«التحريفيون الايرانيون» ممنوعون من الصرف!

في اشارة صريحة هي الاولى من نوعها منذ قيام الثورة الاسلامية في العام 1979م حذر الرجل الاول في ايران الامام السيد علي خامنئي من خطر ظهور وتبلور ظاهرة «التحريفية الايرانية» اذا ما استحضرنا تاريخ الاتحاد السوفياتي السابق والتحريفية السوفياتية، مع الفارق البتة …
هي النقطة الاهم والابرز بلا شك او ترديد، فيما ورد في خطابه بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لرحيل مؤسس الثورة الاسلامية وقائدها الاول الامام روح الله الموسوي الخميني، والتي ينبغي التوقف عندها طويلا من الآن فصاعدا…
«لقد ظل الامام الراحل حتى اللحظة الاخيرة من حياته يعتبر امريكا هي الشيطان الاكبر …. ومعلوم عندما يكون طرفك المقابل شيطانا كيف يجب عليك التعاطي معه !؟ «…..
قد تكون هذه العبارة هي الاهم سياسيا فيما ورد من ادبيات في خطاب الرجل الاول في ايران، وهو يقرأ على كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في بلاده صورة مجملة عن تقديره للموقف السياسي في ظل الظروف الاقليمية والدولية العاصفة ….
خامنئي الذي بدا عليه اختياره الدقيق لكل كلمة كان يقولها والتي كان يعود فيها الى نصوص للامام المؤسس فيما ذهب اليه، وتوصيته لمن يريد ان يدلو بدلوه بالعودة الى ادبيات الفقيد الراحل، عرض بالشرح والتفصيل لسبع نقاط اساسية اعتبرها بمثابة نماذج اساسية لنقاط الانعطاف والفصل بين من يريد المضي على طريق الثورة او من يخطط للمسيرة التحريفية، الا وهي :
1 – اتباع الاسلام المحمدي الاصيل بدلا من الاسلام الامريكي بشقيه الليبرالي الغربي او المتحجر المروج له من قبل فقهاء السلاطين، واللذين اعتبرهما وجهين لعملة واحدة تنتعشان تحت الخيمة الامريكية …
2 – اعتماد مقولة التوكل على الله واعتماد الوعد الصادق له وعدم الاتكاء او الثقة او حسن الظن بالقوى الغربية ومنها امريكا …
مذكرا بوعود ريغان وآخرين لايران …. بمليارات من الدولارات واغراءات كثيرة لم يعر لها الامام الراحل اي اهتمام ….
3 – اعتماد مقولة الثقة بالناس وارادتهم وقوتهم … ومخالفته لاسلوب تركيز القوة بيد الحكومة او السلطة، مطالبا المسؤولين بحسن الظن بالناس وخياراتهم.
مذكرا بالسنوات العشر من حكم الامام المؤسس بينها 8 سنوات من الحرب العالمية المفتوحة على البلاد والتي لم تدفعه لا الى اعلان حالة الطوارئ ولا تعطيل الانتخابات ولو لمرة واحدة، بل ولا تأجيل مواعيدها ولا ليوم واحد ….
ما يعني ضرورة احترام القيادة لخيارات الناس وانتخابهم … واعتبارهم ولي نعمة المسؤولين وليس مجرد رعايا مذكرا بقول القائد المؤسس بانه كان يفضل ويتمنى ان يخاطب بخادم الناس وليس زعيمهم …!
4 – اعتماد مقولة الميل والاهتمام بالعامة من الناس واتخاذ الموقف لصالح المحرومين والفقراء من العامة … ومكافحة ظاهرة المترفين وارباب الثروة ومحاربة مقولة انعدام المساواة في النظرة الى الناس … والابتعاد عنهم من خلال العيش في القصور … «وسكنتم مساكن الذين ظلموا» …
وبالتالي مقابل ذلك حسن الظن بالطبقات الفقيرة والمحرومة والاتكال على سكان الاكواخ … واعتبارها هي الطبقات الوفية لمبادئ الثورة، وان الاهتمام بها هو الضمانة لقيام العدل والقسط بين الناس ….
5 – اعتماد مقولة الوقوف بصراحة ضد الهيمنة الاجنبية وعدم الوقوف موقف الحياد منهم بقوة ناهيك عن الركون اليهم … نعم ضد المستكبرين ومع المستضعفين بدون اي مجاملة، ومقارعة الاستكبار والشيطان الاكبر … وهو ما يعني الكثير الكثير، اي عدم الاستسلام لامريكا او التصالح معها … ومواجهتها في كل الميادين، فامريكا هي من اسست لحكم الشاه ودعمت سلطته الشاهنشاهية.
وبقايا وورثة امريكا هم من ظلوا يسعون حثيثا لاعادة امريكا ونفوذها مجددا الى الداخل الايراني، لذلك كانت فلسطين قضيتنا الاولى بعد الانتصار والتي يجب أن تظل كذلك الى الابد ولا يحق لاحد اخراجها من اجندتنا مطلقا …
6 – اعتماد مقولة الاستقلال ورفض التبعية للخارج باي شكل من الاشكال ذلك لان استقلال القرار السيادي يساوي حرية الامة والشعب والوطن والدولة الوطنية.
7 – اعتماد مبدأ الدفاع عن الوحدة الوطنية بقوة وثبات … ورفض التفرقة والتشتت والشقاق والانقسام …
اليوم الامريكيون يراهنون على هذا الموضوع … وعلى كل المستويات، احداث الشقاق بين السنة والشيعة … وشق صفوف الشعب من خلال تحريك الاثنيات والاعراق. وهو ما وكلوا للقيام به خدمهم من الدرجة الثانية من قوى الرجعية في المنطقة، الذين منهم من يتحدث عن الهلال الشيعي، ومنهم من يدعم التكفيريين وفقهاء السلاطين من اتباع واشنطن او لندن او غيرهما من عواصم الغرب الهيمني المستكبر …
خامنئي الذي اجمل مصاديق التحرر من اخطار «التحريفية الايرانية « و» التحريفيين الايرانيين» من خلال اللجوء الى المبادئ الثورية الخمينية الآنفة الذكر كان حازما وجازما في الختام بانه ومعه الشعب الايراني لديهم المناعة الكافية تجاه مثل هذا الخطر، لكنه لم ينس ان ينبه مع ذلك بقوة الى وجود البعض ممن لا تزال تراوده نفسه بتحريف شخصية الامام الراحل ومدرسته الفكرية والسياسية، مما دفعه لاعادة التأكيد مجددا على خطر هؤلاء بالقول: ان العدو يريد العودة الى التسلط على بلدنا، ومنعنا من دعم واسناد حركات التحرر في فلسطين ولبنان وسائر المستضعفين، وهذا ما لن يكون لهم بتاتا باذن الله …
٭ كاتب من ايران

محمد صادق الحسيني

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الحريزي الإدريسي - المغرب الكبير:

    تصدير الثورة عبر تصدير مشاكل إيران الداخلية لن يحل مشكلة من سيخلف خامنئي ، فهناك طريقان لا ثالث لهما أمام النظام الإسلامي الخميني: دولة عسكرية على شاكلة باكستان يقودها الحرس الثوري أو دولة قومية فارسية على شاكلة الكيان الصهيوني يقودها أيضا الحرس الثوري.

  2. يقول عربي حر:

    – من ساند الإستكبار الأمريكي و سهل له إحتلال أفغانستان ؟
    – من نسق مع الأمريكيين في إحتلال العراق ؟
    – أليست حكومة بغداد الطائفية تحظى برضى الأمريكيين ؟
    – ألم تساند أمريكا بالطائرات والتدريب والسلاح ما يسمى بالجيش العراقي والأحزاب الطائفية المساندة له ؟
    – ألم يتعاون نظام بشار الحليف لكم إستخباراتيا مع أمريكا ؟

  3. يقول خليل ابورزق:

    المهم الافعال لا الاقوال.

    للاسف فقد انزلقت ايران الى التحالف مع اقليات في العراق و سوريا و اليمن على اساس طائفي عمقت الهوة وافقدت ايران و ثورتها مكانتها في نفوس العرب عموما.

    عندما قامت الثورة في ايران كان عنوانها الاسلام و عندما اخذت الطابع الطائفي فلم تخسر الاغلبية المسلمة فقط بل اكتسبت عداوتها. و العلاج هو في العودة الى الاسلام العام. اسلام ما فوق المذاهب.

    الخطوة الفورية التي لو اتخذتها ايران لاستعادت مكانتها في نفوس العرب و المسلمين غداة الثورة، هي الوقوف صراحة مع الحق والعدل مع المسلمين في كل مكان بغض النظر عن المذاهب. و شجب الطغيان و الفساد و الجهل مهما كان مصدره.

  4. يقول احمد علي-فلسطين:

    الامام علي خامنئي رجل تحتاجه الامه ولو كان في مجتمعنا السني رجل بمثل وعيه وفكره لتغير عالمنا الاسلامي ولما راينا المصائب والنوائب من كل حدب وصوب . كل الاحترام

  5. يقول سلام الجزائر:

    الى أحمد علي من فلسطين….
    الدليل على ما تقول هو ما يتعرض له أهل السنة في العراق..القتل على الهوية.

اشترك في قائمتنا البريدية