وفاة النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي سعيد الخرومي

وديع عواودة
حجم الخط
0

الناصرة- “القدس العربي”:

نعت الحركة الإسلامية والقائمة العربية الموحدة، النائب في الكنيست سعيد الخرومي التي توفي عن عمر ناهز 49 عاما إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة، فجر الأربعاء.

 وشغل الخرومي منصب رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، ورئيسا لمجلس بلدة شقيب السلام، ونائبا عن الحركة الإسلامية والقائمة العربية الموحدة في الكنيست، ورئيسا للجنة الداخلية في الكنيست.

الخرومي من مواليد 1972 في منطقة شقيب السلام في النقب. درس الابتدائية في مدرسة العزازمة ومن ثم شقيب السلام، ودرس الثانوية في قرية جت المثلث، حصل على اللقب الأول في الفيزياء من الجامعة العبرية في مدينة القدس.

تقاسم الرغيف ونور السراج مع إخوته

في حديث سابق لـ”القدس العربي” دار حديث لم ينشر عن الجوانب الإنسانية الملحمية في حياة الخرومي من الذهاب للمدرسة لمسافة 14 كيلومترا على ظهر الحمار كل يوم، حتى دراسة الفيزياء في الجامعة العبرية بالقدس وانخراطه في النضال الشعبي دفاعا عن النقب وقضاياه.

شغل سعيد الخرومي نيابة الكنيست لمدة قصيرة جدا حالت دون تعرف الجمهور الواسع عليه بشكل كاف، وهو رجل أعزب شخصيته مميزة زينتها الصدق والأخلاق كما أجمع من تحدثت معهم “القدس العربي” معهم من معارفه، ومسيرته عصامية فعلا، ومنهم مدير كتلة القائمة المشتركة المنافسة النائب أحمد الطيبي. وينوه الطيبي لحضور البشاشة والوداعة والصدق والمحافظة على الصداقة مع الخصوم السياسيين معربا عن شعوره الثقيل بهذه الفاجعة.

شقيب السلام

ولد سعيد الخرومي عام 1972 في بلدة شقيب غير المعترف بها، قبل أن تبنى عليها رسميا شقيب السلام كبلدة معترف بها. في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، تعلم في مدرسة العزازمة الابتدائية وكان يقطع 14 كيلومترا يوميا من وإلى المدرسة صيفا وشتاء كبقية زملائه ممن خففوا عن أنفسهم عناء المشي اليومي بركوب الحمير. ومن أبرز صور تلك الفترة المبكرة العالقة في ذاكرته صورته مبللا حينما كان يحين فصل الشتاء: ” كنا نصل إلى المدرسة حتى الصف السابع ونحن مبللين من المطر وفي بعض أيام البرد كنا نرتجف حتى تجف ثيابنا داخل المدرسة وهي ليست أكثر من براكية بائسة تخلو من حجر بلوك واحد… مزدحمة بالتلاميذ كعلبة سردين. أما في الصيف فكانت المعاناة أشد وأصعب كما يستذكر.. الحم حم والبرد برد على مدار العام”. لكن سعيد وبشهادة زملاء له، كان ممتلئا بطاقة تشحنه ليؤمن بالمستحيل متجاوزا حدود اليأس قاطعا مسافة طويلة كل نهار مدفوعا بحب المدرسة ليتخرج منها متفوقا.

بدون ماء وكهرباء

اضطر سعيد للانتقال لمدرسة النور في شقيب السلام واستكمال الصف الثامن قبل أن ينتقل لمدرسة تل السبع وينهي الصف التاسع ومن ثم الثانوية في بلدة جت. وفي فترة الابتدائية وخلال فصل الشتوية كان سعيد يصل البيت قبيل غياب الشمس بقليل ولذا كان لابد من الاستعانة بسراج يعمل بالكاز من أجل المذاكرة وإتمام الوظائف البيتية لعدم وجود تيار كهربائي.

وكيف يمكن أن يتدبر سعيد أمره في ذلك وهو ابن لعائلة تعد 11 نفرا وبعض إخوته تعلموا بالمدارس بالتزامن معه كمعظم أبناء القرى الفلسطينية في صحراء النقب غير المعترف بها إسرائيليا؟

داخل خيمة الشعر

“كنا نشعل السراج داخل خيمة الشعر التي نسكنها فنضعه فوق سجادة أو بطانية ونتحلق أنا وبعض إخوتي من حوله ونتقاسم الضوء كي نتمكن من القراءة والكتابة وهكذا تعلمنا”. لم يتفوق سعيد الخرومي في المدرسة الابتدائية فحسب، بل كان من بين الثلاثية أو الرباعية المتفوقة في صفه المتخصص بفرع الفيزياء في المرحلة الثانوية كما يؤكد زميل له من بلدة جت فضّل حجب هويته.

طالب مميز في الفيزياء

ويشير من عرف سعيد ومنهم مدير ثانوية جت وقتها المربي المتقاعد رفيق ملك، لدماثة أخلاقه العالية وشعبيته لدى معارفه وزملائه ومربيه، مثلما حظي باحترام المعلمين. وعن ذلك يقول مدير المدرسة الثانوية: “كان سعيد واحدا من بين 31 طالبا في فرع الفيزياء أنهى 29 منهم دراستهم الجامعية”.

في الجامعة العبرية 

في الجامعة العبرية بالقدس، حاز سعيد الخرومي على اللقب الأول في الفيزياء والرياضيات، قبل أن يبدأ مشواره في التدريس في ثانوية شقيب السلام، ثم ما لبث أن انتُخب عضواً في المجلس المحلي عام 2000، وبعدها رئيساً للمجلس المحلي (2004-2008). ولاحقا شغل عدة مناصب جماهيرية، منها رئاسة لجنة التوجيه العليا لعرب النقب.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية