السيسي يدعو موظفي مصر للتبرع من جديد: اقتصاد مص دماء الغلابة

حجم الخط
3

القاهرة ـ «القدس العربي»: واصل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، منهجه الاقتصادي المعتمد على التبرعات والمنح، وتحميل الطبقات الفقيرة والمتوسطة وحدها فاتورة «الإصلاح الاقتصادي»، إذ عاود مطالبة الموظفين المصريين، مساء أول أمس الاثنين، بتبرع كل منهم بجنيه مصري شهريا، بهدف مساعدة من يعيشون في الفقر المدقع وفي منازل بلا أسقف.
وقال السيسي، خلال اتصال هاتفي اعتاد عليه مع الإعلامي عمرو أديب الذي يقدم برنامج «كل يوم» على إحدى الفضائيات الخاصة: «لا يصح أن نطلق لفظ منزل على مكان يعيش فيه مصري دون سقف»، مشيرا إلى أن «حالة الفقر المدقع تدفع الناس إلى التشدد والتطرف، ويجب علينا أن نعترف بذلك ونتكاتف جميعا لتجاوز هذه الحالة التي يعيشها بعض أهالي المصريين».
وتابع: لا أريد أن يفهم الناس كلامي خطأ، إذا حصّلنا من كل موظف جنيه مصري شهريا لصالح الفقراء، فنتحدث عن حصيلة 7 ملايين جنيه شهريا، وهذا رقم بسيط لكننا نريد أن نتكاتف، الجنيه لن يفيد المتبرع ولكن مع تحصيل مبالغ من رجال الأعمال والبنوك والدولة نستطيع حل أزمة الفقراء الذين يعيشون بمنازل دون سقف، وتجاوز هذا المشهد المؤلم»، معترفا بالتقصير الواضح من الدولة في هذه المسألة.
وأعلن السيسي، كذلك أن الدولة تدرس قوانين للحد من النمو السكاني في البلاد، والانتهاء من إنشاء 180 ألف وحدة سكنية لأسر المناطق الأكثر خطرا بانتهاء فترة رئاسته الأولى في حزيران/ يونيو 2018.
وتابع: «أذكر المصريين بطلبي أثناء ترشحي للرئاسة بتخصيص صندوق تبرعات يجمع 100 مليار جنيه مصري، لمساعدة المحتاجين، لا يصح أن ننام يوميا وبيننا أسر تعيش في منازل دون سقوف، وأسر تعاني من الفقر الشديد»، معلنا دراسة «توزيع 5 آلاف رأس ماشية شهريا على القرى الأكثر فقرا في مصر، داعيا البنوك العاملة في مصر للمساعدة في إعادة إعمار تلك القرى».
وأشار إلى أن «حل مشاكل محافظات الصعيد جنوب مصر، ستنتهي من خلال أموال الجمعيات الأهلية وصندوق التبرعات، موجها الشكر للمصريين على صبرهم وتحملهم للواقع الذي تمر به البلاد في المرحلة الراهنة».
وتابع: «الواقع في المجتمع المصري والحالة التي يعاني منها المواطنون وصبرهم عليها أسجله بتقدير واحترام لكل المصريين».
لم تكن تلك المرة الأولى التي يطلب فيها السيسي تبرعات من المواطنين لحل مشاكل البلاد، فمنذ تقلده منصب رئيس الجمهورية، دعا لتأسيس صندوق باسم «تحيا مصر» لجمع التبرعات من المواطنين، بغية استغلالها في حل مشاكل البلد الاقتصادية والاجتماعية، كما أطلق مبادرة «صبح على مصر بجنيه» لتبرع المواطنين يوميا بجنيه مصري عبر الهاتف المحمول.
وفي مارس/ آذار الماضي، التقى بالسيدة سبيلة على عجيزة، التي كانت ضمن الحاضرين للاحتفال بيوم المرأة المصرية عن محافظة الدقهلية، وطلبت التبرع بكل ثروتها المقدرة بمبلغ 200 ألف جنيه وكمية من المشغولات الذهبية لصالح «صندوق تحيا مصر»، على غرار تبرع الحاجة زينب العجوز التي تبرعت بقرطها للصندوق منذ ما يزيد عن العامين.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، دعا السيسي للتبرع لبناء مجمع الأديان في العاصمة الإدارية الجديدة، الجاري إنشاؤها حاليا، ونشر صور شيكات تبرعه شخصيا كبداية لمشروع بناء كنيسة ومسجد في المدينة الجديدة.
وفي /أيلول سبتمبر 2016، طالب المواطنين للتبرع بشكل دائم بكسور أموالهم التي تشمل فئات الجنيه ونصفه والمعروفة شعبيا باسم «الفكة» والتي لا يتمكنون من سحبها من حساباتهم البنكية الخاصة، وذلك بهدف دعم العشوائيات، وهي المناطق غير المخططة حكوميا ويقطن بها الفقراء في منازل غير آدمية.
وخلال الاحتفال بمرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة، في أغسطس/ آب 2016، دعا السيسي خلال نعيه العالم المصري الراحل الدكتور أحمد زويل، المصريين للتبرع من جديد لاستكمال إنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا.
وفي شباط/ فبراير 2016، دعا الرئيس خلال حفل إطلاق «استراتيجية مصر 2030» المواطنين للتبرع من جديد، بجنيه يوميا عن طريق الهاتف المحمول، لجمع 10 ملايين جنيه مصري يوميا، أي نحو 300 مليون جنيه شهريا.
وأطلقت في 2015 الدعوة للتبرع من أجل إقامة حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، من المصريين في الداخل والخارج، وهو الحفل الذي أقيم بالفعل وتكلف ملايين الدولارات.
الخبير الاقتصادي المصري، رضا عيسى، اعتبر نهج السيسي في الدعوة للتبرع دائما إضعافا سياسيا له، خصوصا مع تعليقه في السابق بأنه «سيبيع نفسه إذا أتيح له من أجل مصر».
وقال لـ«القدس العربي»: «المشكلة هنا تكمن في علاقة الدولة برجال الأعمال التي ضعفت فيها يد الدولة، بإعلانها الدائم للاحتياج، ما ساهم في تقوية موقف المستثمرين وأضحوا يبيعون ويشترون في البلاد دون حساب».
وأضاف: «الموازنة العامة الجديدة للدولة تضمن فوائد ديون 380 مليار جنيه، أي ما يعادل 40 مليون جنيه في الساعة، أي أن تحصيل 7 ملايين جنيه شهريا من الموظفين لن يسدد فوائد الديون مدة 10 دقائق، ولفت إلى أن الموازنة تضمنت زيادة 30٪ في الضرائب دون قوانين، لتصل حصيلتها إلى 500 مليار جنيه، محذرا من وضع الحكومة يدها في جيوب المواطنين لتحصيل أكثر من 100 مليار جنيه زيادة في الضرائب».
وتابع: «لا يوجد اقتصاد قائم على التبرع، لأنه يعني تقليص دور الدولة وخدماتها، وكل ذلك من مؤشرات تنفيذ شروط صندوق النقد والبنك، الدوليين، مقابل تنازلات ضخمة لرجال الأعمال الأغنياء».
ولم يستبعد الخبير الاقتصادي تحويل دعوة السيسي لتبرع الموظفين شهريا، الذين تريد الحكومة تقليص عددهم من نحو 7 ملايين إلى 3 ملايين موظف، لقانون إجباري يناقشه البرلمان أو تطرحه الحكومة، لخصم المبلغ من الموظفين إجباريا.

