«أنقذوا البقية» حملة للمطالبة بالكشف عن مصير المعتقلين السوريين في سجون النظام

حجم الخط
1

انطاكيا ـ «القدس العربي» أطلق ناشطون سوريون حملة «أنقذوا البقية» للإفراج عن المعتقلين في سجون النظام السوري، حيث امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي منشورات ضمن سياق الحملة، تدعو للإفراج عن المعتقلين مع نشر قصصهم وصورهم، مذكرة بمن استشهد منهم تحت التعذيب، ومن لا زال معتقلاً أو مجهول المصير.
وشارك في هذه الحملة ناشطون من مختلف البلدان التي يقيم بها سوريون في تركيا وبيروت وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، حيث قام المعتصمون هناك بنشر صور للمعتقلين الذين اعتقلوا منذ بداية الثورة، كما قاموا بعروض تمثيلية تشي بكم الأفواه وأساليب التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون ورفعوا لافتات تطالب بجميع المعتقلين من مثل «بدنا ياهم، بدنا الكل»، «نطالب بالإفراج عن كافة المعتقلين»، «إلى المعتقلين الذين عملوا من أجل سورية ديمقراطية مدنية بانتظاركم على درب الحرية».
وكان اعتصم في بيروت ما لا يقل عن ثلاثمئة شخص معظمهم ممن كان معتقلاً أو له قريب معتقل بحسب الناشطة المعتقلة السابقة «شام»، التي بينت أن قضية المعتقلين يجب أن تكون في أولويات القضايا، ويجب أن توليها المنظمات الحقوقية والإنسانية الاهتمام.
وصرح ناطق باسم مركز توثيق الانتهاكات وأحد القائمين على هذه الحملة بسام الأحمد، أن هذه الفكرة هي إعادة تسليط الضوء على هذه القضية التي لا يمكن لأحد أن ينساها، مبررا سبب اختيار هذا الوقت تحديداً للقيام بهذه الحملة بقرب انعقاد مؤتمر روسيا، حيث من الممكن أن تضغط هذه الحملة على المجتمع الدولي لفعل أي شيء لإنقاذ المعتقلين.
وحول أهم أهداف الحملة، يتحدث الأحمد أن مهامها الأساسية تتركز في التواصل مع المنظمات الحقوقية والمعنية بحقوق الإنسان وقضايا المعتقلين، إضافة إلى مكاتب الأمم المتحدة منها «منظمة العفو الدولية» و«هيومن راتس ووتش» و«الشبكة الأورمتوسطية لحقوق الإنسان»، وغيرها من المنظمات الإنسانية. ويشير الأحمد إلى أن الإحصائيات والتقديرات الأخيرة لأعداد المعتقلين تشير إلى أرقام مرعبة، حيث قدر عدد المعتقلين حتى الآن 200 ألف معتقل ما لايقل عن 15 ألفاً منهم قضوا تحت التعذيب في سجون النظام، وهنالك ما لايقل عن 1500 طفل وطفلة تعرضوا للاعتقال التعسفي وما لايقل عن 1700 امرأة.
وأضاف الأحمد أن المطالبة بالمعتقلين لا تشمل فقط المعتقلين لدى سجون النظام، بل هذه الحملة تطالب الإفراج عن المعتقلين لدى الكتائب التي تدعي الانتماء للثورة والمعتقلين لدى «داعش».
وكان بسام الأحمد قد تعرض سابقاً للاعتقال من قبل جهاز المخابرات الجوية والفرقة الرابعة، وتعرض للتعذيب الوحشي الشديد، لكنه ومع ذلك يقول إن ذلك لا يساوي شيئاً من الفظاعات التي نسمعها يومياً عن قصص المعتقلين.
أما المدون «أحمد أبو الخير» أحد المشاركين في هذه الحملة وأخ لشهيدين قضيا تحت التعذيب، فقد صرح عن أهمية هذه الحملة، مشيراً إلى أن هذا النوع من الحملات يشكل أسلوب ضغط إعلامي على النظام وأتباعه، ومع أن الكثيرين قد يراودهم الشك عن احتمالية نجاح هذه الحملات أم لا، لكنها على الأقل تخفف عنا أسرنا وعجزنا أمامهم.
وبين أن قضية المعتقلين هي القضية التي لايمكن للنظام أن يراوغ من خلالها أمام المجتمع الدولي، فما هو تبرير قتل نفوس بريئة معتقلة تحت التعذيب.
وكان أبو الخير قد سخر صفحته على الفيسبوك لنشر قصص المعتقلين بشكل مكثف ومن قضى منهم تحت التعذيب أو من لا زال مختفياً فترة طويلة عن أهله، وأوضح أبو الخير أن ذكر قصص الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب يوضح صورة الثورة أو بعضاً منها، لماذا قام الناس بثورة ضد هذا النظام؟ مما يترك أثراً كبيراً وقضية وجدانية لدى الناس لايمكن إلا أن يتعاطفوا معها.
كما بين أبو الخير أن هذه الحملة ستستمر حتى شباط/فبراير وستتضمن أيضاً وقفات أمام السفارات للمطالبة بالمعتقلين.
«أنا المعتقل أنا المعتقلة.. هذه قصتي في سجون النظام»، عنوان صفحة على موقع «فيسبوك» لنشر قصص المعتقلين والتحذير من أساليب ابتزاز أهاليهم، سواء عن طريق التقرب من أهالي المعتقلين والتضامن معهم، أو عن طريق النشر في صفحاتهم أخبار المعتقلين ليوحوا للمتابعين أنهم أصحاب قضية وفي بعض الأوقات يكونون مجرد شبيحة أو مبتزين، أو يلجأون لكسب ثقة الأهالي والمعارف وأخذ المعلومات عن المعتقل والإدلاء بها للأفرع الأمنية، وأحياناً يتم الابتزاز عن طريق الاتصال بهم بالهاتف ودفع مبالغ نقدية تتراوح قيمتها بين 500 ألف ليرة سورية إلى 5 ملايين ليرة سورية.
وتمتلئ الصفحة بعشرات القصص لمعتقلين يتحدث عنها أصدقاؤهم عن أب باتت رؤيته لأولاده حلماً، وعن طالب جامعي ترك مقعده فارغاً بــــين زملائــه، وعن آخرين سلمت الأجهزة الأمنية هوياتهم على أنهم استشهدوا تحت التعذيب وهم لا زالوا أحياء وكل ذلك بغية ابتزاز هؤلاء الأهالي.
«لا أذكر التاريخ الذي اعتقلت به، لا أذكر السنة، ولا اليوم، ولا الشهر، نسيت حتى بأي فرع كنت، تحولت لرقم، أنت الآن رقم نازح، وهو رقم معتقل، وذاك رقم لاجئ، وآخر رقم شهيد، وحتى لا نتحول جميعاً إلى أرقام دعونا نطالب بهم، اكتبوا واشعروا وطالبوا بهم لننسى الأرقام يوماً»، هكذا تختم شام مذكرات اعتقالها على صفحتها، فمتى تنتهي لعبة الأرقام في سوريا؟.

يمنى الدمشقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    متى ينتهي عصر الاعتقال بالوطن العربي والاسلامي
    فكل من عارض سياسة الحاكم مصيره الاعتقال
    ودائما توجد بالمعتقلات شتى أنواع التعذيب

    انتهى عصر الاعتقالات بمصر أيام مرسي لترجع بعد انقلاب السيسي

    ولا حول ولا قوة الا بالله

اشترك في قائمتنا البريدية