التضييق على الناشطين الإعلاميين ظاهرة تزداد في غوطة دمشق الشرقية وآخرها اختطاف مدير مكتب دمشق الإعلامي

حجم الخط
1

ريف دمشق ـ «القدس العربي»: أطلق «فيلق الرحمن» التابع للقيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية، قبيل ساعات فقط سراح مدير مكتب دمشق الإعلامي «أبو عمر» ومن معه عقب اعتقالهم لعدة أيام في سجونهم من دون معرفة أسباب الاعتقال، كما أن ناشطي فيلق الرحمن كانوا قد نفوا نفيا قاطعا احتجاز «أبو عمر» لديهم، مؤكدين أنه لا تواجد له ومن معه في سجونهم، إلا أن الفيلق قام بإطلاق سراحهم بحسب ما أكده ناشطو مكتب دمشق الإعلامي.
ظواهر التضييق والاعتقال القسري بحق الناشطين الإعلاميين المستقلين ازدادت في الآونة الأخيرة من قبل التشكيلات العسكرية التابعة للمعارضة السورية في غوطة دمشق الشرقية، لتشهد الغوطة خلال أسبوع واحد حالتين مختلفتين، كان آخرها اختطاف «مدير مكتب دمشق الإعلامي» قبل يومين على يد مجهولين في إحدى بلدات الغوطة الشرقية، ليبقى مصيره مجهولا إثر عدم تبني أي تشكيل عسكري لعملية الاعتقال.
عضو مكتب دمشق الإعلامي روز دالاتي أكدت لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معها، اختفاء «أبو عمر» مدير «مكتب دمشق الإعلامي» داخل الغوطة الشرقية، مرجحة اعتقاله بحسب شهادات شهود عيان في المنطقة، من دون معرفة من يقف وراء الحادثة، ووضحت أن «أبو عمر» الملقب بـ»عايف التنكة» هو إعلامي مستقل عن أي فصيل عسكري يتبع للمعارضة السورية في الغوطة الشرقية.
وأضافت، الاعتقالات والمضايقات في الغوطة الشرقية ازدادت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة من قبل العديد من فصائل المعارضة المسلحة، مشيرة إلى ان «أبو عمر» هو أحد الناشطين الدمشقيين، شارك في الحراك السلمي مطلع الثورة السورية في العاصمة السورية -دمشق، ومن ثم انتقل إلى النشاط الإعلامي داخل الغوطة الشرقية مستقرا فيها، كما أنه يحظى بشعبية جيدة في أوساط الثوار.
كما أصدر مكتب دمشق الإعلامي، بيانا رسميا استنكر من خلاله عملية اعتقال مديره وأحد مؤسسيه الأوائل «أبو عمر الصحافي» المعروف بـ «عايف التنكة» من قبل أحد الفصائل العسكرية العاملة في الغوطة الشرقية، ولأسباب ما تزال مجهولة، وطالب المكتب في بيانه بضرورة الإفراج الفوري عنه، متوجهين إلى أصحاب القرار سواء في القضاء الموحد والقيادة العسكرية أو لأصحاب الرأي والمشورة بالتدخل للكشف عن مصيره، وحمل «المكتب» الجهة المعتقلة لمديرها كامل المسؤولية عن سلامته.
وكانت قد طالت الحالة السابقة من مضايقة الإعلاميين في الغوطة الشرقية، مراسلة قناة «الجزيرة» الفضائية سمارة القوتلي التي اضطرت إلى تغير مكان إقامتها جراء مضايقات تعرضت لها من قبل «جيش الإسلام» أحد أكبر التشكيلات العسكرية في الغوطة الشرقية، إضافة إلى اعتقال والدتها بحسب ما أوردته قناة «الجزيرة» الفضائية.
ولكن جاء نفي «جيش الإسلام» سريعا حول الاتهامات التي وجهت إليه بما يخص قيامه بمضايقة القوتلي، وعقب الناطق العسكرية باسم «جيش الإسلام» النقيب «إسلام علوش» على ما أوردته قناة «الجزيرة» بالقول «لا صحة لتعرض مراسلة الجزيرة سمارة القوتلي لمضايقات من عناصر جيش الإسلام ولم نجبرها على تغيير إقامتها»، وذلك من خلال حسابه الرسمي في مواقع التواصل الاجتماعي.
في حين أصدرت قيادة الشرطة في الغوطة الشرقية قبل عدة أيام، بيانا أعلنت من خلاله مسؤوليتها عن اعتقال والدة القوتلي هيام سويدان، وطالبت قناة «الجزيرة» الفضائية بتوخي الحذر في نقل المعلومة من داخل الغوطة، التواصل مع الجهات المسؤولة بشكل مباشر.
الغوطة الشرقية كانت قد شهدت خلال الفترات السابقة للحادثتين الأخيرتين عدة عمليات متشابهة طالت العديد من الناشطين الإعلامين المنتشرين في الغوطة، وتنوعت معها الفصائل التي قامت بعمليات الاعتقال، لتتنوع مع كل عملية اعتقال أسباب ودوافع ذلك من قبل الفصيل العسكري الذي يقوم بها.

سلامي محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    الثورة السورية المباركة قامت من أجل الحرية والكرامة
    ولهذا فعلى جميع الفصائل احترام ما خرج الشعب من أجله على النظام

    ولا حول ولا قوة الا بالله

اشترك في قائمتنا البريدية