اغتيال الكاتب ناهض حتر في عمان بعد 24 ساعة من تعيين أردني على رأس هرم تنظيم «الدولة»

حجم الخط
10

عمان – «القدس العربي» من بسام البدارين: مشكلتان برزتا مجددا على السطح بمجرد دخول الأردن برمته على خط القلق بعد أول عملية اغتيال يبدو أنها «منظمة» تطال كاتبا صحافيا بارزا وهو ما يحصل لأول مرة في تاريخ المملكة المعاصر.
الأولى تتعلق بأن الكاتب اليساري وحليف النظام السوري ناهض حتر وقبل مقتله بدقائق فقط بسبع رصاصات مباغتة، كان في زيارة عادية كمراجع لقصر العدل حيث مجمع محاكم العاصمة عمان .
معنى ذلك أن الرجل كان «مرصودا» وأن اغتياله قد لا يكون على خلفية تأثر القاتل فقط بالتهم التي وجهت للمغدور بعنوان الإساءة للذات الإلهية، بل أقرب لصيغة «عملية» من المرجح أن فيها أطرافا أخرى، وقد توحي ببصمات تنظيم «الدولة الإسلامية».
المشكلة الثانية تتمثل في التقصير الرسمي الذي رافق المشهد، فقد طارد الجاني بعدما أطلق سبع رصاصات بدم بارد بعض المواطنين، وبينهم نجل المغدور رغم وجود حراسة أمنية مكثفة في محيط قصر العدل. الكاتب الحليف للنظام السوري ناهض حتر قتل صباح أمس الأحد وهو يرافق ولديه على واجهة قصر العدل، ولم يكن حسب معلومات «القدس العربي» بصدد المثول في جلسة لها علاقة بالقضية التي أقامها ضده باسم الحق العام رئيس الوزراء هاني الملقي، ووزير الداخلية سلامه حماد.
ظروف مقتل الكاتب المعروف بسجالاته الإشكالية ما زالت غامضة، والسلطات حظرت النشر للسيطرة على إيقاع التحقيق، وسط حالة عاصفة من الاستياء الشعبي ودعوات مكثفة لاحتواء أي طابع «طائفي» للحادثة، على أساس أن ناهض حتر لم يقتل لأنه مسيحي بل كان يمكن لأي مسلم في موقعه أن يقتل.
وكان حتر قد أوقف لشهرين في السجن على ذمة التحقيق بتهمتي الإساءة للذات الإلهية والترويج للفتنة، وبمذكرة وقعها الوزير حماد ورئيس الحكومة، وبعد إعادة نشره لرسم كاريكاتور اعتبر مسيئا للإسلام.
حسب طبيب الموقع فارق حتر الحياة فورا، وعائلته تحشدت في مسقط رأسه في مدينة الفحيص مطالبة بإقالة الملقي والوزير حماد، فيما أدانت الحكومة الجريمة النكراء، وكذلك فعل حزب جبهة العمل الإسلامي، فيما كان مصدر أمني مطلع قد أبلغ «القدس العربي» بأن اغتيال حتر رسالة ليست للمسيحيين في الأردن بل للدولة الأردنية نفسها، مصرا على أن الاغتيال يحمل بصمات من هاجموا مقر مخابرات البقعة ومعسكر الركبان.
وهي إشارة لاحتمال ان يكون القاتل وهو إمام مسجد في الخمسين من عمره «ذئبا منفردا» يتبع جهات مرجعية في تنظيم «الدولة»، ضمن عملية تبرز بعد 24 ساعة فقط من تعيين الأردني عمر زيدان رئيسا لمجلس شورى مجاهدي تنظيم «الدولة».
السلطات تتكتم رسميا وتفترض كل السيناريوهات، لكن حجم الاستياء الشعبي يعد غير مسبوق خصوصا وأن حتر قتل بعد ليلة انشغل فيها الأردنيون بمقتل فتاة (18 سنة) برصاصة انتخابية مفرطة في الفرح، بعد إطلاق النار من سلاح أقاربها احتفالا بفوز عمها يحيى السعود في الانتخابات شرقي عمان العاصمة .
يوم الأردن «الدامي» بامتياز لا يمنع الاسترسال في السياق الدستوري بعد الانتخابات، فقد وضعت حكومة الرئيس الملقي استقالتها بين يدي الملك عبدالله الثاني تعاملا مع العرف المتبع في حال ولادة برلمان جديد .
الملك قبل استقالة الوزارة كلف الملقي فوراً بتشكيل حكومة جديدة حسما للخيارات في هذا الصدد، ومصادر الرئاسة تفيد بأن الملقي باشر فورا مشاوراته اعتبارا من مساء الأحد مع أركان البرلمان الجديد لتقديم فريقه الوزاري منتصف الأسبوع الحالي على إيقاع اجتماعات صاخبة وتصعيدية في مدينة الفحيص ذات الأغلبية المسيحية، احتجاجا على مقتل الكاتب حتر.

