وفق تفاهمات شكلية وبتنسيق مع المخابرات: اللواء الثامن السوري يتسلّم السائقين الأردنيين المختطفين في درعا

هبة محمد
حجم الخط
2

دمشق – «القدس العربي»: تسلّم اللواء الثامن في مدينة بصري الشام ليل الخميس – الجمعة، السائقين الأردنيين المختطفين منذ نحو 20 يوماً في منطقة اللجاة بريف درعا جنوب سوريا.
وفقد السائقان الأردنيان ماهر صوفي ومحمد عويضة، في 28 من أغسطس/ آب الفائت، قرب حاجز منكت الحطب العسكري على أوتوستراد درعا – دمشق، حيث يعملان، حسب شبكة أخبار “درعا 24″، بنقل البضائع على خط سوريا – الأردن، وفقد الاتصال بهما في طريق العودة.
المتحدث باسم شبكة أخبار “تجمع أحرار حوران”، أيمن أبو نقطة، قال في اتصال مع “القدس العربي” إن اللواء الثامن، المدعوم من روسيا، تسلم السائقين الأردنيين، بالتنسيق مع فرع المخابرات العسكرية.
ووفقاً للمتحدث، فإن عملية الخطف والتسليم ما هي إلا “مسرحية أبطالها عناصر المخابرات العسكرية والتي أولت بدور البطولة للواء الثامن، الذي تفاهم مع العصابة الخاطفة وتسلم منهم المخطوفين الأردنيين وفق تفاهمات، ودون اندلاع أي مواجهات بين الطرفين”.
وتؤكد المعلومات أنّ العصابات، التي تنشط في تهريب المخدرات والخطف، تتلقى دعماً لوجستياً وأمنياً من أجهزة النظام السوري، بما في ذلك الأمن العسكري.
تُمنح هذه المجموعات تسهيلات عددية مثل الأسلحة والبطاقات الأمنية التي تتيح لها حرية التنقل عبر حواجز النظام وتنفيذ عملياتها دون عوائق أو تحديات.
وقال: “تتهم العصابة التي يقودها محمد العلوان المعروف بـ “أبو نبال” بأعمال خطف وتجارة وترويج المخدرات، حيث تقدم المخابرات العسكرية للعصابة بطاقات أمنية لتسهيل مرور عناصرها وحركة أفرادها في المنطقة، وذلك تحت ضوء الشمس وبعلم قيادة وعناصر اللواء الثامن”.
شقيق أحد السائقين ناشد عبر تسجيل مصور، بثه الشهر الفائت على حسابه عبر موقع “فيسبوك”، أهالي محافظة درعا والسلطات السورية، لمعرفة مصير شقيقه وزميله، بعد انقطاع الاتصال بهما منذ 26 أغسطس/ آب، وذلك أثناء عبورهما بسيارتهما الخاصة، الأوتوستراد الدولي دمشق – عمّان بالقرب من جسر جباب، شمالي مدينة درعا.
أيمن أبو نقطة قال: “إن السائقين، ماهر بشير الصوفي ومحمود سميح عويضة، تم استلامهما مع أوراقهما الشخصية وسيارتهما من العصابة الخاطفة في قرية الزباير بمنطقة اللجاة”.
ونفذت العملية بتنسيق وتسهيل من فرع الأمن العسكري بدرعا، حيث سيتولى اللواء الثامن تسليمهما إلى السلطات الأردنية خلال الساعات القليلة المقبلة.
تفاصيل العملية
وجاء الإفراج عن المختطفين دون دفع الفدية المالية التي طالبت بها العصابة، والتي بلغت 150 ألف دولار أمريكي، كانت قد طلبتها من والدة المختطف عويضة عبر رسالة واتساب مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري.
ووصف المصدر عملية الاختطاف بأنها جزء من سلسلة عمليات مماثلة، وابتزاز بات شائعاً في المنطقة، حيث تستغل عصابات الخطف الظروف الأمنية المتردية لتنفيذ عمليات الخطف وطلب الفدية المالية من ذوي المختطفين. كما تأتي هذه العمليات ضمن رسالة ضمنية من النظام السوري إلى الأردن، مفادها أن تلك العصابات الخارجة عن القانون لا يمكن السيطرة عليها.
وعلى الرغم من انتشار تسجيلات مصورة لبعض المختطفين عقب الإفراج عنهم، والتي تنفي دفع الفدية، إلا أن عمليات الخطف تبقى وسيلة تمويل رئيسية للعصابات المسلحة في المنطقة.
في موازاة ذلك، نقلت وسائل إعلام أردنية عن مدير العمليات والشؤون القنصلية في وزارة الخارجية الأردنية، السفير سفيان القضاة، قوله إن الوزارة تتابع باستمرار مع السلطات السورية المختصة عمليات البحث عن المواطنين المفقودين.
وأكد القضاة أن الخارجية الأردنية على تواصل دائم مع ذوي المختطفين لضمان عودتهم سالمين إلى الأردن في أسرع وقت.
وحسب شبكة “تجمع أحرار حوران” فإن عمليات الخطف التي تستهدف مواطنين أردنيين في سوريا تعتبر جزءاً من واقع أمني مضطرب، حيث كانت آخر حالة مشابهة هي اختطاف المواطن الأردني وليد قطيش الفاعوري في كانون الأول 2022، والذي أُفرج عنه في كانون الثاني 2023 بعد مطالبة العصابة بفدية مالية قدرها 100 ألف دولار.
في غضون ذلك، صرّح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، الخميس، بأن المنطقة العسكرية الشرقية وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العسكرية وإدارة مكافحة المخدرات، أحبطت، الخميس، وضمن منطقة مسؤوليتها، محاولة تسلل وتهريب كميات من المواد المخدّرة قادمة من الأراضي السورية.
وبيّن المصدر أنه بعد تكثيف عمليات البحث والتفتيش للمنطقة تم العثور على كميات من المواد المخدرة، وتم تحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة، وفق بيان للقوات المسلحة.
وأكّد المصدر، حسب موقع “المملكة” الأردني، أن القوات المسلحة الأردنية ماضية في تسخير قدراتها وإمكاناتها المختلفة، لمنع جميع أشكال عمليات التسلل والتهريب وبالقوة للمحافظة على أمن المملكة الأردنية الهاشمية واستقرارها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد:

    لازم الحكومه الاردنيه هي اللي تمنع مواطنيها من السياحه بسوريا طالما انه حياتهم ستكون بخطر …انا مش عارف المواطن الاردني شو عاجبه بالسياحهةبسوريا بعذه الظروف

  2. يقول حماده الديري:

    كل الشكر والتقدير والعرفان للاجهزه الامنيه الأردنية

اشترك في قائمتنا البريدية