وكالة الطاقة: العقوبات الأمريكية قد تعطل إمدادات النفط الروسية للسوق العالمية

حجم الخط
0

 واشنطن – رويترز: أضافت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن 16 كيانا إلى القائمة السوداء التجارية يوم أمس الأربعاء من بينها شركة صينية دمجت شريحة إلكترونية لها على نحو غير قانوني في معالج ذكاء اصطناعي لشركة هواوي.
وحسب إشعار حكومي اتحادي تم إدراج 14 شركة مقرها الصين وشركتين مقرهما سنغافورة على القائمة السوداء التابعة لوزارة التجارة الأمريكية.

أضرار النفط الروسي

على خط مواز قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط أمس الأربعاء إن أحدث جولة من العقوبات الأمريكية على النفط الروسي قد تعطل بشكل كبير سلاسل إمدادات النفط الروسية مما قد يؤدي إلى شح المعروض في السوق العالمية.
ولا تزال توقعات سوق النفط الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، التي تقدم المشورة للدول الصناعية، تشير إلى أن السوق العالمية ستسجل فائضا هذا العام بسبب نمو المعروض بما يتجاوز زيادة ضعيفة في الطلب.
وقالت الوكالة إن العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران وروسيا تشمل كيانات تعاملت مع أكثر من ثلث صادرات النفط الخام الروسية والإيرانية في عام 2024 لكنها لم تضع هذه الإجراءات في الحسبان عند وضع توقعاتها للإمدادات في الوقت الحالي.
وأضافت الوكالة «نبقي على توقعاتنا لإمدادات كلا البلدين حتى يصبح التأثير الكامل للعقوبات أوضح، لكن الإجراءات الجديدة قد تؤدي إلى خلل في توازنات النفط الخام والوقود».
وأصبح نهج وكالة الطاقة الدولية تجاه تأثير العرض الروسي أشد حذرا بكثير من النهج الذي اتبعته في مارس آذار 2022 بعد وقت قصير من بدء الحرب في أوكرانيا وأول العقوبات على موسكو.
وتوقعت الوكالة حينذاك ألا تصل ثلاثة ملايين برميل يوميا من الإمدادات الروسية إلى السوق بسبب العقوبات الغربية وعزوف المشترين. ولم ينخفض العرض الروسي كثيرا، ونقحت الوكالة توقعاتها لاحقا.
وفي هذا التقرير أيضا، أدخلت وكالة الطاقة الدولية تعديلات طفيفة على توقعاتها، ورجحت أن ينمو الطلب العالمي على النفط في عام 2025 نحو 1.05 مليون برميل يوميا، انخفاضا من توقعات سابقة بلغت 1.1 مليون برميل يوميا. وقالت إنها تتوقع أن يرتفع الطلب 940 ألف برميل يوميا في عام 2024.

واشنطن تضيف 16 كيانا إلى قائمتها السوداء التجارية بينها 14 في الصين

وتلقي الصين بظلالها على توقعات عام 2025، فبعد أن كانت سببا في زيادة الاستهلاك لسنوات، تواجه الآن تحديات اقتصادية فضلا عن التحول إلى السيارات الكهربائية، وهي العوامل التي تقلص توقعات الطلب على النفط في ثاني أكبر مستهلك في العالم.
وخفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقريرها الشهري عن سوق النفط أمس الأربعاء تقديراتها لنمو الطلب في عام 2024 للمرة السادسة، مما يسلط الضوء على الدور السلبي للصين في زيادة الاستهلاك.
لكن منتجي أوبك يتوقعون استهلاكا قويا في العامين المقبلين، مع توقع ارتفاع نمو الطلب العالمي على النفط 1.45 مليون برميل يوميا هذا العام و1.43 مليون برميل يوميا في عام 2026.
وتتوافق توقعات عام 2026 مع رؤية أوبك بأن استخدام النفط سيرتفع خلال العقدين المقبلين، على النقيض من وكالة الطاقة الدولية التي تتوقع أن يصل الاستخدام إلى ذروته هذا العقد مع تحول العالم إلى الطاقة النظيفة.
وذكرت أوبك في التقرير «من المتوقع أن يدفع وقود وسائل النقل نمو الطلب على النفط في عام 2026، إذ من المرتقب أن يشهد السفر الجوي توسعا مستمرا، مع استمرار زيادة حركة التنقل الدولية والمحلية».
وتقترب توقعات أوبك للطلب من الحد الأعلى لتوقعات القطاع.أما وكالة الطاقة الدولية فلم تنشر توقعاتها لعام 2026، كما لم يطرأ تغير يذكر على أسعار النفط الخام عقب صدور التقرير، فقد ارتفع سعر البرميل ستة سنتات إلى 79.98 دولار.
وتستهدف حزمة العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن أكثر من 160 ناقلة نفط، تقول وكالة الطاقة الدولية إنها شحنت نحو 22 في المئة من صادرات النفط الروسية المنقولة بحرا في عام 2024. وذكرت الوكالة أن العقوبات السابقة على السفن كانت «فعالة للغاية، إذ قلصت نشاط الناقلات المستهدفة بنسبة 90 بالمئة».
وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أعلنت أمس الأربعاء إن إنتاج روسيا من النفط الخام تراجع 4.2 في المئةإلى 9.17 مليون برميل يوميا في العام الماضي مقارنة مع 9.57 مليون برميل يوميا في 2023، في ظل تخفيضات دول المنظمة للإنتاج لتحقيق الاستقرار في الأسواق.
وبلغ إنتاج النفط الروسي في ديسمبر/ كانون الأول 8.985 مليون برميل يوميا بانخفاض ستة آلاف برميل عن نوفمبر/ تشرين الثاني، لكنه يزيد بقليل عن حصة الإنتاج الروسي البالغة 8.98 مليون برميل يوميا بموجب اتفاق مجموعة أوبك+ لمنتجي النفط. تضم مجموعة أوبك+ الدول الأعضاء في منظمة أوبك ومنتجين مستقلين منهم روسيا. وتعهدت موسكو بتعويض الإنتاج الزائد في الشهور السابقة. ومن المتوقع أن تزيد حصتها إلى 9.004 مليون برميل يوميا اعتبارا من أبريل نيسان.
ووسط تلك المعطيات كشفت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة، عن إجراءات تستهدف الحد من عائدات النفط والغاز الروسية.

واقع السوق

وقالت وكالة الطاقة الدولية إن أسعار النفط الخام تجاوزت 80 دولارا للبرميل في أوائل يناير/ كانون الثاني بسبب تشديد العقوبات وموجة الطقس البارد في نصف الكرة الشمالي. ومع ذلك، قالت إن مكاسب الأسعار قد تتأثر بالنمو القوي في الإمدادات من خارج تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء، وكذلك يتطلع التحالف إلى التراجع عن التخفيضات، والقدرة على السحب من المخزونات بسرعة إذا لزم الأمر. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية الآن أن يصل نمو المعروض العالمي من النفط إلى 1.8 مليون برميل يوميا في عام 2025، وأن يشكل إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك+ أغلبية بواقع 1.5 مليون برميل يوميا.
ولم تقدم الوكالة في أحدث تقرير تقديرا لفائض السوق في 2025. وفي ديسمبر/ كانون الأول توقعت فائضا لا يقل عن 950 ألف برميل يوميا ووصفت السوق بأنها «جيدة الإمداد».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية