يجب الاستعداد لمفاجآت كبيرة في عام 2006 خلافا للسيناريوهات المُعدة سلفا

حجم الخط
0

يجب الاستعداد لمفاجآت كبيرة في عام 2006 خلافا للسيناريوهات المُعدة سلفا

فرض ديمقراطية بوش علي المنطقة سيضع اسرائيل امام تحد استراتيجي لا مثيل لهيجب الاستعداد لمفاجآت كبيرة في عام 2006 خلافا للسيناريوهات المُعدة سلفا عام 2005 كان سنة تغيرات كبري في اسرائيل، ولكن لم تكن سنة ذات مفاجآت كبيرة. منذ مطلع هذا العام بدا أن خطة فك الارتباط قد اجتازت نقطة اللاعودة، وبعد أن تمت المصادقة عليها في الكنيست تأكد أن المستوطنات ستُخلي في الصيف فعلا. رؤساء جهاز الدفاع والشرطة اعتقدوا وقالوا للصحف أن الاخلاء سيمر بهدوء.ازمة الليكود كانت في ذروتها، ومؤشرات الفرقعة خيمت في الأجواء السياسية قبل الانشقاق في الحزب الحاكم بمدة طويلة. والأمر الأهم هو أن ارييل شارون قد نجح في الحفاظ علي مكانته كزعيم للدولة، بل وتكريس ذلك. وجوده خلف دفة القيادة أضفي نوعا من الاستقرار وسهّل امتصاص التغيرات وتقبلها. مفاجآت عام 2005 الكبري جرت في محيط اسرائيل. لم يتوقع أحد التطورات الدراماتيكية خلف الحدود الشمالية. ومئات آلاف المتظاهرين الذين ساروا في شوارع بيروت وأدوا الي انسحاب سورية المُهين من لبنان.والتنديد بالنظام السوري والتحقيق مع قادته في اطار دولي وزعزعة أحد أركان النظام الاقليمي المتمثل بحكم عائلة الأسد الممتد لجيل ونصف. الأنباء السيئة للعام المنصرم جاءت من ايران. الخبراء واجهزة الاستخبارات فوجئوا من انتخاب أحمدي نجاد لرئاسة ايران، وبوغتوا أكثر من خطابات الابادة والكراهية التي ألقاها ضد اسرائيل، والتي بعثت الخطاب المعادي منذ الخمسينيات حياً يُرزق. صوت قادة العالم العربي علي تصريحات أحمدي نجاد أظهر مدي هشاشة مكانة اسرائيل في المنطقة حتي في الدول التي يقف علي رأسها حكام اصدقاء. الجمع بين دعوات الابادة وبين سياسة التسلح النووي المعلن جسدت للاسرائيليين جسامة التهديد الايراني الذي كان يعالج في السابق في الغرف الخلفية ولم يُثر إلا اهتماما شعبيا قليلا.المفاجأة الأكثر أهمية من ناحية اسرائيل جرت في المناطق. قبل موت ياسر عرفات خشي الاسرائيليون من انهيار السلطة الفلسطينية ودخولها في حرب خلافة عنيفة. صعود محمود عباس السريع الذي يعارض الارهاب، لسدة الحكم، بدد هذه المخاوف وأثار الآمال باستئناف المفاوضات. الآن يبدو أن حرب الخلافة الفلسطينية قد اندلعت بتأخير سنة كاملة كـ ما بعد الصدمة . عباس الذي أثار الآمال باعتباره مُصلحا كبيرا، يجد صعوبة في الامساك بزمام الامور، وحركة فتح في حالة تفكك وسيناريو حماستان لم يعد توقعا هذيانيا. إحياء المفاوضات أصبح مسألة أكثر خيالية.ما الذي يمكن أن نتعلمه من هذه المفاجآت بالنسبة لعام 2006؟ أولا، أن التوقعات تميل للتبدد والتعقيد. الجهاز السياسي والاعلامي في اسرائيل يستعدان للسيناريو المتوقع: استئناف الارهاب بعد الانتخابات الفلسطينية وزوال السلطة وسقوط محمود عباس وانتخاب شارون لولاية ثالثة والبدء في الاستعدادات لفك الارتباط الثاني. أولا، اخلاء 13 مستوطنة معزولة في الضفة بين رام الله وجنين، ومن ثم انسحابا نحو خط الجدار. الامريكيون سمعوا بذلك قبل عامين، وبعد أن درسوا المخاطر والاحتمالات توصلوا الي تسوية مع دوف فايسغلاس حول اخلاء اربع مستوطنات فقط في الضفة، أما الحساب المتبقي فسيُقدم بعد الانتخابات. ولكن يجدر الاستعداد ايضا للسيناريوهات التي تبدو أقل منطقية الآن. الاستعداد لخسارة شارون في الانتخابات، الامر الذي يؤدي الي تبدل الأجيال في الزعامة الاسرائيلية ويُعيد العملية السياسية الي نقطة الصفر. والاستعداد ايضا لصعود قائد فلسطيني جديد، من فتح أو حماس، ينجح في توحيد صفوف شعبه والفوز بالشرعية الداخلية والتفويض بالتفاوض مع اسرائيل. مثل هذا التطور سيطرح بديلا للسياسة أحادية الجانب التي يتبعها شارون ويزعزع التأييد الدولي الذي حصل عليه في عام 2005.وربما تحدث أمواج مرتجعة اخري بسبب سياسة الدمقرطة التي فرضها بوش في المنطقة والتي تؤدي الي انهيار الانظمة من حولنا. اذا حدث ذلك فستواجه اسرائيل تحديا استراتيجيا لم تشهد له مثيلا منذ عهد بن غوريون.الوف بنالمراسل السياسي للصحيفة(هآرتس) 5/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية