اللباس جسدا ثانيا

حجم الخط
14

في دراسة اللباس سيميائيا أطروحتان كبيرتان: واحدة تقول إن اللباس (أيْ الفساتين وسراويل «الجينز» والبدلات وغيرها مما نلبسه اليوم) يُفصل على شكل الجَسد وليْس للجسد إلا أن يتلاءم معه؛ وأطروحة أخرى تقول إن اللباس هو الذي يتبع الجسد. والحقيقة أن هاتين الأطروحتين هما من بنات أفكار مصممي الأزياء: فلهؤلاء رؤيتان تصميميتان الأولى تصنع الجسد والثانية تجاريه. غير أن الخطاب السيميائي المختص في الموضة تبنى هذا التصور في علاقة اللباس بالجسد وحلل كل بعد فيه: الفعل في الجسد واتباعه (انظر كتابات أنطوني ماتاي ).
للباس جملة من الوظائف الأولية، فهو يقي ويمنع ويخفي؛ وتسمى هذه الوظائف الأولية وظائف ما قبل علامية: أي هي أدوار طبيعية لا يكون فيها اللباس دالا على شيء.وهذا ما يشبه في عالم اللغة الأصوات التي تستعمل في السعال أو في التنهد أو في الشهيق فهي أو غيرها من الأصوات ذات وظائف طبيعية. وحين تصبح هذه الأصوات مقطعة ذات دلالة تصبح ذات أدوار علامية.
يبدأ الاستعمال العلامي للثياب الملبوسة، حين يفكر اللابس فيمن سيتلقى لباسه، لكن مجرد التفكير لا يكسبه علامة، بل ينبغي أن يحمل اللابس ما يلبسه علامات؛ ويكون الرائي متلقي اللباس عارفا بتفكيك شيفرات تلك العلامات. فحين أجعل الثياب التي على جسدي علامات فيعني أني «أكسوها» دلالات أولى قد تُخبر عن هويتي (الطربوش التونسي مثلا) أو عن طبقتي الاجتماعية (الملابس الفاخرة اليومية مع أرقى العطور والسيجار مثلا) أو حتى عن مهنتي (لباس الشرطي). لكن هذه الدلالات الأولى يمكن أن تفسح الطريق لطبقة دلالية ثانية تكون حين يتلبس الثوب بالجسد، ويصبح جسدا ثانيا لا على سبيل المجاز، بل على الحقيقة السيميائية.
في سيميائية الجسد (من دون ثياب) تكون تفاصيله حروفا في نصوص مختلفة تُقرأ لتفيدنا بدلالات معينة عن العِرْق وحتى عن الشرف. وكما أن النصوص المكتوبة باللغة تكون مُلْبِسة أي متعددة الدلالات، أو تكون مُوهِمَة مُوقِعَة في سوء الفهم، كذلك تكون قراءاتنا للأجساد بما هي علامات. في العلاقات الحميمية نترك للأجساد فسحة أكبر لإرسال الرسائل، فيقول الجسد كل شيء و«تتعطل لغة الكلام».
لكن في سيميائية الجسد اللابس يعد اللباس بتفاصيله لغة أخرى أو كتابة أخرى على حد عبارة بارت، لأنه يوصل أفكارا جديدة لا يوصلها الجسد إلا في تفاعل معها. تقتضي العادة أن نرى الجسد لابسا ثوبا لا أن نرى ذلك الثوب الملبوس ثوبا ثانيا: فهذه الرؤية تشبه في عالم اللغة القراءة الحافة أو الغوص في ما وراء اللفظ لفهم توريته. لكن الأمر ليس بهذه الصعوبة، لأن أبصارنا لا ترى لباسا يمشي، بل ترى أجسادا باللباس، ولكنها ترى أيضا أجساما خلف اللباس اعتمادا على اللباس نفسه؛ فاللباس دال يخفي دالا يخفي مدلولا؛ ولا عبور للمدلول إلا عن طريق الترابط بين الدال الأول الثياب والدال الثاني الجسد. لكن الشفافية بين الدال الأول والدال الثاني تختلف درجتها حسب نوعية اللباس الذي يكسو الجسد. ونحن سنميز للضرورة المنهجية بين ضربيْن من تصاميم اللباس التي تغطي الأجساد: الثوب الفضفاض والطويل (ليس كل فضفاض طويلا) من ناحية؛ والثوب الضيق القصير من ناحية أخرى. وهذا التقابل كما سنرى لاحقا ليس تقابلا نظاميا إلا إذا أخذناه بشكل خُطَاطي مجرد في دلالته على الأجساد التي يكسوها؛ لكن توزيع هذين اللباسيْن تفصيليا على الأجساد يخضع لروى جمالية وأخلاقية ودينية وحتى سياسية لا تلتزم بالصرامة التي سنراها.
