الجزائر ـ”القدس العربي”:
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تصويبا على تقرير لها زعم تلقي مقاتلي جبهة “البوليساريو” تدريبات على يد إيران، وهي “الدعاية” التي تقول المصادر الجزائرية إنها “تتردد منذ سنة 2018 على لسان مسؤولين مغاربة”، في سياق محاولة لاستعداء الولايات المتحدة على الجزائر، باستخدام “الفزّاعة الإيرانية”.
وجاء في تصويب “واشنطن بوست”: “نُشر في الصفحة الأولى من عدد 13 أبريل موضوع عن الحكومة السورية الجديدة ومساعيها لقطع طريق تهريب تستخدمه إيران ووكلاؤها، لكنه لم يتضمن تعليقًا من “جبهة البوليساريو” بشأن الادعاءات بأنها تساعد في تعزيز مصالح إيران في سوريا. وتنفي جبهة البوليساريو، التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية، أي صلات من أي نوع مع إيران”، مؤكدة أن “الإيحاء بأن مقاتلي البوليساريو قد يتخلون عن نضالهم الطويل لعقود ضد الاحتلال المغربي لصالح صراعات بعيدة ليس فقط أمرًا غير معقول، بل إنه إهانة لكرامة وعزيمة شعب يناضل من أجل حريته”.
وفي تعليقها على الموضوع كتبت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أنه وفقا “للمعلومات المتوفرة، فإن محررة المقال هي صحفية مغربية قامت بنشر معلومات كاذبة ومضللة، استنادا إلى “مصادر مجهولة” في “محاولة لطمس الحقائق واستهداف شعب يناضل من أجل حريته”. واعتبرت أن هذا التصحيح “جاء بعد ضغوط واحتجاجات على التغطية المتحيزة لصالح الاحتلال المغربي، والتي ارتبطت بنشاط صحفية مغربية في الجريدة سعت لتشويه صورة الحركة التحررية الصحراوية”.
وفي السياق ذاته، أكد ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة، محمد سيدي عمار، للمصدر ذاته، أن التصحيح الذي نشرته “واشنطن بوست”، جاء بعد أن “قامت جبهة البوليساريو من خلال إحدى بعثاتها الدبلوماسية بالخارج بلفت انتباه هذه الصحيفة إلى جملة المغالطات والادعاءات الكاذبة التي تضمنها ذلك المقال بخصوص البوليساريو ونضال الشعب الصحراوي المشروع من أجل الحرية والاستقلال”.
وذكر ممثل البوليساريو أن ذلك المقال “لم يكن سوى مجرد تكرار لجملة الادعاءات الكاذبة”.
وكانت جبهة البوليساريو، قد فندت في بيان سابق لها “الادعاءات المفبركة البائسة والحجج الواهية لإلصاق تهمة الارهاب” بها. وتوعّدت في بيان لها بـ”متابعة كل جهة أو شخص يروج، عن قصد أو عن غير قصد، لأكاذيب أو اتهامات أو معلومات تهدف إلى تدنيس النضال النظيف للشعب الصحراوي، من خلال إلصاق تهمة الإرهاب به، مباشرة أو بشكل غير مباشر، واللجوء إلى كافة الآليات القانونية الدولية لردع ذلك”.
وكانت الصحيفة الأمريكية قد زعمت في المقال الأصلي، أن “مقاتلين من جبهة بوليساريو تلقوا تدريبات عسكرية في إيران” وأن “المئات من مقاتليها محتجزون في سوريا”.
وتحدثت “البوليساريو” عن “تكرار الادعاءات المثيرة للريبة التي تحاول إيجاد رابط بينها وبين النظام السوري السابق وبين إيران. وكانت إذاعة مونتي كارلو الفرنسية، في شباط/فبراير الماضي، قد زعمت في تقرير بالعربية أن “الرئيس السوري أحمد الشرع رفض طلبا تقدم به وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بشأن إطلاق سراح معتقلين من الجيش الجزائري ومليشيات البوليساريو”. وذكرت استنادا لمراسلها في دمشق أن “هؤلاء المعتقلين كانوا يقاتلون في صفوف قوات بشار الأسد في محيط حلب، وألقت هيئة تحرير الشام القبض عليهم في الهجوم الذي شنته في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني، والذي أدى لسقوط النظام”. وذهبت إلى أن “أن العسكريين الجزائريين من رتبة لواء وحوالي 500 جندي من الجيش الجزائري ومليشيات البوليساريو سيخضعون للمحاكمة إلى جانب بقايا فلول الأسد الذين تم القبض عليهم”.
وأثار هذا الزعم ردود فعل ساخرة في الجزائر ومن قبل “البوليساريو”، حيث تم تحدي الموقع الفرنسي بتقديم أي أدلة ملموسة عن وجود هؤلاء المقاتلين، فلم تظهر لا صور وأسماء ولا شهادات بفيديوهات موثقة توثق هذا الزعم بالصوت والصورة، خاصة وأن العدد المزعوم بـ500 جندي ضخم، فكيف ليس لهم أي أثر يذكر. ونفت المصادر الجزائرية هذه التهم جملة وتفصيلا، وتحدثت عن أن الجزائر تتبنى في الأصل عقيدة عسكرية تمنع عليها أي إرسال لجنودها خارج حدودها.
