أنه لايختلف إثنان في الجزائر، على أن تبون فائز في الإنتخابات، نظرا لأن حجم من ينافسه لاوزن لهم سياسيا، بغض النظر. على أنهما زعمي حزبيهما.
أمّا عن رحابي فلربما، أراد الوزير السابق إعادة التموقع بحثا وسعيا لمآرب لا نعلمها…نعلم أنها ليست إلا من قبيل الإبتزاز السياسي