ريف دمشق ـ «القدس العربي»: في عملية اكتنفها الغموض قام ملثمون باغتيال الشيخ عبد العزيز أبو أحمد عيون الملقب «أبو شجاع الأزهري» على أحد طرق مسرابا في غوطة دمشق، بعد أن أفرغوا حوالي 15 طلقة في جسده، وتأكدوا من مقتله ثم لاذوا بالفرار على دراجة نارية، وكان الشيخ في طريقه إلى حضور اجتماع يتمحور حول مشكلة المعابر، وأفاد شهود عيان أن العملية تمت بإطلاق الرصاص من سلاح كلاشينكوف من قبل شخصين كانا يستقلان دراجة نارية ويلاحقان الشيخ عبد العزيز، وبعد فقدان الشيخ للسيطرة على السيارة إثر إصابته ترجل الملثمان للتأكد من موته ومـن ثـم لاذا بالـفرار.
وبينما قامت عناصر من الشرطة بالتحقيق في مكان الحادث قامت حشود من أهالي الغوطة، بينهم قادة عسكريون على رأسهم زهران علوش قائد «جيش الاسلام»، بتشييع الشيـخ عبدالعـزيز في مدـينة دومـا مسـقط رأسـه.
وللشيخ عبدالعزيز مكانة مميزة لدى أهالي الغوطة لما له من أياد بيضاء ومواقف امتازت بالحكمة والحيادية، وساعدت في عديد المرات على تجنب أزمات كبرى عبر مساهمته في فض الخلافات، وكانت آخر وساطاته العمل على تسوية الخلاف الذي نشب بين «جبهة النصرة» و«فيلق الرحمن» بسبب المعابر، وهو حامل لشهادة جامعة الأزهر وعدد من الشهادات الأخرى، حسبما أفاد الناشط حسان تقي الدين من الغوطة الشرقية في حديث خاص لـ «القدس العربي» والذي أضاف أن الشيخ عبدالعزيز من مؤسسي القضاء الموحد في الغوطة الشرقية، ومن أبرز الشخصيات الدينية فيها وشغل منصب القاضي العام في الغوطة الشرقية عند تأسيس القضاء، ثم تركه بعد فترة من توليه المنصب منذ قرابة العام بسـبب المشـاكل حول القضاء في الغوطة وعدم التزام الجميع بأحـكامه، وهو السبب نفـسه الذي دفع القاضي الثاني أبو خالد طفور للاستقالة من منصبة قبل تعيين الشيخ زين العابـدين عبدالـله مؤخـرا.
ونقل حسان عن قائد الشرطة في دوما قوله أن التحقيقات جارية حول عملية الاغتيال، والذي استبعد بدوره ضلوع «تنظيم الدولة» في العملية بسبب اختلاف الأسلوب المتبع في عمليات التنظيم والتي تستخدم فيها العبوات الناسفة واللواصق والعمليات الانتحارية، وأكد «تقي الدين» أن لا عداوة للشيخ مع أي فصيل في الغوطة، وهو على الحياد تماما مع الجميع، ولدى سؤاله عن الجهة المستفيدة من العملية قال تقي الدين ان احتمال تورط النظام وارد جدا لأنه أكبر المستفيدين من بقاء مشاكل الغوطة بلا حلول، ولم يستبعد تقي الدين وجود خلايا نائمة للنظام في الغوطة، مشيرا إلى أن الشيخ عبد العزيز كان بمفردة أثناء الحادث ومن دون حراسة أمنية على اعتبار أنه لا يشغل أي منصب رسمي، وكان في طريقه لحضور اجتماع لتشكيل لجنة «نصرة المظلومين» والتي تعمل على الضغط على الفصائل العسكرية لتسليم إدارة المعابر للهيئات المدنية، وبالتالي التخلص من قضية المعابر الشائكة.
وسجلت في الفترة الأخيرة سلسلة من عمليات الاغتيال الفاشلة والناجحة في الغوطة الشرقية بدأت باغتيال الناشط السياسي عدنان فليطاني، ثم اغتيال أحد قادة «جيش الأمة» المنحل أبو عمار خبية، ثم محاولة لاغتيال أبو النصر شمير قائد «فيلق الرحمن» والتي قام بها تنظيم الدولة عبر تفجير أحد عناصر التنظيم لنفسه عند مرور الموكب الذي كان يستقله، والذي أدى إلى إصابة الشيخ أبو ثابت الخرقي أحد أبرز شيوخ الغوطة ومن ثم وفاته نتيجة هذه الإصابة، ثم محاولة لاغتيال أبو النور مسرابا أحد قادة «جيش الإسلام»، تلتها عملية اغتيال أبو محمد عدس أحد قادة «جيش الإسلام» ومسؤول تأمين المنشقين فيه، رفقة نائبه، وبعد تنفيذ العملية بساعات نشر على صفحات التواصل الاجتماعي بيان تبنى فيه «تنظيم الدولة» عملية اغتيال الشيخ عبد العزيز، لكن سرعان ما تم نفي البيان واكتشاف أنه مزور، لتبقى عمليات الاغتيال في الغوطة غامضة الملابسات ومجهولة الفاعلين بسبب ضعف الإمكانيات وتشابك الأحداث والمعطيات.
أحمد الدمشقي
ولماذا لم يكن الشيخ رحمه الله مسلحا ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله
نظام لغة الحوار الوحيدة والتي لا يجيد سواها مع الطرف الاخر او حتى المحادي والذي ليس في معسكره فهو عدو يجب ان لا يبقى على قيد الحياة اذا استطاعوا اليه سبيلا .بهذا النمط من الارهاب والترويع حكموا سوريا طيلة هذه المدة وبغطاء امريكي عريض