وسط حشود عسكرية… جيش الاحتلال ينفذ قصفاً عنيفاً وواسعاً على القرى الجنوبية «تمهيداً لهجوم بري»

سعد الياس
حجم الخط
2

بيروت ـ «القدس العربي» ـ ووكالات: تواصلت الغارات الإسرائيلية المعادية على الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب تزامناً مع تحرك بوارج حربية لفرض حصار عسكري على لبنان بعد منع طائرة إيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي الذي مازالت الحركة فيه تقتصر على طيران «الميدل إيست» فيما شوهدت طائرة عسكرية تهبط على مدرج المطار بهدف إجلاء عدد من الرعايا الأجانب وموظفين في الأمم المتحدة.
وأصدر جيش الاحتلال إنذارات جديدة لإخلاء الضاحية الجنوبية التي استُهدفت بغارة عنيفة على منطقة بين الشياح والغبيري وشوهدت سحب الدخان تتصاعد في المنطقة. وفي حين أشارت القناة «14» الإسرائيلية إلى «ان المستهدف بغارة الضاحية قبل قليل هو القيادي أبو علي رضا قائد وحدة «بدر» أفادت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» أن «لا صحة للادعاءات الإسرائيلية حول اغتيال الحاج أبو علي رضا وهو بخير وعافية».
في البقاع، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة جب جنين في البقاع الغربي، هي الاولى على هذه البلدة منذ بدء العدوان، حيث استهدفت سيارة وأدت إلى مقتل المسؤول في الجماعة الإسلامية محمد دحروج وزوجته. وشن الجيش الإسرائيلي غارة على منزل في منطقة مرجحين بجرد الهرمل، ما أدى إلى سقوط أكثر من 10 ضحايا. وشنّ أيضاً غارة استهدفت مبنى زكي جمعة في حوش الغنم البقاعية، أدت إلى وقوع عدد من الجرحى ودمار هائل في المبنى المستهدف والمباني المحيطة به.
ونفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة على بعلبك، وعلى مدينة الهرمل ومحيطها ومنطقة الخضر وتمنين والنبي شيت والخريبة وإيعات وزبود حيث أفيد عن سقوط أكثر من 17 ضحية.
وفي بلدة العين استهدف الطيران منزلاً ما أسفر عن تدميره على رؤوس ساكنيه وسقوط 11 شهيداً عملت فرق الدفاع المدني والهيئات الصحية على انتشال ست جثث وما زالت خمس جثث عالقة تحت الأنقاض. وشملت الغارات حي الزهراء، طريق نحلة، دورس، الجمالية، التل الأبيض، سهل إيعات، شرقي وغربي بعلبك، عين السودا، بوداي، الكنيسة، يونين، النبي عثمان، واللبوة وصولاً حتى الهرمل.
أما في الجنوب فاستهداف الطيران المعادي احد المباني بالقرب من مركز لجمعية الرسالة للإسعاف الصحي «الدفاع المدني» في بلدة طيردبا ما أسفر عن سقوط المبنى بالإضافة إلى عدد من الشهداء من مركز طيردبا التطوعي.

«حزب الله» يرد على الغارات الإسرائيلية بقصف صفد ومستعمرات وينفي اغتيال قائد وحدة «بدر»

وشنت الطائرات الحربية غارات على المالكية، العباسية، مبنى برج عودة ومبنى هاشم ومبنى قشور في شارع المطاعم عند الكورنيش البحري لشاطئ صور وسنتر الدير في منطقة جل البحر، جبشيت، الجميجمة، مجرى نهر بلاط، العيتانية، يحمر الشقيف، زوطر الشرقية، القصيبة، قعقعية الجسر، الصوان في النبطية، عيناتا، ياريش، حبوش، كوثرية الرز في النبطية، عيتا الشعب، اطراف بدياس، وعين الدلب حيث سقط عدد من الشهداء والجرحى وإنهار مبنى.
في المقابل، ذكر «حزب الله» في سلسلة بيانات، أن قواته قصفت معسكر «أوفيك» بدفعة من صواريخ «فادي1» وتحركات للجيش الإسرائيلي في مستعمرة «المنارة». كما استهدف الحزب مستعمرات صفد، «روش بينا» «ساعر» و«سونوبار».

مليون نازح

عطفاً على ما أعلنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن وصول عدد النازحين إلى حوالى المليون من الجنوب والضاحية والبقاع، وزّع منسق لجنة الطوارئ الحكومية وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين التقرير الرقم 5 الصادر عن «وحدة إدارة مخاطر الكوارث» حول الوضع الراهن، ويحصي 216 غارة جوية في الساعات ال 24 الماضية على مختلف مناطق لبنان.
كما يحصي سقوط 1640 شهيداً من بينهم 104 أطفال و194 امرأة و8408 جريحاً منذ بدء المواجهات في 8 تشرين الأول/أكتوبر. اما حصيلة الشهداء والجرحى في يوم أمس 28 أيلول فهي 11 شهيداً و108 جرحى مع الإشارة إلى أنه لايزال هناك شهداء تحت الركام ومفقودون وأشلاء.
وفي التقرير أن «عدد مراكز الايواء في المرافق العامة إرتفع إلى 777 مركزاً تشمل مدارس رسمية ومجمعات تربوية ومعاهد مهنية ومراكز زراعية موزعة في مختلف المحافظات. وقامت وزارة التربية بإضافة 120 مدرسة جديدة لاستقبال النازحين في الساعات الأخيرة ووصلت القدرة الاستيعابية للحد الأقصى في المؤسسات التعليمية الرسمية في بيروت وجبل لبنان». كذلك وصل عدد النازحين المسجلين في مراكز الايواء المعتمدة من قبل غرفة العمليات الوطنية حتى الساعة 116100 نازح.
وفي التقرير أنه «من تاريخ 23 أيلول لغاية 29 أيلول 2024 سجّل الأمن العام عبور 36188 مواطناً سورياً و41307 مواطن لبناني إلى الأراضي السورية». وأعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية عن تحويل مليون دولار للنازحين من الاقضية ال 7 في الجنوب بهبة صينية.

صمت وحزن في الضاحية

وساد هدوء الأحد موقع الغارة الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث سويت أبنية عدة بالأرض، حسبما أفاد مصور في وكالة فرانس برس. ويعمل عدد قليل من الرجال بصمت في الحفرة الهائلة التي أحدثتها الضربة فيما لا يزال يتصاعد منها دخان مع أعمدة غبار رمادية.
ويجثو رجل على ركبتيه بين الأنقاض وهو يتلو آيات من القرآن إلى جانب زوجته الباكية.
وما زالت حصيلة الضربة غير دقيقة. وتحدثت السلطات اللبنانية عن عدد أولي بلغ ستة قتلى، في حين يتوقع أن يكون العدد الإجمالي للقتلى أعلى بكثير نظرًا لحجم الدمار. واستهدفت الضربة العنيفة «المقر المركزي» لحزب الله في الضاحية الجنوبية، حسب إسرائيل.

«الصحة اللبنانية»: استشهاد 14 مسعفاً… وميقاتي: النازحون وصلوا إلى مليون من الجنوب والضاحية والبقاع

واستشهد نصرالله في الغارة والقيادي العسكري في حزب الله علي كركي ونائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان. ولم يحدد حزب الله الذي أكد مقتل أمينه العام السبت موعد تشييعه.
وفي سائر أنحاء الضاحية الجنوبية التي تتعرض لقصف إسرائيلي منذ أيام، ساد هدوء غير مألوف إذ عادة ما تعج هذه المنطقة بالناس، حسبما أفاد مصورو فرانس برس.
المتاجر مغلقة، والشوارع فارغة، فيما تنتشر مشاهد الدمار: أبنية مدمرة، وحطام سيارات متفحمة. وفر الآلاف من سكان الضاحية الجنوبية على عجل الجمعة بعدما وجهت إسرائيل تحذيرات داعية إلى إخلاء عدة أحياء.
وتوجهت عائلات بكاملها ليلا إلى بيروت، على بعد بضعة كيلومترات، وافترشت الشوارع والكورنيش.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الأحد، مقتل 14 مسعفاً خلال يومين جراء حملة القصف الجوي التي يشنها الجيش الإسرائيلي على لبنان. وقالت الوزارة في بيان إن «قوات الاحتلال الإسرائيلي تراكم في الأيام الأخيرة اعتداءاتها على المسعفين والمراكز الصحية».

استشهاد 14 مسعفاً

وأشارت الوزارة إلى «استشهاد مسعفين خلال استهداف مركز ومستوصف الدفاع المدني في كل من بلدتي الطيبة وديرسريان في الجنوب، كما استشهد مسعفون بعد استهداف الاحتلال لمحيط مركزهم في طيردبا وحومين الفوقا في الجنوب».
وأضافت أن «مسلسل الاعتداءات هذا أدى إلى استشهاد 14 مسعفا خلال يومين». كما لفتت الوكالة إلى «وقوع أضرار كبيرة في مستشفى المرتضى في بعلبك (شرق) ليل السبت ما أدى إلى خروج المستشفى عن الخدمة موقتا».
وقالت الوزارة: «معلوم أن المسعفين لا يشاركون في الأعمال الحربية، هم ينقلون الشهداء لتشييعهم إلى مثواهم الأخير ويضمدون إصابات الجرحى ريثما يصلون بهم إلى المستشفيات، فهل تريد إسرائيل أن تسيل الدماء من دون توقف؟ واستغربت الوزارة غياب المجتمع الدولي عما يحصل في لبنان، متسائلة: «أين المجتمع الدولي ومسؤوليته في وضع حد لهذه الإبادة المتفاقمة؟».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    الهدف منه السيطرة على نهر الليطاني يا إخواني فالماء شريان اساسي لعصابة الشر الصهيو نازية الفاشية الحقيرة النتنة المدعومة بالسلاح الأمريكي القذر الذي عاث سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 ✌️🇵🇸🇱🇧☹️☝️🔥🐒🚀

  2. يقول مسلم مر من هنا:

    اسر*** بقتلها اعمدة الحزب فهي تقول انها لن تفاوض..لأنه لا يوجد من هو اهل لاخذ القرار الاخير من جهة الحزب.هي تسارع من اجل الدخول في حرب شاملة لان نتنياهو يريد اراض جديدة يظمها الى كيانه. فهذا هو الشيء الوحيد الذي ربما يمنع عنه السجن له و لشلته و اسرته.قتل رؤس الحزب يؤدي ايضا الى نوع من التشتت بين القيادات من الصف الثاني.مما يؤدي الى عمليات غير مدروسة تمام الدراسة و ايضا غير متناغمة مما يضعف شرها على الكيان و يقوي اثرها دوليا و خاصة امريكيا فنتنياهو يريد تحويل الحزب من شبه جيش منظم الي عصابات ارهابية تجبر الغرب على التدخل . إيران من جهتها لا تريد الدخول في حرب شاملة حاليا لانها في المراحل الاخيرة من برنامجها النووي و هي لا تريد ان تعرض حصالة سنين من العمل ليصبح هذف امريكي …
    في ما يخص الحزب حاليا هناك تكتم سائد .المرجو منه انتظار ما ستقوم به اسرتئيل فكل ما حدث حتى الان ما هو الا بداية لاعمال اكثر جرما. فهو يعمل على امتصاص الصدمة و الاستعداد لحرب تلاحم.فلا أظن أن منظمة من طراز حزب الله لم تجهز نفسها لفقدان رؤوسها في ظروف مثل هذه

اشترك في قائمتنا البريدية