حين يلبس الجسم ثوبا فضفاضا طويلا، يكون في الغالب باحثا عن الستر أو التستر؛ وفي كليهما لعبٌ على سيكولوجية الإخفاء. سيكولوجية الإخفاء للستر يخفي فيها اللباس الفضفاض عنصرا جسديا يقيم معياريا بقيم الجمال والأخلاق التي تصبح بمرور الزمن قيما للمحظور أو الحرام، إن دخلتها العادة أو العقيدة. تصبح طبقة الستر أكثر كثافة كلما ضُيق أكثر فأكثر على إشاعة هذا العنصر الجمالي المدخل إلى المتعة الجسدية. هناك في الجسد تفاصيل هي التي يَسعى هذا اللباس إلى إخفائها أكثر من غيرها وليس من فرق ههنا بين جسد المرأة أو جسد الرجل إلا في عدد تلك العناصر وليس فقط في رمزيتها: ليس للرجل تفاصيل كثيرة يُخفيها ولذلك يمكن أن يكون اللباس الفضفاض أقل اتساعا من لباس المرأة الذي يسعى إلى أن يخفي أكثر عددا من التفاصيل. لكن في سيكولوجية الإخفاء للتستر يكون اللباس الفضفاض مُخفيا عنصرا من الجسد يعتقد الفرد أو تعتقد الجماعة في أنه ليس جميلا؛ أو قل هو لا يتماشى مع الذوق الجمالي العام. فإخفاؤه باللباس لا تحكمه معايير أخلاقية، بل جمالية خالصة هي عادة معايير الجمال المشترك بين جماعة ثقافية واحدة. من ذلك مثلا أن الأجساد السمينة تميل عادة إلى هذا الفضفاض؛ لكن لا أحد يمنع من الخروج عن هذه القاعدة إن اعتبرت السمنة طريقة في تكبير الجميل الفاتن، فما على اللباس عندئذ إلا إظهاره.
هاتان الحالتان اللتان يخفي فيهما اللباس سترا أو تسترا، يمكن أن نعتبر اللباس فيهما إكساءً؛ ويصبح لفظ الكسوة وما اشتق منها مُحيلا على جسم جماله أو قبحه مثار للحشمة واللعنة والعقاب والهزء وحتى الرذيلة. في ثقافة الخشية من وقوع الجسد في الرذيلة يكون الثوب علامة على المنع؛ ويكون إنذارا بعدم الاقتراب؛ ويصبح الثوب الجسد الثاني الذي يسجن الجسد الأول وتضحي الأشياء الملبوسة مرادفة لما أخفته؛ وإلا لماذا لا تُصافح الأيادي التي لبست القفازات غيرها؟ لأن اللباس في هذه الرؤية ليس عازلا؛ بل يصبح في ثقافة الخوف من الرذيلة موصلا أو ناقلا لحرارة الأجساد التي يُتمنى لها لو تهمد قبل أن يسري فيها كهرباء الأجساد المحرم.
وحين يكسو الجسدَ لباسٌ ضيق مقصر نكون إزاء جسد يريد أن يَبْريَ الثوب على مقاسات تفاصيله الفاتنة المبرية. يشف الثوب ههنا عن مرفولوجيا الجسد: على سطح اللباس ترى تفاصيله وتعرجاته كثبانه ومنخفضاته؛ وليس ذلك حكرا على جنس دون آخر. ففي أيامنا صار الشباب من الذكور يسعون إلى تضييق اللباس على كل البدن، ولم يكن ذلك قبل عصرهم ملتفتا إليه. يمكن القول ههنا إن دلالة اللباس الرجالي على فتنة الجسد استعارة لعلامات اللباس النسائية تبناها اللباس الشبابي مع اختلاف في تفاصيل العناصر الجسدية الجميلة التي يُراد إبرازها. بهذا يصبح اللباس لغة غَزِلة مشاعة أو عرضا للفتن مباحا طالما أن الجسد مخفي ليس كل الإخفاء، بل إخفاء من يشف ويستتر من أجل أن يحن إلى ظهوره من جديد. يصبح الجسد وهو يتوارى خلف الثوب كاللؤلؤة المخفية في المَحار؛ مع فرق في أن محار الثياب له شكل اللؤلؤة ويشف عنها. بعض ثياب هذا النوع تسمت صراحة باسم الجسد (بادي Body) وتعني ما ضاق وانحسر وتابع خيال الجسد. بادي ليست مجرد تسمية، بل هي أيضا دليل على أن الثوب صار جسدا ثانيا.

أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية

اللباس جسدا ثانيا

توفيق قريرة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الدكتورجمال البدري:

    نهارك سعيد يادكتورتوفيق حفظك الله : مقالك ( الجسديّ ) منسوج بلغة ( خياط محترف ).يقولون إنّ أول خياط هوالنبيّ الكريم : إدريس.
    وبذلك أصبحت الخياطة كالكتابة مهنة ( نبوية ) تهدف إلى الستروالذوق معًا.وهذا هوالفرق بين الجسد الآدميّ من آدم والثوب الإدريسيّ من إدريس : الستروالعري وبينهما الذوق.فالعري من التوّحش ؛ والثوب حضارة سواء أكان من القطن أوالصوف أوالكتان أومن الريش.وحسب مقولة الصديقة اللبنانية الشاعرة والكاتبة جمانة حداد فإنّ ( الجسد هوالمعبد الحقيقي في الأرض ).لكن ما لم تقله إنّ لكلّ معبد ( محراب ).
    والثوب هومحراب المعبد لهذا أصبح للكهنة ولرجال الدّين زيّهم الهفهاف.رائع إشارتك للعلاقة بين الجسد والثوب باعتباره جسدًا ثانيًا.شيء مهم أودّ الإشارة إليه أنّ عصرنا اليوم فيه تقارب كبيرفي لباس الرجل والمرأة ؛ وخاصة في ماركة ( الجينز).أنما هذا ليس بجديد ؛ بل إنّ أول لباس لآدم وحواء كان واحدًا مشتركًا من الجلد.ورحم الله الدكتوريوسف السباعي القائل في كتابه أرض النفاق : ( لو أنّ الناس اعتادوا العري منذ ولادتهم ؛ لأصبح العري شيئًا مألوفًا كمنْ يرتدي الملابس).فيما قال ابن الجوزية ( إنّ جسم الإنسان قبيح ؛ فستره الله بتقوى اللباس الجميل ).ولعلّ العلاقة الرائعة بين الجسد والثوب ؛ ما كان يفعله النبيّ الخاتم صلى الله عليه وسلّم ؛ من الدعاء ببركة الثوب الجديد
    قبل الارتداء ؛ خاصة في العيد ؛ ليكون على صاحبه من الفأل والخيروعافية الجسد.

  2. يقول حسين/لندن:

    تحياتي أستاذ توفيق الفاضل
    إذا كنا محقين حين قلنا أن حجاب المرأة المسلمة هو هوية وثقافة وحضارة في ردنا على أحد الأخوة المعلقين حين زعم أن الحجاب ليس أكثر من قطعة قماش واستخدم كلمة القشور لوصف حجاب المرأة المسلمة، وإذا كان فهمي للمقال صحيحا فهذا يعني أنني كنت محق فيما ذهبت اليه.
    لأسباب شخصية وخاصة أقوم أحيانا بلبس نظارة دون حاجتي إليها من الناحية الطبية،،وكذلك أضع قبعة أغطي بها رأسي، ويختلف شكل القبعة باختلاف الأسباب التي ألبسها لأجلها،،وكذلك أفعل مع اللباس الخارجي،،الاضافة هنا للقيام بدور معين وغالبا ما أنجح، و لكن تكمن الصعوبة في تقمص ألشخصية المطلوبة،،حيث تعقيدات الشخصية الإنسانية أكبر بكثير من مجرد لباس تنكري واكسسوارات واكبر من مجرد قبعة ونظارة عيون.
    القبعة والنظارة تعطينى ( physical barrier، حاجز مادي) الذي احتاجه لاخفاء شكلي عن البعض أولا،،والتقوقع الداخلي ثانيا،،والقيام بالدور المطلوب أخيرا.أما لماذا ألجأ لكل هذا،،هناك أسباب شخصية وخاصة اتمنى لو استطيع الكشف عنها.
    الشكر الجزيل أستاذ توفيق على هذا المقال الرائع..كالعادة.
    تحياتي أيضا للأستاذ الدكتور جمال البدري على التعليق القيم،،والمعلومات المفيدة،،لم أكن أعلم أن نبي الله ادريس (على نبينا وعلى أنبياء الله أفضل الصلاة والسلام) كان خياطا،،معلومة جميلة
    دمتم وتحيت للجميع

    1. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      انا سبق لي ان قلت ان الحجاب هو في العقيدة مثل القشور مع اللب. يعني ان الحجاب بمفهومه العصري لا يمثل
      الا القشور بالنسبة لعمق العقيدة.
      .
      كونه ثقافيا، هذا ياكذ ما قلته، لان الثقافة شيئ، و العقيدة شيئ. بمعنى نجد اشباء عند المسلمين في افريقيا، في
      اسلامهم ان صح التعبير، لا توجد في الشرق الاوسط. خاصة في ما يخص مفهوم العورة.
      .
      نجد ان نهدي المرأة لا تعتبر عورة بالمرة في كثير من القبائل الافريقية. و هناك من لا يفهم ان افارقة في موسم الحج،
      اي في مكة، خصوصا النساء، قد يبدين نهديهن تقريبا بدون اي سوء نية، ما قد يكون صادما الى اخوة آخرين.
      .
      انا رابت هذا بام عيني في الحرم الشريف، و عشته شخصيا بعد ان وجه الي اخ افغاني اعتقد انتقاد لماذا انا لابس
      فوقية بنص كم فوق سطح الحرم حيث كنت في استراحة. عند هذا الاخ، حتى دراعي ربما تعتبر عورة.
      .
      لذلك، الثقافة شيئ، اما العقيدة المجردة شيئ آخر. و لا يوجد اي نص في القرآن يحدد مفهوم الحجاب كما نفهمه نحن العرب. لان فهمنا له هو ثقافي، اي من عادات الجزيرة العربية آنذاك، و الزام مسلمبن من ثقافات اخرى بمفهومنا للحجاب،
      هو استعلاء و ليس من العقيدة من شيئ. هذا للتوضيح.
      .
      انا اجد ان المقال ياكذ مقولتي.

    2. يقول حسين/لندن:

      أولا أنا امتنعت عن نقاشك بعد تلك المناقشة، والسبب الأول ليس لانك تعتقد ما لا أعتقد به ولكن وبكل صراحة لا أجد أسلوبك في النقاش يناسبني.
      ثانيا أنت تعتقد جازما أنك تمتلك الحقيقة وهذا سمة غالبة على أسلوب مناقشتك وانك دائما على الحق والطرف الأخر على الباطل،،وما هكذا تورد الأبل يا سعد،،
      ثالثا،،،سوف لن أرد على أي تعليق لك بعد هذا التوضيح،،والسبب هو أنني اقتبست هنا من تعليقك نصف عبارة ( كونه ثقافيا، هذا ياكذ ما قلته) هذه ليس لغة نقاش أو تحاور،،ولا تصدر إلا عن (؟).
      من يقرأ لك تحليل أو تعليق لا يخلو من مديح لشخصك الكريم المبجل وانت تصف نفسك بالأكاديمي والمهني والمثقف و و و ،،فمن ذا الذي سيصدق مثل كلامك هذا بعد أن تستخدم الشتيمة والكلمات الهابطة كما في العبارة أعلاه؟
      أنا أستغرب أصلا كيف سمح المحرر المحترم بنشر مثل هذه العبارة إذا تجاوزنا عن استخدام معلق (أكاديمي ومثقف) بمثل هذا الكلام.
      أخيرا، هذا رأيك في قضية الحجاب وهو رأي العلمانيين الذين يعادون كل ما هو من مظاهر الإسلام سواء الحجاب أو غيره من القضايا،،وهذا رأيي في الحجاب،،فلنحترم وجهه نظر الطرف الأخر بدون الانحدار إلى مستوى هابط وغير مقبول على أقل تقدير ..

    3. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      ايه الاخوة في النشر، و كل القراء، ندائي لكم جميعا، نداء … نداء … نداء … للجميع.
      .
      من فضلكم احد المعلقين يقول انني
      استخدم الشتيمة والكلمات الهابطة كما في العبارة أعلاه. انا بصراحة قرات تعليقي مرارا و لم
      اجد اي شتيمة و لا عبارة هابطة، بل توضيح مركز و تصحيح لفهم غلط، حسب راي طبعا …
      ربما يقصد كلمة النهدين و وجب علي ربما ان استعمل كلمة صدر
      او ما شابه هذا كي يرضى علي بعضهم، لان من يقرأ هذه التعليقات، اناس ناسكين و عباد ….
      ان كان هذه الكلمة هابطة فنزار قباني زنديق، اليكم اهدي مقتبس من شعره،
      و افتوني في امري من فضلكم، قد اكون تطبعت بعادات الالمان و لا اشعر بخجل …
      على اي اقول للمعلق اعلاه، هون على نفسك، لا احد الزمك بالنقاش معي، و ان اخترته
      طوعا، فكن متقبلا للنقاش كما يتطور و ليس كنا تريد ان يتطور. و لله في خلقه شؤون.

    4. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      تتمة، ساكمل جملة لم يكملها المعلق اعلاه،
      .
      و لن تصدر الا عن انسان جريئ يسمي القط قطا.
      .
      اذا انت لا تحب النقاش معي، فلماذا ذائما تستغل اي فرصة لاضهار افكاري بشكل غير لائق
      لا يصدر الا عن (؟)

    5. يقول حسين/لندن:

      يا أبن الوليد،،،أسمع،،أهدأ ،،ثم أقرأ ثم أفهم بتمعن وبعيدا عن الانفعالات العبارة التالية وردت في تعليقك الأول، بمعنى العبارة التالية أنت كتبتها :((كونه ثقافيا، هذا ياكذ ما قلته)) ا ه . هذه كلماتك صحيح؟

      الآن أثبت أنها عبارة بريئة لا تنطوي على كلمة أساءة، أنا فهمتها بعد قراءتها محذوف نصفها، وبالتحديد وكانك تقول كلمة (هذا يا كذ اب ما قلته )). هذا ما فهمته أنا من عبارتك،،الآن،،إذا أثبتت أنك لا تقصد هذا الكلام وأتيت بدليل،( رغم صعوبة أثبات ذلك )، أنا على استعداد لأن أعتذر منك أمام الملأ وعلى رؤوس الأشهاد،ولن تنقصني الجرأة للاعتذار عن خطأ فهو فضيلة أصلا.
      أما بالنسبة لكلمة ثقافة،،ونهدين وغيرها ،،فلقد بنيت فكرتك على خطأ وسوء فهم واسترسلت وحلقت بعيدا عن الموضوع من غير أن يكون المقصود ما فهمته أنت،،أي بنيت فكرتك على ظن خاطيء وهذا ما أدى بك للوصول إلى الراحل نزار قباني بلا داع ،،
      يا بن الوليد، لسنا هنا لتصيد أخطاء الناس وتسجيل مواقف، الكلمة أمانة ومسؤولية، فلنجعلها كلمت طيبة كشجرة طيبة كما أراد لنا الحق سبحانه، نشر الكلمة الطيبة فضيلة ونشر القيم مسؤولية من يحمل هموم أمة مكلومة وجريحة ،،فلنكن على مستوى هذا التحدي فكلنا في نفس القارب،،،
      الله المستعان

    6. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      @حسين/لندن
      اخي الكريم، اولا احيي فيك هذه الخطوة،
      انا و يشهد الله علي انني لا انظّر لاي طرح معين، بل آتي هنا للتحاور. والحوار ليس دائما سمنا على عسل و التبجيل المتبادل. ابدي رايي و لا اقصي احدا بل ربما كما قرات لي، من مناصري وجود كل الافكار كيف ما كانت ما دامت دائما بنات افكار المعلقين بتوجهاتهم المختلفة. و لما ارى ان هناك محاولة اقصاء ما، اعارضها برايي. انا من معتنقي عقيدة حرية الفكر الحر، كيف ما كانت و بدون قيد.
      .
      انا كما اعترفت مرارا تنقصني المجاملات في تعليقاتي، و علمي و تقني التكوين، و كما وصفني احد الاخوة، استعمل التجريد و ادهب مباشرة الى لب الموضوع. ربما قد يفهم هذا بالتكبر … و لا استعمل مقدمات كثيرة لان مساحة التعليق صغيرة.
      .
      كل ما اقوله عن تجاربي هو حقيقة احب ان اتقاسمها مع من اراد، و احب من يتقاسم تجاربه معي. و لا ارى ان تجاربي خارقة للعادة، و لا ادعي الثقافة و لا التفكير، وحتى لغتي العربة هي لا زالت على قد الحال الى ان استرجع ما كان، لكنني اراها كافية لي و لا احب من يهاجني في لغتي. و قد ادعي الثقافة و و و … هذا في نزال فقط، ارد فيه على ازدراء من احد المعلقين، خصوصا في حرب داحس و الغبراء مع بعض الاخوة الجزائريين.
      .
      انا يا اخي لا احب من يكتب بالمطلق كانه يملك الحقيقة كاملة، و كم تناقشت مع بعض الاخوة حد السجال في هذه المسالة، خصوصا الاخ الكريم اثير، بالمناسبة افتقد النقاش معه، لذلك ستجد في تعليقاتي دائما اللازمة “في رايي” او “اعتقد” او و مرات عديدة أأكذ ان الامر “لا يلزم احدا غيري”، هكذا حرفيا لااكذ أنه مجرد راي، راي و فقط. و كم مرة كتبت ان لا احد في المنبر يمتلك الحقيقة، بل كلنا نقاربها و الخطأ وارد طبعا و ليس عيبا.
      .
      بعد هذه المقدمة التي اوضحت فيها ربما اسباب فكرتك على طريقتي في النقاش او استكباري المفترض، اقول لك اخي الكريم ، لا اريد لك ان تعتذر امام الملأ و هذا نبل منك و اشكرك عليه، و كانك قد فعلت. كل ما اريد ان اكسبك كمحاور ان اردت طبعا، لك راية معينة للاشياء تهمني، لنصطدم فكريا بين الفينة و الاخرى، حتى و ان اشتد النقاش، الاحترام يبقى دائما موجود. و الآن لك الجواب:
      .
      يتبع من فضلك

