عمان – «القدس العربي»: تواجه بعض الحرف اليدوية خطر الإنقراض في الأردن نتيجة للعديد من الصعوبات التي يواجهها أصحابها وأهمها نقص الرعاية المادية والمعنوية من الجهات المختصة ما حدا بأصحاب هذه الحرف إلى العزوف عنها نحو الصناعات الأخرى التجارية.
«القدس العربي» تلقي الضوء على حرفة صناعة العود والربابة من خلال هذا التحقيق.
البداية مع النحات نضال أبو زينة الذي قرر منذ حوالي عامين أن يحيي صناعة العود من جديد، في الوقت الذي خلت فيه الساحة المحلية من أي صنّاع لهذه الآلة الموسيقية.
وهو يعتبر صناعة العود هواية إلى جانب عمله في النحت الخشبي، إلا انها تبقى الأقرب إلى قلبه وروحه ويجد فيها ابداعه النحتي. يقول «يعتبر العود آلة موسيقية عربية ويصنّف من الآلات الوترية، وكلمة «عود» تعني العصا أو الخشب. وأشارت معظم المراجع التاريخية إلى ان أصلها يعود إلى العصر الآكدي 2350 – 2170 قبل الميلاد. من أهم ما يميز العود ان صوته يتحسن بمرور الوقت وكلما قدم العود وقدمت أخشابه كان صوته أكثر جودة، على ان يعزف بصورة مستمرة».
والبداية في صناعة العود تكون من خلال إختيار أنواع الأخشاب المناسبة، إذ يتميز عمل أبو زينة عن غيره بإعتماده على خشب شجرة الزيتون، الذي يبتعد عنه النحاتون لصعوبة التعامل معه، موضحا «بعد اختيار نوع الخشب المناسب يتم تشريحه إلى عدة شرائح طولية الشكل من خلال آلة صنع العود وسماكتها ما بين 2 إلى 3 ملم، ومن ثم صناعة صندوق الصوت، حيث نقوم بكيها على النار من أجل تطويعها وتشكيلها بالطريقة الدقيقة على شكل الصندوق، ويتم تجميعها على قالب العود المعد مسبقا ويترك عدة أيام حتى يجف تماما ومن بعدها نصنع يد العود ووجهه ونقوم بتركيب مفاتيحه في الخطوة الأخيرة».
ويضيف :»تصنع مفاتيح العود من خشب صلد مثل الأبنوس الأسود أو الجوز، بينما يصنع بيت المفاتيح ورقبة العود من الزان أو السيسم ويثبت على نهايته لبلاب لتثبيته وتقوية الزند وزيادة تحمله للإنحناء وعلو الأوتار. بينما يتكون وجه العود من خشب الجام الأبيض ويجب ان يكون خاليا من العقد والمسامير الخشبية وعروقه متقاربة، وكلما زاد عددها كان الوجه أجود وتحمل الجهد بشكل أفضل».
أما الأوتار التي توضع ضمن اللمسات الأخيرة، فتقسم إلى أنواع – بحسب أبو زينة – فمنها الرخيص ومنها المكلف جدا، إذ في القديم كانت تصنع من أمعاء القطط، بينما تصنع اليوم من الخيوط البلاستيكية وخيوط الحرير الملفوفة بأسلاك من النحاس. والأوتار في أغلبها تستورد من الصين أو أمريكا أو مصر. ويعتبر أبو زينة ان أهم وأصعب مراحل صنع العود هي صناعة صندوق العود، الذي يتطلب تقويس القطع الخشبية وتجميعها معا.
وصناعة العود التي لا تعد حرفة سهلة، بل تتطلب الكثير من الدقة والاحترافية لم يدخل أبو زينة مجالها إلا بعد قراءة مطولة لعدد من الأبحاث والدراسات حولها، وخاصة كيفية صنع العود العراقي الذي يتمتع بأكثر من خاصية تميزه عن غيره إلى جانب ان هذه الصناعة تتطلب دقة عالية في العمل وصبرا طويلا، كونها تحتاج مهارة يدوية لها الخبرة الكافية في التعامل مع الخشب. والصانع الناجح هو أيضا عازف جيد، يدرك قيمة الآلة الموسيقية التي يصنعها وهذا هو حال أبو زينة الذي يتأكد من جودة أعواده بالعزف عليها كخطوة أخيرة قبل ان يودعها يد صاحبها الجديد.
وحول الأسباب التي تدفع مثل هذه الحرف التقليدية والتراثية نحو الانقراض، يقول» قلة توفر المواد الخام من الأخشاب والأيدي العاملة المدربة أول هذه الأسباب إلى جانب انها غير مجدية ماديا، حيث يستغرق إتمام العود الواحد مدة شهر كامل ما بين التجميع واللمسات الأخيرة وقد لا يجد من يشتريه، لذلك أقوم بصناعة العود بناء على الطلب. كما ان الجهات المسؤولة ثقافيا سواء أمانة عمان أو الوزارة لا تمنح مثل هذه الحرف سوى المكان لإقامة المعارض دون ان تقدم التسويق والدعاية أو الدعم المادي».
وتتراوح أثمان العود ما بين الـ 40 و1700 دينار وذلك يعتمد على نوعية الخشب ودقة الصناعة، والعود العربي التقليدي يقسم إلى عدة أحجام القالب الصغير والمتوسط والكبير الذي يعتمد عليه الفنانون.
يسعى أبو زينة وهو عضو في جمعية الحرف التقليدية وجمعية النحاتين الأردنية من خلال عمله إلى إحياء العديد من الحرف التقليدية وأهمها تطعيم الصدف والرسم العجمي وشغل الموزاييك المطعم بالخشب. وأشار في نهاية حديثه إلى أهمية عقد دورات تدريبية للراغبين في العمل في مثل هذه الحرف ودعمهم من قبل الجهات الحكومية.
يذكر ان أبو زينة متخصص في الفن التشكيلي ونحت الخشب ومضى على خبرته فيها ما يزيد عن عشرين عاما، شارك في عدة معارض محلية ودولية وحصل على الجائزة البرونزية من
المجلس الأعلى للحرف العالمية الذي أقام مسابقة في مدينة نانتونغ في الصين 2014.
صنع آلة الربابة
وبالانتقال إلى صناعة آلة الربابة في الأردن لا بد من الحديث عن قصة ظهور هذه الآلة الموسيقية التي حملت التراث البدوي طوال عقود وأجيال، إذ تداولت الأجيال قصصا كثيرة حول اكتشاف الربابة إلا ان أقربها كانت قصة رجل وزوجته نشب بينهما خلاف اتهم فيه الزوج زوجته اتهاماً باطلاً وأدرك فيما بعد انه مخطئ، مما حدا بالزوجة للنزوح
لأهلها رافضة محاولات زوجها إسترجاعها حتى بلغ بها الأمر ان اشترطت للعودة «لن أعود حتى يتكلم العود» وهي تقصد عود الشجر أو الخشب.
احتار الرجل في أمرها فذهب لعجوز حكيمة من أهل قبيلته وقص عليها ما حدث فقالت له، الأمر بسيط، وطلبت منه احضار عود من «عوسج» نبات صحراوي وطلبت منه خرق رأس هذا العود من الأطراف وتركيب جلد «حوار» أي – ابن الناقة – ثم قامت بحشو هذا الجلد بأوراق نبتة «العرفج» كما جلب سبيباً من ذيل الخيل وجعلته في العود الذي خرقته ومن ثم عزف عليه وأسرع به إلى أهل زوجته وطلب مقابلتها ليثبت لها انه فعل المستحيل لإرضائها بأن جعل العود يتكلم وأنشد هذا البيت
يا بنت لا يعجبك صوت الربابة ……………
تراه جلد حويّرٍ فوق عيدان
«يقتصر صنع آلة الربابة في الأردن اليوم على القطع التذكارية المخصصة للسياح، وليس هناك طلب عليها لاستخدامها في الغناء» بهذه الكلمات استقبلنا اياد صقر في مشغله الكائن في وسط البلد، وهو آخر العاملين في هذا المجال، ونادرا ما يقوم بصنعها نتيجة الكثير من المشاكل والصعوبات التي تفرضها طبيعة هذه الحرفة، وأهمها ما تتطلبه من جهد كبير مقابل مردود مادي لا يذكر، إلى جانب تهديد الأمانة المستمر بإغلاق مشغله لمخالفة شروط الترخيص، وغيرها الكثير.
وفي حديثنا عن الربابة، يقول:»هي من الآلات الوترية، صاحبة الوتر الواحد الحزين، وكانت تستخدم قديما في عرض المطالب، حيث كان الشعراء يعرضون حاجاتهم من خلال أشعار تغنى على الربابة. فيما هي اليوم لم تعد سوى قطعة أثرية تعلق في البيوت».
ويدعى العزف على الربابة بالجرة وهناك أنواع منها، وهي جرة المسحوب وجرة الهجيني، على ألحان هذه الجرات كان يغنى الشعر الشعبي. والربابة آلة موسيقية معروفة في مناطق البادية الأردنية وشمال السعودية وسيناء المصرية وجنوب فلسطين وحوران أي أنها ارتبطت بالمناطق الصحراوية.
وحول سبب غياب مثل هذه الصناعات وأهم المشاكل التي يواجهها، يقول صقر:»يجبرونني ان أنقل مشغلي من وسط البلد، أي المكان الذي يعج بالسياح إلى المنطقة الصناعية الخاصة بإصلاح السيارات، فقط بسبب قوة الآليات المعدة لقص الخشب، وهذا ظلم». كما انه أيضا يوظف مجموعة من العاملات ولا يعقل ان يطلب منهن العمل في منطقة هي في الأغلب مخصصة للرجال وليست آمنة بالنسبة لهن «كما ان وزارة السياحة لا تقوم بدورها في تسويق مثل هذه الحرف، علما بأن معظم المشغولات تكون يدوية ومنجزة على أيدي حرفيين أردنيين لكن من دون أي رعاية لمثل هذه المهارات».
وأشار صقر إلى قانون الجمارك الذي يمنع دخول أي قطعة تحمل رموزا وعلامات أردنية إلى الأراضي الأردنية حتى لا تنافس الصناعة المحلية، إلا انها تصل وبكميات هائلة من الصين وتباع بأسعار رخيصة جدا. وهو يلقي بالعتب واللوم على أمانة عمان التي فضت الزوايا المخصصة لهؤلاء الحرفيين دون ان تجد لهم مكانا يضمهم ويعّرف بهم كموقع ملائم للسياح.
ومن الأمور التي تطرق لها صقر أيضا، ان الدليل السياحي يشترط عليه ان يدفع مبلغا ماليا معينا مقابل جلب السياح إلى مشغله، إلا انه رفض ان يقوم بسرقة السياح وان يبيع المنتجات بضعف الأسعار.
وعودة إلى عملية صنع الربابة والتي لم ينتجها أي مشغل أردني خلال الأربعة أعوام الماضية – بحسب صقر-، تتكون الربابة من الإطار الذي يشكله تقاطع أربع قطع من خشب «الشوح» أو «الزان» وتشكل مستطيلاً أو تكون القطعتان الخشبيتان العموديتان مقوستين للداخل يغطيها جلد «ماعز» والبعض يرغبون في طبقة من «شِباك الخيزران» فوق الجلد.
تعتمد جودة الربابة على نوعية خشب الصندوق والجلد والذراع والسبيب وعود القوس ونوعية المواد اللاصقة أو المسامير لتثبيت الجلد على صندوق الخشب أو خياطة الجلد بجلد. إذ أفضل الأنواع المستخدمة هي: خشب الزان، جلد الماعز ومسامير القمْر تدق على أطراف الجلد، والشبيب من شعر ذيل الخيل، القوس من عسيب النخيل أو الخيزران، ميزان الوتر من الخشب، والجاونية عطر الربابة نوع من أنواع العطور التقليدية وتساعد على شد الوتر وتوحيد النغم الذي يطرب سامعه.
آية الخوالدة
عزيزي كاتب المقالة، تحية وبعد
ليس من العدل ولا من أخلاق مهنة الصحافة مهاجمة قطاع كامل (الإدلاء السياحيي) فيفي بناء على كلام شخص أو على تصرف فردي من أحدهم. الدليل السياحي ليس حرامي كما لمحت حضرتك، الدليل السياحي الاردني هو ابن البلد وهو أهم حلقة في قطاع السياحة كاملاً وهو سفير الاردن لجميع دول العالم. وبالنسبة للأخ اللي حضرتك أخذت منه معلوماتك الله يرزقه بس بحب أنوه انه السائح الأجنبي على الأغلب غير مهتم بشراء أداة موسيفية لا يستعملها، السائح ممكن يحب يسمع عزف واذا بده يشتري بشتري تحفة فنية اردنية مثل قناني الرمل والسجاد الاردني الى اخره من التحف الاردنية المعروفة لأنه أصلا العود ليس آلة موسيقية أردنية بل هو لجميع الشرق الأوسط.
الدليل السياحي عامر النظامي
ترويس المقال بوضع “فشل” تسويق المنتج الإردني على كاهل الدليل السياحي وحده فيه تحامل متعمد ضد سفير الأردن بالأردن, مجموعة عوامل أدت لضعف منافسة المنتج الأردني أهمها هي السعر والجوده, سعر المنتج الصيني مثلا يساوي نصف أو ربع سعر المحلي, أما الجوده ف”بعض” الصناعات الأردنيه إتجهت لتقليل سعر التكلفه لتقليل السعر مما إنعكس على الجوده.
للأخ “صقر” أقول بما أنك تعمل بقطاع التحف الشرقيه كما تقول فلا بد أنك مطلع على أن قطاع السياحه يعاني وبشده كبيره حتى ما قبل الربيع العربي عند بدايات الأزمه الإقتصاديه في الولايات المتحده مما أثر سلبا على الإقتصاد الأوروبي والعالم بأسره منذ بدايات 2008, وأتى الربيع العربي 2011 ليكون الضربه القاصمه للسياحه, إمتلأت الجرائد المحليه ومواقع الإنترنت بالحديث عن إنخفاض السياحه في الأردن “قد” تصل إلى 90% من أصل السياحه التي كانت تفد للأردن بين عامي 2007-2008 على سبيل المثال, وأيضا القدره الشرائيه للسائح إنخفضت بشده, فأصبح شراء التحف من “الكماليات” بالنسبه له.
كل ما سبق يعتبر مفهوما ومنطقيا فالإقتصاد العالمي أصبح وحده متكامله, لكن غير المفهوم والمنطقي أن يظن الأخ صقر أن سائحا سيدي إهتماما بآله موسيقيه ليست مستخدمه في بلده أو ثقافته وأغلب الموسيقيين من السواح الذين كانوا معي لم يستطيعوا العزف على العود رغم شبهه بالآلات الوتريه كالكمان والماندولين والجيتار…الخ, موسيقى شعب ما هي إرثه الثقافي الذي “يتمايز” به عن شعب آحر.
إلقاء مسؤولية إنخفاض مبيعات التحف الشرقيه على كاهل الدليل تجني واضح وإلقاء الملامه على شماعة الدليل, كاتب المقال ليس الأول ولن يكون الأخير الذي يفعل ذلك, لقد قرأنا سابقا مقالات مدفوعة الأجر من أصحاب مصالح يلومون بها الدليل أيضا, بعض أصحاب التحف والمصالح السياحيه وحتى بعض زملاتي الأدلاء ينظرون للسائح على أنه ماكينة صراف آالي ATM تسجب منها نقود السائح, لكنهم ينسون أو يتناسون أن السائح وبفضل الإنترنت أصبح متنورا ولن يقبل نصيحه من دليل أو بائع بالشراء إن لم يقتنع أصلا!!!
حتى المشغولات الصينيه السائح أصبح ملما فيعرف أنها صينيه فلا يقبل عليها.
أتمنى أن تعود السياحه لسابق عهدها فيعم الرزق على الجميع ولكن حتى ذلك الحين فلنعمل على منتج أردني حقيقي 100%, فلنعطي الأيدي العامله “الأردنيه” في قطاع التحف أجرها الحقيقي فهم بشر وليسوا عبيدا عند “البعض”