يولا خليفة تغني الحب والهجرة والسلام بتوزيع موسيقي للشباب

زهرة مرعي
حجم الخط
0

بيروت – «القدس العربي»: بعد سي دي «هواك» الذي صدر عام 2015، استأنفت يولا خليفة نشاطها الفني على جبهة الغناء، فقدمت مطلع هذا الصيف جديداً بعنوان «في الطريق»، ويتضمن تسع مقطوعات غنائية. المميز في هذا العمل الذي تتلقفه الأذن منذ السماع الأول أن خليفة تركت لموسيقى الشباب أن تحتل مساحتها الواسعة في التوزيع ما بين شرقي وغربي وإلكتروني. تلك الموسيقى النابعة من شخصيات الملحنين والموزعين الشباب والعازفين شكلت حالة خاصة وجميلة من جهة، وساهمت من جهة أخرى في تظهير الموضوعات المختارة من قبل صاحبة العمل.
مع العلم أنها وضعت بنفسها أفكاراً لحنية لأغنياتها المختارة، وطورت اثنتين منها مع أوفغانغ، واثنتين مع ابنيها رامي وبشار، فيما تولت بنفسها تلحين أربع من أغنيات السي دي. وأولت مهمة التوزيع الموسيقي لكل من أوفغانغ، وولديها، وعمل كل من ساري وزاد خليفة على توزيع أغنية لكل منهما. وهذا ما أسهم في تظهير جمل موسيقية لافتة وجديدة.
هواجس يولا خليفة التي دفعتها نحو اختيارات لشعر يعبر عن الحب، والإنسان، والسلام والهجرة، هي دون شك هواجس شبه عامة أكثر منها شخصية. بخاصة عنوان السي دي «في الطريق»، حيث الطرقات ملأى بمن اختاروا أن يسلكوها طوعاً، وفي المقابل تزدحم أكثر بمن أرغموا على الرحيل.
الكلام أو الشعر الذي يشكل العامل المحفز في اندفاع الفنانة في التعبير عن ذاتها بين مرحلة وأخرى يبدو وكأنه من شخصيتها الإنسانية والعاطفية. في العاطفي جذبها شعر من العامية المصرية القريبة من الإحساس لسمير سعدي، فكانت اغنيتان هما «اِكتبني» التي اختارت تصويرها فيديو كليب، و»لو سافرت». ومن الحالة العاطفية كانت نقلة نحو الجرأة في التعبير الغرامي مع شعر أندلسي لولّادة بنت المستكفي.
غنت يولا من كلماتها أيضاً، حيث كتبت أغنية «الرحيل»، وفيها روت نفسها كأم، ومن خلالها الغالبية العظمى من أمهات لبنان وحتى الوطن العربي، حيث الغربة والهجرة والانتقال من بلد إلى آخر باتت كلها سمة ملازمة لكافة العائلات. وفي «إلك» غنت خليفة التجربة الإنسانية الخاصة التي عاشها الشاعر ميشال أبو رجيلي» الذي فقد والديه قبل أن يعرفهما خلال الحرب الأهلية. أما «السلام» المنشود على الدوام فكان من شعر جبران خليل جبران.
لا بد من التوقف عند التوزيع الموسيقي لأغنية «لو سافرت» الشرقية الإحساس والنغم، التي وضعت يولا لحنها منفردة، فهي دافئة وجذلة. وفي أغنية «أغار» كانت إيقاعات بشار خليفة شديدة الأثر وبارزة الحضور في جماليتها وموقعها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية