بغداد ـ «القدس العربي»:نجح وفد «إمرالي» الكردي التركي، في إيصال «رسالة سلام» من زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبّد في تركيا منذ عام 1999، إلى قادة إقليم كردستان العراق، والمتضمّنة اللجوء إلى الحلول الديمقراطية وإنهاء الحرب، لحلّ قضية الأكراد المتواجدين على الأراضي التركية والسورية.
الوفد الذي وصل أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، أول أمس، اجتمع برئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، وأيضاً بزعيم إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، القادم توّاً من مؤتمر ميونخ للأمن.
وفي مؤتمر صحافي عُقد أمس، قال محافظ أربيل أوميد خوشناو: لعب إقليم كردستان «الدور الأهم» في عملية السلام في القضية الكردية.
وقال إن «الوفد الذي يضم ممثلي عدد من الأحزاب الكردية في تركيا ومحامين عن عبد الله أوجلان، اجتمع مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، حيث قاموا بإيصال رسالة أوجلان إلى قادة الإقليم».
وأشار إلى أن «إقليم كردستان لعب دوراً مهماً في عملية السلام» معرباً عن أمله في أن «تتكلل هذه الجهود بالنجاح هذه المرة أيضاً، بما يعود بالخير على جميع مكونات تركيا».
أجواء أخوية
فيما ذكر وفد «إمرالي» أنه «التقى أولابالزعيم الكردي مسعود بارزاني، حيث أجرى نقاشاً استمر ساعة و45 دقيقة في أجواء أخوية، وتم خلال اللقاء إيصال تحيات عبد الله أوجلان إلى بارزاني، إلى جانب مناقشة مستقبل عملية السلام».
وأضاف الوفد أنه التقى أمس نيجيرفان بارزاني، وناقش معه «مستقبل الكرد وكيفية إنجاح عملية السلام في تركيا، حيث أن الشعب الكردي يتمنى حل القضية الكردية بطريقة ديمقراطية، وهو ما ستكون له آثار إيجابية على المنطقة وإقليم كردستان».
وأشار الوفد إلى أن «عبد الله أوجلان يسعى لإنهاء الحروب ووضع آلية لحل القضية الكردية» مؤكداً أن «هناك توترات سياسية كبيرة في المنطقة ككل».
وأعرب أعضاء الوفد عن «سعادتهم بلقاء مسعود بارزاني ونيجيرفان بارزاني» مشيرين إلى «أنهم خلال تواجدهم في أربيل عقدوا لقاءين إيجابيين للغاية» معربين عن أملهم في أن «يتم حل القضية الكردية عبر السلام، لما لها من أهمية كبيرة لشعبهم والمنطقة بأسرها».
في الأثناء، ذكر بيان صدر عن رئاسة الاقليم، أن «الرئيس نيجيرفان بارزاني جدد خلال الاجتماع، دعمه الكامل لإنجاح عملية السلام في تركيا» مؤكداً أن «هذه العملية تمثل فرصة تاريخية مهمة يجب العمل على إنجاحها وتعزيز الأخوة بين الكرد والأتراك، لأن السلام ضرورة للجميع في تركيا والمنطقة».
حل القضايا سلمياً
كما صرّح بارزاني قائلاً: «منذ البداية، عملنا دائماً من أجل أن تكون عملية السلام خياراً استراتيجياً، وأن تُحل القضايا بطريقة سلمية، لأن التجربة أثبتت أن الحرب والسلاح لا يمكنهما حل أي مشكلة» وفيما أعرب عن أمله في أن «يتعامل حزب العمال الكردستاني مع العملية برؤية استراتيجية» حذّر من «إضاعة هذه الفرصة». ونقل وفد «إمرالي» تحيات وتقدير خاص من عبد الله أوجلان إلى الرئيس نيجيرفان بارزاني، مشيداً بـ«الخطوات التي تم اتخاذها في العملية» كما أعرب الوفد عن تقديره لجهود نيجيرفان بارزاني في دعم مساعي السلام سابقاً وحالياً، داعياً إلى استمرار دوره في دعم وإنجاح العملية، طبقاً للبيان.
وذكر رئيس وفد «إمرالي» كسكين بايندر، في حديث للصحافيين عقب لقائه نيجيرفان بارزاني، إن «اللقاء تناول القضية الكردية وأهمية نجاح عملية السلام» مشيراً إلى أن «نجاح هذه العملية يعد ضرورياً لجميع أبناء الشعب الكردي».
أربيل تعزز مكانتها في تفكيك أزمة الأكراد في سوريا وتركيا
وأول أمس، استقبل مسعود بارزاني وفد «إمرالي» الذي قدم وجهات نظرهم حول الوضع السياسي وعملية السلام في تركيا، وتفاصيل ونتائج لقاءاتهم مع عبدالله أوجلان، كما نقل خلال اللقاء مضمون رسالة الأخير إلى زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وشدد بارزاني، حسب بيان لمكتبه، على أهمية «عملية السلام باعتبارها الطريق الوحيد الصحيح للوصول إلى حل» ورأى أن «من الضروري أن تركز جميع الأطراف جهودها على إنجاح عملية السلام» معرباً في الوقت عينه عن استعداده الكامل «للمساعدة ودعم عملية السلام في تركيا وإنجاحها».
ويعوّل رئيس إقليم كردستان العراق، على استجابة حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) إلى رسالة السلام التي يحملها الوفد التركي الزائر للإقليم.
وفي كلمته بمؤتمر ميونخ للأمن، قال بارزاني: «وفد إيمرالي جاء إلى أربيل وسيذهب إلى السليمانية، ونحن ننتظر فحوى الرسالة ونتوقع أن تكون رسالة سلام» معرباً عن أمله في أن «نسمع رسالة سلام من أوجلان، ونأمل أن يستجيب حزب العمال لهذه الرسالة».
وعن الشأن السوري، قال نيجيرفان بارزاني أنه «افتقد قامشلي ودمشق كثيرًا وأتمنى زيارة هذه المدن يومًا ما، وكذلك حلب وعفرين».
وتابع قائلا: «كنا في السابق نزور سوريا كثيرًا، واشتقنا إليها وإلى رؤية شعبنا هناك، ونتمنى أن تتاح لنا فرصة زيارتها مجددًا، خاصة قامشلي وعفرين وحلب».
وفيما يتعلق بالنموذج السياسي الكردي في الإقليم، أوضح بارزاني أن «النموذج المطبق في العراق قد لا يكون مناسبًا لسوريا بنفس الصيغة، لأن لكل بلد خصوصياته، والجغرافية والمكونات في سوريا تختلف عن العراق» معتبراً أن «من المهم تطبيق نموذج يحظى بقبول جميع المكونات في سوريا، لأن الإصرار على نموذج واحد قد لا يكون ناجحًا في هذه المسألة».
وأضاف: «وجهنا نصائح للإخوة الكرد بضرورة أن يكونوا صفًا واحدًا، وألا ينتظروا دعوة من دمشق، بل أن يكونوا أصحاب سوريا الجديدة».
وذكر بارزاني أيضاً إنه تحدث خلال اللقاءات مع الزعماء والقادة في ميونخ، عن «رؤية إقليم كردستان حول المسائل الأمنية» مستدركاً بالقول: «استمعنا إلى وجهات نظر بقية الأطراف، وأيضاً بحثنا الأحداث التي تحصل في المنطقة. المسألة السورية كانت واحدة من المسائل الرئيسية في جميع اللقاءات».
وشدد على «ما يحصل في سوريا هو مفرح من ناحية سقوط نظام استبدادي، ونتمنى من السلطة الحالية أن تشرك جميع المكونات في سوريا» ودعا إلى أن «يكون الرئيس أحمد الشرع عاملاً لاستقرار سوريا ويتمكن من إنقاذ شعب سوريا من هذه المعاناة، فسوريا بلد متعدد المكونات ومن الضروري مشاركة جميع الأطراف في الحكم».
ووفق بارزاني فإن مؤتمر ميونخ للأمن هو «فرصة لمناقشة التطورات العالمية وما يتعلق بمنطقتنا. لقد عقدنا اجتماعاً جيداً مع وزير الخارجية الأمريكي، ولكننا نعلم أنه لم يمض وقت طويل على تسنمه المنصب».
وزاد: «تحدثنا عن الأمور المشتركة بيننا وبين الولايات المتحدة، وأكدنا على أن العراق عامل استقرار في المنطقة وباسم العراق وإقليم كردستان أكدنا على هذه الأمور».
وأعلن عن توجيه دعوة لوزير الخارجية الأمريكي لزيارة العراق وحضور حفل افتتاح القنصلية الأمريكية الجديدة في أربيل.
وختم قائلاً: «أمريكا جديدة، هذا تعبير جميل، وفعلاً الآن هناك إدارة جديدة وتنظر إلى المسائل بطريقة مختلفة وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تؤكد على أنه يركز على أن يكون عامل استقرار وإنهاء الحروب في المنطقة، واليوم العالم في حاجة إلى هذا السلام».