وقفة في باريس تضامناً مع ضحايا العنف في الساحل السوري.. وجدل حول مشاركة أدونيس

حجم الخط
3

باريس- “القدس العربي”: شهدت ساحة سان ميشيل وسط العاصمة الفرنسية باريس، أمس، وقفة تضامنية مع ضحايا أحداث العنف في الساحل السوري، بمشاركة سوريين ومناصرين، إلى جانب شخصيات ثقافية وسياسية بارزة، أبرزهم الشاعر أدونيس والمعارض سمير العيطة.
رفع المشاركون شعارات “تندد بالمجازر” وتطالب بالعدالة، من بينها “أوقفوا المجازر والتطهير العرقي في سوريا”، “اتحدوا ضد الهمجية”، و”العالم يشاهد، لكنه لا يتحرك!”
كما تخلل الوقفة عرض صور الضحايا، في رسالة للمجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين.

مشاركة أدونيس

أثارت مشاركة الشاعر أدونيس في الوقفة موجة واسعة من الجدل، حيث اعتبرها البعض تحولًا في مواقفه الصامتة تجاه النظام السوري، فيما رأى آخرون أنها تكشف ازدواجية في تعاطفه مع الضحايا.
الصحافي والكاتب بشير البكر كتب معلقًا على الحدث: “مشاركة أدونيس في مظاهرة باريس ضد السلطة الجديدة في سوريا حدث وسابقة، وعلى حد علمي لم يسبق له أن شارك في تظاهرة ضد نظام عربي، أو حتى لمساندة فلسطين”.
وأضاف: “كان يتحدث بنقدية عن النظام السوري، لكنه رفض على الدوام الكتابة ضده أو انتقاده علانية، أو حتى توقيع عريضة أو بيان من أجل التضامن مع كاتب معتقل، ومنهم صديقنا الشاعر فرج بيرقدار.” و “مشاركته بمظاهرة باريس اليوم، أسقطت القناع الطائفي، الذي تخفى خلفه لزمن طويل..”.


أما الكاتب محمد سعيد، فقد انتقد مشاركة أدونيس بشدة، وكتب على حسابه في فيسبوك: “أدونيس جمّد موقفه من الثورة السورية بحجة أنها خرجت من الجامع، وكأن البلاد كانت مليئة بالمنتديات السياسية والمسارح ودور الأوبرا! لم يتحرك ضميره طوال أربعة عشر عامًا وهو يشاهد المجازر والإبادة الجماعية ضد السوريين العزل”.
وأضاف: “لم يقل كلمة حق واحدة كل هذه السنوات، لم يظهر تعاطفًا مع شهداء المجازر الوحشية، ولا مع المغيبين قسراً في السجون الأسدية، ولا حتى مع المهجرين الذين استُبيحت كراماتهم وبيوتهم وأحلامهم”.
وختم قائلاً: “هذا مثال صارخ عن المثقف الطائفي والمنافق، الذي لا يعنيه الضحايا في أي وقت أو مكان. إنه كاذب حتى في تضامنه، لأن الضحايا جميعهم، في كل زمان ومكان، اسمهم ضحايا، والتضامن معهم جميعًا واجب أخلاقي وإنساني. فلا يوجد ضحايا بسمنة، وضحايا بزيت”.
أما زياد الصوفي فقد اعتبر أن موقفه في الوقفة كشف حقيقته. وكتب على فيسبوك: “مئات المظاهرات في باريس قام بها السوريون المقيمون في عاصمة النور خلال سنين الثورة، لم يجذب أي منها علي أسبر (أدونيس) للمشاركة، رغم حجم الفظائع المنقولة يومها على الهواء مباشرةً”.
وأضاف: “وما أن خرج الأوغاريتيون بمظاهرة للاحتجاج على مجزرة لم تحدث إلا في مخيلاتهم المريضة، نزع علي أسبر قناع العلمنة، معلناً عن علويته التي حاول إخفاءها عقود طويلة”.
وختم ساخرًا: “وما يزال علي إسبر بانتظار جائزة نوبل للآداب، أيه.. كتير عليك جائزة الوفاء للباسل!”
تأتي هذه الوقفة في وقت تتواصل فيه الانتهاكات بحق المدنيين في سوريا، وسط دعوات متزايدة لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم وإيجاد حل سياسي ينهي النزاع المستمر منذ سنوات.
لكن الجدل حول مشاركة أدونيس يكشف عن الانقسامات العميقة داخل المشهد الثقافي والسياسي السوري، حيث يرى البعض أن تضامنه الانتقائي يُضعف من مصداقية موقفه، فيما يعتبر آخرون أن حضوره في هذه الوقفة قد يمثل تحولًا في موقفه تجاه النظام السوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول لبيب:

    صحيح ما كتب عن ادونيس ولكن هذا لا يعني الصمت عن اية ظاهرة كهذه وأغلب من ندد به كان من وجهة مظر طائفية ايضا,

  2. يقول Bana:

    الإبداع الحقيقي ينتشل الإنسان من العدم ويدفعه لاتخاذ موقف مع الحق والخير والجمال؛ والشاعر السوري العظيم رغم كبر سنه يتخذ موقفاً مع الإنسانية ومع الساحل السوري الجميل مهد الحضارات الأولى مهد الأبجدية الأولى و المقطوعة الموسيقية الأولى والزراعات الأولى؛ الذي لطالما هاجمه العقم والجفاف والموت و الوحوش الظلامية في كل العصور ولكنه عصيٌّ على التدمير.. يلد الخصب و يلد أدونيس.

  3. يقول AZZAM FARRA:

    نحن الأكثرية السنية كنا نعيش رعبا وتهميشا واقصاء (ناهيك عن الاعتقالات والتعذيب والإبادة) على مدى نصف قرن ولا احد يكترث بنا. والان منذ اليوم الأول لأعمال العنف بالساحل قامت الدنيا ولم تقعد على مقتل بضعة عشرات من العلويين اي عدالة تلك ؟؟

اشترك في قائمتنا البريدية