العتبة

لو كنت ميتة
لما انتعلت كل غد ابتسامتي
وربما لاضطر حينها الهدوء والسكينة
للإمساك، كل من طرف، شفتي
هكذا أحلم كل مساء
بالنقطة التي تنتهي فيها جملتي
أتخيل برموش مرتعشة
إصبعا ناعما صغيرا
يوقف دوراني
برقة يدثرني بالجمود
لو كنت ميتة
لكانت كل الإجابات تنام في حضني
لملأت رائحة ابني رئتي طوال الوقت
فلا أشتاق
لو كنت ميتة
لما توقفت عن مداعبة عنق أمي
ولا أنهيت إحصاء تجاعيدها
حتى لو غفلت
لو كنت ميتة
لما كنت آثرت الندم على الحسرة
ولا الحسرة على الذكرى
ولا الحب الواهم على العشق الشجي
لما كنت اكترثت بما سيلتهم جسدي
لو كنت ميتة
لكان الغد بسيطا
والغضب ينام إلى جانبي مطمئنا
وسريري حرا من أحلام وأشباح الأحبة
ولكانت رؤياهم حبيسة الخزانة التي أقفلتها بيدي
قبل أن أقول الوداع
لو كنت ميتة
لما قلقت على سلامتي العقلية
ولا تألمت كلما فكرت بأي سوء اقترفت
كيف أبكيت عينيك الندية
كيف تركت قلبك يهوي بعيدا عني
لو كنت ميتة
لكانت فوضى منزلي شأن الأحياء
لا شأني
لو كنت ميتة
لكان الصدق وعائي
ولتوقف هذا الضجيج الكاذب
من حولي
لو كنت ميتة
لما اضطررت إلى شيء
ولا كنت تمنيت أشياء
لو كنت ميتة
لما كنت خضعت للبوح
ولا كنت ترنحت طويلا
عند عتبة الوداع أصلا
٭ لبنان

العتبة

نجلاء أبومرعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية