رام الله – قيس أبو سمرة: أحيا الثلاثي جبران، حفلين موسيقيين، في قصر رام الله الثقافي، في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، ذهب ريعهما للفلسطينيين في مخيم اليرموك، بحسب القائمين على الحفلين.
وقدم الأشقاء الثلاثة عرضين موسيقيين في الموقع ذاته، حيث لم تتسع قاعة قصر رام الله الثقافي للحضور، وقدموا مقطوعات موسيقية من ألحانهم من ألبومات «مجاز، ودندنة، وظل الكلام».
وقال سمير جبران أحد الإخوة على هامش الحفل: «صدحنا اليوم مع صوت الشاعر محمود درويش (الفلسطيني الراحل)، وقدمنا موسيقى لم تخل من المتعة». وتابع: «نحن اليوم نسد بعضا من ديون الحب التي منحنا إياها شعبنا»، مشيرا أن العمل «يأتي بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ويخصص ريعه للفلسطينيين في مخيم اليرموك».
وأضاف: «القاعة تتسع إلى ما يزيد عن 700 مقعد، وقدمنا اليوم حفلين، ستقدم هذه المبالغ لمخيم اليرموك». وكان بنك فلسطين أحد رعاة الحفل، قد أعلن في وقت سابق أنه سيضاعف المبلغ ويتبرع به إلى مخيم اليرموك، عبر «أونروا».
وخصص صندوق على مدخل القصر الثقافي للتبرع بمبالغ أخرى لصالح المخيم، فيما بيعت تذكرة حضور الحفل بـ70 شيقلا، (ما يعادل 18 دولارا).
وكان الثلاثي قد نظموا حفلا موسيقيا في مدينة القدس، سبقته حفلات في فرنسا وتركيا ولبنان وقطر، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كرم الثلاثي جبران خلال حضوره لحفل أقيم في إسطنبول، بحسب الثلاثي. ويخصص الثلاثي جبران ريع حفلاتهم للتبرع بها لطلبة فلسطينيين في بيروت وغزة، ولصالح مشاريع خيرية، وأخرى إغاثية كمخيم اليرموك، بحسب سمير جبران.
واستطرد بقوله «أبهرني اليوم حضور الحفل لأطفال وآبائهم، وحتى أجدادهم، هذا يشير أننا استطعنا أن نجد لونا فنيا تتفق عليه هذه الأجيال».
والثلاثي جبران فرقة عود موسيقية فلسطينية، من مدينة الناصرة (داخل إسرائيل)، تتألف من الإخوان سمير ووسام وعدنان، جميعهم يتقنون التأليف الموسيقي والعزف على آلة العود. واتخذ الثلاثي، باريس مكانا لإقامتهم ومنها ينتقلون ويجوبون العالم.
ويقول ناشطون إعلاميون في مخيم اليرموك إن طائرات حربية تابعة لجيش النظام السوري، تلقي بين الفينة والأخرى براميل متفجرة على المخيم، تتسبب في ازدياد سوء الأوضاع الإنسانية للاجئين.
وفي الأول من أبريل/نيسان الماضي، دخل مسلحو تنظيم «داعش» مخيم اليرموك (جنوبي العاصمة السورية دمشق)، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين تنظيم يتواجد في المخيم، يدعى «كتائب أكناف بيت المقدس».
وتقول مؤسسات أممية ودولية، إنها تقف عاجزة عن تقديم المساعدات لأهالي مخيم اليرموك (نحو 18 ألف)، في ظل استمرار الاشتباكات بين التنظيمات المسلّحة داخل المخيم.
وكان نصف مليون فلسطيني يعيشون في مخيم اليرموك قبل بدء الصراع السوري في 2011، وبعد أن تعرض للحصار منذ أكثر من عامين إضافة إلى «القصف اليومي»، فر ما لا يقل عن (185 ألفا) من أهالي المخيم بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى مناطق أخرى داخل سوريا، أو اللجوء إلى دول الجوار.
ودخل الصراع في سوريا عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.