اغتيال الكاتب ناهض حتر في عمان بعد 24 ساعة من تعيين أردني على رأس هرم تنظيم «الدولة»
استقالة حكومة الملقي وإعادة تكليفه على إيقاع توتر صاخب للمسيحيين في الفحيص

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    القضاء الأردني وحده من يتحمل وزر هذه الجريمة
    كيف يطلق سراح شخص أساء للذات الإلهية ؟ هل كان سيطلق سراحه لو أساء للذات الملكية ؟
    للأسف أن في بلاد الإسلام تكون الذات الملكية والذات الأميرية والذات الرئاسية أهم من الذات الإلهية والذات النبوية والذات الصحبوية !
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول ناديا:

    قال السيد المسيح له كل المجد سياتي يوم يظن ان من يقتلكم يقدم خدمة الى الله . اخطا هذا المضلل بفعلته البشعة هذه وسيمثل هذا القاتل التعيس امام خالق هذا الشهيد شهيد الكلمة والموقف والمبدا الثابت الذي قد نختلف معه فيه . رحم الله الشهيد الذي واجهه الموت عام 1996 ولم يجبن كالقتلة المتخفين في جنح الظلام آنذاك .

  3. يقول سمير النبر - الاردن:

    الاردنيون يشجبون القتل والعداله هي الحكم .. القتيل اساء للدين الاسلامي مما كان هدف استغله الاعداء لاغتياله لاثارة فتنه ، والان يقولون عنه شهيد وطن ،، هل حرر القدس وحمل البندقية ؟

  4. يقول السوري الثائر:

    استنكر أي جريمة مهما كانت وبحق أي انسان كان

    وبنفس الوقت استنكر بث الفتن وزرع التفرقة وتجيّش الأحقاد ، وأن هذا الأمر لا يصدر إلا عن شخص أقل ما يقال عنه ساذج التفكير وأشد ما يقال عنه أنه مفسد في الأرض

  5. يقول ابو راشد:

    الكاتب الذي نسال الله له الرحمة فارق الحياة نعما كان مشاكسا و صلدا و صاحب فكر مزاجي و له قناعات لا بد من احترامها حاله حال اي مواطن عنده قناعات معينة
    ولكن ان نحمل الدولة وزر مقتله لا اظن ذلك من الانصاف و ليس من الانصاف ان يعين له حراسة بعد ان خرج من السجن وحتى و لو بقي في السجن كان سيفارق الحياة بسسب اخر و عندها لكانت الطامة اكبر لان الحديث حينها سيكون عن تصفية الرجل

    ولكن ان ينصب شخص موتور سواء كان مسلم او غير مسلم لاقامة الحد و الحكم على المرحوم الكاتب ناهض فهذا لا يجوز اطلاقا
    ولا يجوز ان نحول مسار الحدث فتنة طائفية او او او
    الكاتب الى رحمة الله و الذي قتل الكاتب يحاسب و بدون عقد عشرات الجلسات و ينفذ الحكم في مكان عام حتى يعتبر القاصي و الداني
    المرحوم حتر قتل بدم بارد و امام قصر العدل و هذا تعدي على سيادة الدولة و على حقوق المرحوم الانسانية
    الاسلام لا يدعوا الى القتل بهذه الطريقة البشعة الرخيصة التى تدل على التطرف و الياس و الافلاس في ايجاد ردود
    اساء المرحوم بنشر شيء معين ولكن اعتذر و سلم نفسه للقضاء و خضع لقانون الدولة
    انتهى اجله و قتل نسال الله ان يرحمه ولكن لا بد من القصاص من القاتل ولا داعي ان نقول القاتل مسلم او مسيحي او اوا اوا وا
    هو قاتل و هذا التعريف الوحيد الذي يستحقه و لا شيء سواه

    رحم الله الكاتب ناهض حتر و الهم اهله و ذويه الصبر و السلوان
    وحمى الله بلدنا و سائر بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها و ما بطن
    و القصاص لكل من تسول له نفسه ازهاق روح بغير وجه حق وان كان مذنب و القضاء صاحب الفصل في الشؤون القانوية.

    1. يقول عبدالسلام محمد- الاردن:

      من غير المعقول أن نفصل المنطق بطريقتنا الخاصة أخ ابو راشد، في أي نظام سياسي وإجتماعي في هذا العالم، يوجد ثوابت لا يتجاوزها أحد، للأسف، في بلادنا المضطربة، أصبح تجاوز هذه الثوابت، عادة يومية. أنا مثلك ضد القتل، وضد من ينتهك القانون، ولكنني قبل ذلك ضد من ينتهك الثوابت. هذا الكاتب إنتهك الثوابت الأخلاقية، والدينية، والوطنية، وناصر أعداء الوطن، وأعداء البشرية (الأسد وملالي طهران)، ولم يلتزم بأدنى معايير الأخلاق، وأستغرب كيف يطلق عليه أسم كاتب، وفي كتاباته لا يمثل إلا الأجرام. الجهات الأمنية أخطئت بالأفراج عنه، لأن نتيجة أعماله وللأسف كانت معروفة في عالمنا المضطرب.

  6. يقول يونس:

    أوغل أدعياء التدين (وليس الدين) في دماء الناس كثيرا وذهبوا بالجريمه إلى أقصى مدياتها.
    يجب محاسبتهم حسابا عسـيرا وكل من يحاول إلغاء تهمة الجريمه عنهم أو التخفيف من وقعها.

  7. يقول ابن الشيخ مصطفى من فلسطين:

    هل قتل الشهيد حتر لانه اساء الى الذات الالهيه ام قتل لانه نشر كاريكاتير يستهزئ بمن يكذبون ويجرمون ويتصرفون على اساس انهم هم الله؟

    واذا كان حكم القتل منصوص عليه فى الشريعه الاسلاميه لمن يرتكب فعلا كفعل الشهيد حتر فما بال رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام لم ينفذ حكم القتل فى ابى لهب وقد فعل ابو لهب افعالا وقال اقوالا فى الذات الالهية وفى رسول الله اشد فتكا بالاسلام والمسلمين مما فعله الشهيد حتر.

    وما بال حماة الدين والعقيده والمدافعين عن الله لا يقتلون كل من يشتم رب العالمين ويسب الدين فى الشوارع والمقاهى!

  8. يقول عبدالسلام عبيدات-الأردن:

    الرحمة لناهض حتر و لأهله الصبر و السلوان، و اما القتلة فإلى جهنم و بءس المصير

  9. يقول عليان//الأردن:

    هذه مشيئة الله ان تنتهي حياة حتر هكذا والحكم العدل للقاتل والمقتول يوم الحساب…..

اشترك في قائمتنا البريدية