لم تكن القدس منذ الأزل إلا محط أنظار المسلمين، لها مكانة روحانية وإيمانية منذ بشر الله الرسول صلى الله عليه وسلم خلال ضرب الصخرة في غزوة الخندق بفتح الشام وبلاد الفرس واليمن إلى رحلة الإسراء والمعراج، الرحلة من مكة المكرمة إلى بيت المقدس ثم العروج إلى سدرة المنتهى والعودة كرسالة سلام إلى البشرية جمعاء، أتت كتكريم من الله لرسول عانى من الإهانة والتنكيل والأذى والعسف من أهله في عام الحزن الذي فقد فيه الرسول السيدة خديجة أم المؤمنين وعمه أبوطالب وكمعجزة على قصر المسافة بين المسجد الحرام في مكة والمسجد الأقصى في القدس وعلى أن المسلمين هم سدرة القبلتين وورثة الرسالات السماوية.
للأسف بلاد الشام واليمن تحت الاحتلال والمسجد الأقصى يعاني ما يعانيه من انتهاك لحرماته وحفريات وأنفاق تحته لتقويض دعائمه والبحث عن الهيكل المزعوم.
وللأسف الأمة في سبات ورغم عن الحديث عن قطع العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وعن فك الارتباط بكل الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وأمريكا إلا أنها ستبقى مجرد حبر على ورق.
سياسات إسرائيل لم تتغير منذ ما قبل أوسلو بل على العكس زادت وتيرة الاستيطان اليهودي على الأراضي الفلسطينية المحتلة والاستيلاء التعسفي على الأراضي والسيطرة على منابع المياه والثروات الطبيعية بعد أوسلو على مرأى ومسمع الجميع.
القدس عاصمة لإسرائيل منذ عقود أعلنت أمام الجميع. وليس سرا على أحد.
كانت هناك قنصلية أمريكية في المدينة وكنيست بعض أعضائه عرب يجلسون تحت ظلال العلم الإسرائيلي ويدخلون إلى مبناه ويحضرون جلساته من ممرات الأمن الإسرائيلي ويتكلمون العبرية في جلساته وبايعوا غينتس في الانتخابات الإسرائيلية العامة في برنامج القدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة إسرائيل ومشروع ضم لغور الأردن والضفة الغربية.
هذا هو مشروع غينتس ومن يشك فليرجع لحملته الانتخابية وزيارته لواشنطن واجتماعه مع الرئيس ترامب وثم تحالفه مع نتنياهو.
القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل أمام الجميع والإستيطان أمام الجميع ولا للاجئين ولعودتهم أمام الجميع وانقسام فلسطيني أمام الجميع وكلمة حق 45 ألف عامل فلسطيني داخل الخط الأخضر لبناء مستوطنات وربط إقتصاد فلسطين بالشيكل الإسرائيلي سواء في غزة أم في الضفة الغربية أمام الجميع، فهل من جديد الآن؟
هل سيتوقف 45 ألف عامل فلسطيني عن العمل داخل إسرائيل؟
من الذي سيوفر لهم فرص عمل داخل الضفة الغربية وقطاع غزة؟ ألم يحضر مندوبون من البحرين والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان إعلان القدس عاصمة لإسرائيل؟
هل توقف التطبيع بين العرب وإسرائيل بعد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل؟ هل في إمكان العرب قطع علاقاتهم مع الولايات المتحدة الأمريكية لانحيازها الكامل لإسرائيل وكذلك مع بريطانيا أول من دعا لإنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين؟
كاتب من الأردن