السيسي يدعو موظفي مصر للتبرع من جديد: اقتصاد مص دماء الغلابة

مؤمن الكامل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    شعب ضحى بحريته يستحق كل ما يجري عليه من قهر
    الظاهر أن العبودية ببعض الأحيان تعود وإدمان !
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول Dinars:

    الغلابى هم من صنعوا أنفسهم. فلم يكونوا صناعا لحياة العزة والكرامة.

  3. يقول سمير الإسكندرانى / الأراضى المصرية المحتلة ! ... لابد لليل ان ينجلى:

    يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم !
    اصطبحنا واصطبح المُلك لله !
    اية ياعبدة ؟ فى اية عالصبح ؟! ده احنا لسة ماصطبحناش !
    فاكر ياعبدة يوم مااغتصبت السلطة جيت وقولتلنا اية، قولت ان ( مسر ) دولة غنية جداً بمواردها ولا يصح لها ان تكون على تلك الحال ولا يصح ( لمسر ) ان تحيا وتعيش على التبرعات والهبات والشحاتة ! قولنا ماشى !
    وبعدها قولت لنا ان ( مسر ) هى ام الدنيا وحتبقى أد الدنيا ! قولنا ماشى !
    وبعدها بشوية قولت والله احنا ملناش طمع فى اى حاجة ولا فى اى رغبة ولا ارادة لحكم مسر! قولنا ماشى !
    وقلت انة شرف ليك انت وعصابة العساكر الحرامية انكم تحموا ارادة الناس ( طبعاً كلام فى الهجايص !) وقولنا ماشى !
    وبعدها قولتلنا بكرة تشوفوا مسر ! قلنا ماشى، خليك ورا الكداب لحد باب الدار!
    وبعدين قولتلنا ان احنا عايشيين فى شبة دولة! قولنا يمكن !
    وبعدين قولتلنا اتبرعوا ب100 مليار جنية( لسندوق تحيا مسر!) قلنا حاضر!
    وبعدين اتبرعوا علشان الحفرة ( اقصد قناة السويس الجديدة ألا بعدين الجماعة الكفتجية يزعلوا ولا حاجة !)قلنا طيب!
    وبعدين اتبرعوا علشان حفلة افتتاح الحفرة! قلنا حاضر!
    وبعدين( سبح على مسر بجنية !) قولنا ماشى!
    وبعدين سبح على مسر بخمسة جنية! قلنا طيب!
    وبعدين رفعت الدعم عن الفقراء! قلنا ماشى
    ورفعت الدعم عن الكهرباء والبنزين! قلنا يمكن!
    وبعدين اتبرعوا لفنكوش عاصمتك الإدارية! قلنا حاضر
    وبعدين استوليت على الفكة رغماً عن انف اللى خلفونا! قلنا معلش!
    وبعدين اتبرعوا لمدينة زويل للعلوم! قنا حاضر!
    واخيراً اتبرعوا بجنية ثانى علشان خاطر مسر!
    انت اية ياعبدة ؟ انت مبتشبعش رز ؟!
    وبعد كل دة تاخد كل المليارات دى كلها وتروح تشترى بيها 1.5 طن دهب علشان توزعة على نفسك انت وعصابتك وقلاديشك يوم افتتاح الحفرة !!!
    طيب بزمتك دة كلام ياعبدة ؟! هو مفيش حد قالك ان احنا فقققرررا اوووى ؟!
    لأ .. ياريت حد يقولك ان احنا فقققرررا اوووى !
    ياريت ياعبدة تقرأ اللافتات اللى شايلنها الناس فى الصورة اعلاة . !

اشترك في قائمتنا البريدية