القمة الأوروبية تفشل في مفاوضاتها مع بريطانيا وقمة خاصة قريبا مع تركيا

حجم الخط
0

باريس ـ «القدس العربي»: واصل القادة الأوروبيون أعمال يومهم الأخير في القمة الأوروبية في بروكسل، ولم تحقق المفاوضات الجارية مع بريطانيا اي تطور بارز، على الرغم من اعتراف رئيس وزراء بريطانيا لوسائل الإعلام بعدم «حصول تقدم في المفاوضات»، وتأكيده انه لا يوجد أي اتفاق بعد، ومشيرا إلى العودة للتفاوض و«العمل بكل ما في وسعنا من اجله».
وكانت بريطانيا تقدمت بمطالب جديدة حول التقديمات الإجتماعية المخصصة للاجئين والمهاجرين مما جعل المفاوضات أكثر صعوبة.
من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند انه تم «تبادل المقترحات بين القادة. أما فيما يخص فرنسا فلدينا إرادة بايجاد قواعد مالية تسري على الجميع في كل انحاء أوروبا دون حق للنقض». والجدير بالذكر أن فرنسا وبلجيكا
ولوكسمبورغ هي دول متوافقة بما يخص القواعد المالية المشتركة في الاتحاد الأوروبي بحيث لا يتمتع اي بلد من خارج منطقة اليورو باستراتيجية مقابلة لاستراتيجية منطقة اليورو.
وأعلن رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك أن «قمة الاتحاد وبريطانيا حققت تقدما على طريق الاتفاق»، حول إصلاح الاتحاد الذي تصرّ عليه لندن عشية الاستفتاء حول عضويتها».
وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن «كل أعضاء الاتحاد الأوروبي يريدون الحفاظ على عضوية بريطانيا في الاتحاد، لكن لا يزال القبول بمطالبها صعبا على بعض الدول»، و اشار رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي إلى «الديناميكية السلبية في مفاوضات الحفاظ على بريطانيا في صفوف الاتحاد الأوروبي»، وقال: «قمنا ببعض الخطوات المترددة في مجال أزمة الهجرة، وخطوات إلى الوراء في الاتفاق مع بريطانيا».
وفي سياق متصل، سيعقد الاتحاد الأوروبي قمة خاصة مع تركيا حول أزمة الهجرة في بداية آذار/ مارس، وأعلن مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن «من المخطط أن تعقد القمة في الخامس من آذار/مارس».
وكان من المنتظر أن يصل رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو إلى بروكسل يوم الخميس، لكنه ألغى الرحلة بسبب تفجير أنقرة الأربعاء.
وأشارت ميركل صباح امس إلى أن «الدول الأعضاء ألقت بثقلها على خطة مشتركة للاتحاد وتركيا لتقييد تدفق اللاجئين إلى أوروبا»، وقالت: «المهم اليوم هو أننا لم نؤكد من جديد خطة عمل الاتحاد الأوروبي ـ تركيا فحسب، بل قلنا إنها أولوية»، في إشارة إلى الخطة التي تهدف إلى حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ووقف تدفق المهاجرين ومكافحة الهجرة غير المشروعة.
وأضافت ان «النمسا تساند الخطة، على رغم قرارها المنفرد لاستحداث سقوف يومية لإعداد المهاجرين».
وأوضح رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ان «هناك من يشككون في ضرورة حل أزمة اللاجئين معاً مع تركيا، أكدنا أنه لا بديل عن تعاون ذكي وحكيم مع تركيا». والرهان هو تطبيق «خطة العمل» التي أبرمت في تشرين الأول / أكتوبر العام 2015، بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بهدف إنهاء تدفق المهاجرين من تركيا باتجاه اليونان، سواء من خلال تحسين مراقبة الحدود أو إدارة اللاجئين على عين المكان. ووفق يونكر، فإن قادة الدول الأعضاء الـ28 أكدوا مجدداً «بالإجماع»، أن «التمشي يجب أن يكون أوروبياً، واجتناب التحركات الوطنية المنفردة». وأضاف توسك أن «الحل الأوروبي لا يشمل فقط القرارات المتخذة في بروكسيل، بل أيضاً القرارات التي تتخذ في كل عاصمة. علينا القبول بها والبحث عن تحسين التنسيق بين هذه القرارات».
إلى ذلك، حض القادة الأوروبيون روسيا والنظام السوري على «ان يوقفا فورا الهجمات على مجموعات المعارضة المعتدلة» في سوريا، وخصوصا الوضع المتدهور في سوريا حيث يساند الطيران الروسي هجوما للنظام في منطقة حلب في موازاة قصف تركيا للمقاتلين الاكراد.
وأورد مشروع توصيات للقمة اطلعت عليه وكالة «فرانس برس» ان «المجلس الأوروبي يحض روسيا والنظام السوري على ان يوقفا فوراً هجماتهما على مجموعات المعارضة المعتدلة والتي تهدد امكانات السلام وتصب في مصلحة داعش وتؤجج ازمة اللاجئين».

صهيب أيوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية