يحلمون بإسرائيل الكبرى… ولكن

حجم الخط
14

تتقن إسرائيل في أساليب قهر أصحاب الأرض العرب. تضطرهم إلى النزوح، ومعاناة الجوع والمرض بلا علاج والحياة أحياناً في خيام على الأرصفة، كما حدث لبعض النازحين من رفح. وتقهر الجميع وتعذبهم في سجونها بالحشرات التي تلدغ وجوه الأطفال بالذات، وتحتفظ للأطفال بقهر لا نجده في البلدان الأخرى، على الرغم من أن إسرائيل تدعو نفسها (البلد الوحيد الديمقراطي) في منطقتها!! حيث تدعو الأطفال للاستجواب وأكبرهم عمره 15 سنة!
ثم إن لدى إسرائيل عقدة نفسية من «المسجد الأقصى» بالذات، حيث ينتهك العديد من المستوطنين المسجد في ظل حراسة مسلحة واستعراض استفزازي.
أتذكر بحزن وحنين أيام كنا صغاراً ونسمع الكبار يتحدثون عن «جيش الإنقاذ» لتحرير فلسطين، وكان خالي المرحوم الدكتور أمين رويحة منضماً إلى «جيش الإنقاذ» بقيادة فوزي القاوقجي. انضم خالي إلى جيش الإنقاذ كطبيب لمداواة من يسقط جريحاً.. أما اليوم فنتحدث للأسف، عن 100 شهيد فلسطيني في 24 ساعة تتكدس جثامينهم في ثلاجات مستشفى الأقصى. ولكن ثمة من يمد جنود الاحتلال بالأسلحة، ويتكدس قتلانا ولا نملك غالباً إلا الحزن والصلاة على أرواحهم.

ابتلعتُ الثعبان!

قرأت خبراً عن العثور على امرأة ميتة في جوف ثعبان ابتلعها في إندونيسيا.
أما أنا فقد حدث لي العكس! فقد ابتلعت ثعبان الغضب مما يدور أمامي في غزة والأرض المحتلة، والثعبان يكبر يوماً بعد آخر، غضباً بعد آخر.. وحين أقرأ عن (فظاعات) جيوش الاحتلال في غزة يكبر الثعبان محاولاً خنقي، لكنني سأقاوم وأتعلم من المقاومة الفلسطينية البطلة.

يشغل بالي هذه الأيام: الكتاب الأول

لفتني كثيراً «صالون الكتاب الأول» في باريس وتساءلت: ونحن كبلاد عربية، نكتب بالعربية اللغة نفسها، لماذا لا نقيم كل عام صالوناً للكتاب الأول؟ فالكتاب الأول وشاية عن إبداع الكاتب منذ كتابه الأول أو فشله.
هذا من حيث المبدأ. ولكن، في أي بلد عربي نقيم هذا «الصالون» للكتاب الأول!
دور النشر العربية تقيم كل عام معارض للكتاب، ليس حباً في الإبداع لدى البعض بل أولاً رغبة في البيع والربح المادي. وهذا من حقها؛ فطباعة أي كتاب تكلف الكثير من المال (ثمناً للورق) على الأقل، وبعدها أجرة المصحح، وغير ذلك من التفاصيل المادية. فالاهتمام بنشر الكتاب الأول ليس مشروعاً (خيرياً) فحسب بل هو أيضاً استثمار مادي.
أجمل ما في احتضان الكتاب الأول أن المؤلف قد يكون في الستين من العمر أو العشرين. فالمهم هو الإبداع.
ترى، هل تهتم نقابات الناشرين العرب بصالون عربي للكتاب الأول، أم تكتفي في معارض الكتاب برف خاص بها؟

أخبار عالمية نصدقها!

نقرأ أخباراً في الصحف نتمنى ألا نصدقها، ولكنها تحدث للأسف!
منها ذلك الخبر عن أستاذة مدرسة بريطانية مارست علاقات محرمة جنسية مع تلميذين من تلامذتها! وحكمت بالسجن لمدة 6 سنوات ونصف، وكان ينبغي أيضاً حرمانها من مهنة التدريس مدى الحياة!
فنحن نرسل بأولادنا إلى المدارس لطلب العلم وليس للممارسات الجنسية المحرمة أو لدراستها! وإذا كان بعض الغربيين يصفوننا بالتزمت، فشكراً للتزمت إذا كان سينقذ أولادنا في الغربة من مدرسات كهذه!

عليك العافية يا إلياس

ببراعته الأدبية المعهودة، يلخص لنا إلياس خوري معاناته من المرض تحت عنوان «عام من الألم». وبجملة واحدة نفهم أن الأمر جاد حقاً، وبالذات حين يقول «فوجئت إنني قابع في سريري في المستشفى منذ سنة كاملة».
لن نسأله عن مرضه الذي يسبب له كمية من الألم لا تطاق.
سأكتفي بأن أتمنى أن تكون هذه الآلام عابرة، وأنه في نهاية درب الأوجاع هذه، ستأتي العافية.
ومن قلبي كله أقول لك: سلامتك يا زميلي وأخي إلياس خوري، وعليك الصحة والسلامة من هذه الفترة الأليمة.. وسلامتك.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول القارئ:

    /دور النشر العربية تقيم كل عام معارض للكتاب، ليس حبا في الإبداع لدى البعض بل أولا رغبة في البيع والربح المادي. وهذا من حقها؛ فطباعة أي كتاب تكلف الكثير من المال (ثمنا للورق) على الأقل، وبعدها أجرة المصحح، وغير ذلك من التفاصيل المادية/ انتهى الاقتباس
    عزيزتي غادة، قد يكون هذا الكلام الجلي له محلٌّ ودلٌّ أيام زمان في مجتمعاتنا المتخلفة جدا على الصعيد الثقافي، أيام لهاث الكتبة البائسين وراء لفلفة أي “كتابين” (سواء كتابة أم ترجمة) كي يصبحوا “أعضاء معتبرين” فيما يُسمى بـ”اتحاد الكتاب العرب” – والكل يعلم أن منشورات هكذا “اتحاد” إنما مآلها سلال المهملات في أحسن أحوالها.. أما الآن، وفي ربوع هذا الواقع الافتراضي، لم يعد (أو قريبا لن يعود) هذا الكلام الجلي مجديا أمام اكتساح النشر الرقمي على الرغم من أنه لمّا يزل في بداياته – لن تنتظري هناك أكثر من عقدين من الزمان، إن أمدَّ الله بالأعمار، وسوف ترين تغييرا جذريا على كافة المستويات والأصعدة، ولن يعترض على هذا إلا الحُسَّاد والجاهلون /
    مع التحية الطيبة

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية