كلّ شيء يبدو واضحاً
إذْ لا معنى أن أحفر حول الصخرة،
فالحياة مسليّة على نحوٍ ما
وشاعريّة عندما أجلس فوق كابينة الأيام
وأغنّي
أتبوّل على ظلّي راسماً دوائر متقطّعة
وكالسّاحر لا أتبلّل
أضرب رأسي بحافة كتابٍ
أبتلع حفنة مسامير صدئة
أو أدسّ وجهي في فرن الغاز
أعرف أنّي جبانٌ
وأبقي على المصابيح جاحظة
أحتفظ بعصا طويلة عند مدخل الباب
وبأخرى تحت السرير قصيرة وسهلة الاستعمال.
كنتُ دائماً حريصاً على استعمال الأقفال
حذراً من الغرباء
من الظلام والحشرات التي تسقط من السقف
لكنّني سمحتُ لهم البارحة بالدخول
كثيرين كانوا، وبسحناتٍ جادّة
قاومتُ من جهتي
ثم استسلمتُ في النهاية (كلّنا نتصرّف هكذا)
حملوني على أكتافهم
وساروا بي في طريقٍ متربة
لاشك أنّ أحدهم عنّفني
كأن يتعثّر في حجرة
أو يرفع النعش بباطن كفّه إلى الأعلى
دفنوني في ساحلٍ مقفر
وعادوا برؤوسٍ خفيضة
أتخيّل أن يحدث هذا
حين أنام ولا أجد ما أحلم به
حين أضجر وأركض مع الريح
بخطواتٍ معوجّة وعينين مطفأتين
مثل بورخيس
وحين أمشي مع الإشاعة كتفاً بكتف
لكن لا أحد يتألم لسقوط غصنٍ
غير الشجرة والغابة.
٭ شاعر مغربي
حسن بولهويشات