“البوليساريو” و “حزب الله”
ووفق المصادر الجزائرية، فإن محاولة ربط “البوليساريو” بإيران ونظام الأسد، إلى الأذهان ما حدث سنة 2018، عندما سخرت ما أسمتها “الآلة الدبلوماسية المغربية جهدها في محاولة إثبات علاقة بين حزب الله ومخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف بالجزائر”. وفي ديسمبر من ذلك العام، طلب ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي، صراحة من الرئيس الامريكي دونالد ترامب (خلال ولايته الأولى) التدخل والمساعدة باعتباره ينفذ سياسة تتبنى مواجهة إيران. وذهب الوزير المغربي إلى حد اعتبار أن نزاع الصحراء الغربية، لا يعدو كونه جزء فقط من المشكلة، ولا يرقى إلى التهديد الإيراني.
وفي ذلك الوقت، ردت الجزائر على الاتهامات المغربية التي على أساسها بنت الرباط قرار قطع علاقاتها مع طهران. وقامت الخارجية باستدعاء السفير المغربي (كان لا يزال هناك سفير)، لإبلاغه رفض السلطات الجزائرية لتصريحات وصفتها بأنها أقحمت الجزائر في الموضوع وبأنها لا أساس لها. كما نفت إيران في الوقت ذاته، اتهامات المغرب لها بتسهيل عمليات إرسال أسلحة لجبهة البوليساريو. وذكر مسؤولوها أن هذا “الاتهام مرفوض ولا أساس له من الصحة ويفتقد لأدنى دليل”. كما فند حزب الله اللبناني اتهام المغرب له، وعزا ذلك إلى وجود “ضغوط أمريكية وإسرائيلية وسعودية لتوجيه هذه الاتهامات الباطلة”.
تصريحات صهر ترامب
وتؤكد المصادر الجزائرية على أن مثل هذه الأخبار تحاول توجيه سياسة الرئيس ترمب في طريق عزل جبهة البوليساريو وإلصاق تهمة الإرهاب بها. ويأتي ذلك، في وقت أكد مسعد بولس، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط، أنه يعتزم القيام بزيارة قريبة إلى كل من الجزائر والمغرب لبحث ملف الصحراء الغربية، مشددًا على أن الاعتراف الأمريكي بسيادة الرباط على هذا الإقليم ليس مطلقا، بل مشروط برضا الصحراويين.
وتحدث بولس عن جبهة البوليساريو باعتبارها طرفا في النزاع، ما يعطيها في نظر الإدارة الأمريكية شرعية سياسية ودولية، وهو ما يبعد وفق التأكيدات الجزائرية، محاولات اللوبيات التي تحاول تصنيفها كمنظمة إرهابية.
وقال هذا المسؤول في تصريحات لقناة الحدث بأن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيادة المغرب على الصحراء الغربية، قائلا: “لو رجعنا إلى ذلك الإعلان في 2020، صحيح أنه منح السيادة للمغرب، ولكنه تضمن كلامًا مهمًا جدًا يتعلق بالحوار والتوصل لحل مرضٍ لجميع الفرقاء. لم يكن إعلانًا مطلقًا بشكل مقفل، بل تُرك الباب للحوار للتوصل لحل يرضي الطرفين”. ولفت مستشار الرئيس الأمريكي إلى أهمية التوصل إلى حل نهائي يراعي أوضاع اللاجئين الصحراويين، مشيرا إلى أن “الصحراء الغربية ملف مهم جدًا عمره 50 سنة، ويهمنا الحل النهائي للصحراويين، ولا ننسى أن هناك 200 ألف صحراوي لاجئ يعيشون في الجزائر”.
قالت مجلة جون أفريك الفرنسية، إنه منذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا نهاية عام 2024، بدأت تُكشف الوثائق السرية وتُفك القيود عن الألسنة، ليتَبيَّن أن بعض الصحراويين المعتقلين في السجون السورية هم مقاتلون سابقون في جبهة البوليساريو، أُرسلوا لدعم قوات الديكتاتور المخلوع
محاولة شيطنة جبهة البوليساريو ليست بالأمر الجديد
عاش الشعب الصحراوي المناضل
عاشت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ،✌️ النصر قادم لا محالة للشعب الصحراوي الأبي 💪
كيف تأكد لهم رقم 200 ألف لاجئ صحراوي ، مع العلم أنه لحد الآن لم تتمكن الأمم المتحدة من إحصاء عدد الموجودين في مخيم تندوف ؟ لأن نظام العسكر في الحزائر يرفض ذالك..
الطابع الإنفعالي للبيان الصادر عن وكالة الأنباء الجزائرية…وتضمنه لنفس الاسقاطات التي تعودنا عليها في حق المغرب.
تلفزيون سوريا أكذ الخبر…
.
https://x.com/syr_television/status/1914869333697945788
يتعلق الأمر بحق الرد من طرف البوليزاريو وليس تصويب من طرف واشنطن بوست،هنا ك فرق كبير بين الأمرين. وعلاقة الجبهة بإيران وحزب الله ثابتة لا يمكن إنكارها.
الشعب الصحراوي يعيش في صحرائه المغربية