طهران والرياض تتفقان على استئناف العلاقات بعد قطيعة استمرت 7 سنوات

حجم الخط
41

طهران: أعلنت إيران والمملكة العربية السعودية الجمعة استئناف علاقاتهما الدبلوماسية التي كانت مقطوعة منذ عام 2016، إثر مفاوضات استضافتها الصين، في خطوة قد تنطوي عليها تغيرات إقليمية دبلوماسية كبرى.

وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) ووكالة أنباء “إرنا” الإيرانية الرسمية، أن إثر مباحثات “تم توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران”.

انقطعت العلاقات بين الرياض وطهران في العام 2016، عندما هاجم محتجّون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بعدما أعدمت المملكة رجل دين شيعيًا معارضًا يُدعى نمر النمر.

وأوردت وكالة إرنا أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الادميرال علي شمخاني أجرى محادثات مكثفة مع نظيره السعودي في الصين “من أجل حل المشكلات بين طهران والرياض بشكل نهائي”.

منذ نيسان/أبريل 2021، استضاف العراق سلسلة اجتماعات بين مسؤولين أمنيين من البلدين الخصمين لتقريب وجهات النظر.

وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في تغريدة إنّ عودة “العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية توفّر زخما كبيرا للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي”.

وتابع ان “سياسة الجوار، باعتبارها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة … تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح، ويعمل الجهاز الدبلوماسي بنشاط وراء إعداد المزيد من الخطوات الإقليمية”.

من جهته، أكد نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان على تويتر “يأتي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران انطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة”.

وتابع “يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا”.

وفي بغداد، اعتبرت وزارة الخارجية أن الاتفاق “يعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة…يُؤذِن بتدشين مرحلة جديدة”.

من جهته، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله “هذا تحول جيد. لماذا نكون سعداء؟ لأنه لدينا ثقة انه لن يكون على حساب شعوب المنطقة، بل لمصلحة شعوب المنطقة”.

كذلك، رحبت منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي بالاتفاق.

 احترام السيادة 

في بيانهما المشترك، شكرت إيران والسعودية “العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021-2022، كما أعرب الجانبان عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها”.

وتعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفًا عسكريًا داعمًا للحكومة المعترف بها دوليًا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ”التدخّل” في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.

وقد ذكر البيان المشترك أن البلدين اتفقا في المحادثات التي أجريت بين 6 و10 آذار/مارس على “احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.

واتفقا كذلك أن يعقد وزيرا خارجيتهما اجتماعاً لتفعيل الاتفاق وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات. واتفقا أيضا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة.

 تقارب إقليمي 

وكانت دول خليجية أخرى خفّضت علاقاتها مع إيران بعد حادثة العام 2016. لكن في أيلول/سبتمبر الماضي، رحّبت طهران بعودة السفير الإماراتي بعد غياب دام 6 سنوات، فيما أعلنت إيران إن الكويت أرسلت أول سفير لها إلى إيران منذ 7 أعوام.

ويأتي الاتفاق على إعادة العلاقات بين طهران والرياض في خضم محاولات دبلوماسية لترسيخ الاستقرار في المنطقة.

وقد رحّب عبداللهيان الخميس في دمشق بانفتاح دول عربية على سوريا بعد الزلزال الدامي الذي ضربها بشكل متزامن مع تركيا.

وقال إن طهران، التي دعمت دمشق خلال الصراع المستمر منذ 12 عاما، ستنضم إلى جهود المصالحة بين سوريا وتركيا التي تدعم منذ فترة طويلة جماعات معارضة لرئيس النظام السوري بشار الأسد.

وسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة لإحياء العلاقات الثنائية على غرار قيامه بإصلاح العلاقات مع الإمارات، وهي خطوة وصفها محللون بأنها مدفوعة إلى حد كبير باعتبارات اقتصادية.

وبحسب الباحثة في معهد “مجموعة الأزمات الدولية” دينا اسفندياري، فإنّ الاتفاق “نوع من تمهيد الطريق للقوتين العظميين في المنطقة لبدء حل خلافاتهما”.

 (وكالات)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أبو صهيب الجزائري:

    نسأل الله أن يجعل هذا الإتفاق بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية و بين المملكة العربية السعودية بداية بشائر خير ورخاء وسلام للمنطقة و العالم

  2. يقول المصالح تتغلب دائما:

    مبروك للسعودية و مبروك لايران و لا عزاء للدول الوظيفية

  3. يقول ابو العز:

    نتمنى أن تحدو الجزائر والمغرب حدو المملكة العربية وإيران

  4. يقول عراقي معارض لحكومة الفساد والطائفيه:

    لا تثقوا بايران وافعالها.
    وماذا عن العراق وسوريا واليمن؟.
    هل تتقاسمان الكعكه؟.

    1. يقول علــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي الأول:

      نثق في ايران كل الثقة و نبارك أعمالها و نثمنها عالياً .

  5. يقول الحسین ‌بزرگتر- تهران:

    اللهم بارک

  6. يقول علــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي الأول:

    خطوة في الإتجاه الصحيح و هي هزيمة لقراره
    بنقل المعركة إلى داخل ايران .

  7. يقول علــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي الأول:

    خطوة في الإتجاه الصحيح و هي هزيمة لقراره بنقل المعركة
    الى داخل ايران .

  8. يقول سعيد:

    كل الأعداء وجدوا سبيلا للمصالحة أو التفاهم:
    إيران/ العراق
    تركيا/ ارمينا
    الإمارات/ تركيا
    مصر/تركيا
    الهند/الصين
    الهند/ باكستان
    أمريكا/ فنزويلا
    السعودية / إيران … إلا الجزائر / المغرب
    الله غالب

    1. يقول عراقي مغترب:

      ان شاءالله يتصالحون.
      المغرب والجزائر شعب واحد .
      كلنا امه عربيه واحده ودين واحد وعقيده واحده.
      احب جميع الأخوه العرب .

  9. يقول Adam Bahij:

    الى الاخوة المعلقين مارايكم في الشروط التي وضعتها السعودية من أجل التطبيع مع اسرائيل

  10. يقول Mahmoud:

    و استطاع الملحد الصيني ان يجمع بين قلبي المؤمنين السعودية وايران

1 2 3 4

اشترك في قائمتنا البريدية