  3. يقول محفوظ غزال:

    من أجمل ما قرأت. دام تميزك سي توفيق.

  4. يقول الشربيني المهندس>> مصر:

    يصبح اللباس لغة غَزِلة مشاعة أو عرضا للفتن مباحا طالما أن الجسد مخفي ليس كل الإخفاء، بل إخفاء من يشف ويستتر من أجل أن يحن إلى ظهوره من جديد. يصبح الجسد وهو يتوارى خلف الثوب كاللؤلؤة المخفية في المَحار؛ مع فرق في أن محار الثياب له شكل اللؤلؤة ويشف عنها. بعض ثياب هذا النوع تسمت صراحة باسم الجسد (بادي Body) وتعني ما ضاق وانحسر وتابع خيال الجسد. بادي ليست مجرد تسمية، بل هي أيضا دليل على أن الثوب صار جسدا ثانيا.
    دميل لكن ماذا عن موضة هذه الأيام والبنطلون الجينز المقطع للبنات والبنين ..؟؟؟؟؟؟

  5. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    تتمة،
    .
    و الآن لك الجواب:
    .
    انت تسال لماذا كتبت “كونه ثقافيا، هذا ياكذ ما قلته”. يا اخي الكريم، هذا ليس الا استنتاج منطقي من جملتك انت:
    “إذا كنا محقين حين قلنا أن حجاب المرأة المسلمة هو هوية وثقافة وحضارة ….”
    .
    انك تقول اذا انك محق ان الحجاب ثقافة، و جملتي “كونه ثقافيا، هذا ياكذ ما قُلْتُه من قبل” معناها “بما انك تقول انه ثقافة، فهذا ياكذ ما قُلْتُه من قبل” هذا كل ما في الامر. هي بضاعتك اذا، و ان كان فيها اساءة، فتبقى بضاعتك.
    .
    اما افتراض ان هناك جملة محدوفة لم تكتب، فلن ادخل في هكذا نقاش بصراحة. اقتصر على ما هو مكتوب و الا رحنا فستين داهية. لان المسالة ضرب من التنجيم و علم النوايا و ما في القلوب.
    .
    بيني و بينك، هل يستاهل الامر كل هذا المداد؟
    .
    دمت بخير و الى نقاش مقبل ان تحملت اسلوبي الركيك طبعا :)

    1. يقول حسين/لندن:

      أخي أبن الوليد
      شكرا على التوضيح وعلى كلماتك،،،أعتبر أن شيء لم يحصل،،ولنكمل ما تبقى لنا في هذه الدنيا في نشر الكلمة الطيبة والقيم الفضيلة والمعلومة النافعة والمفيدة والله الموفق وهو المستعان no hard feelings :)
      تحياتي

    2. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      :) no hard feelings

  6. يقول الأسعد ... تونس:

    كل الشكر والتقدير سي توفيق
    على هذا المقال ..فعلاً تناولت موضوع اللباس
    وعلاقته بالجسد من زاوية المنهج السيميائي ؛حيث أفصحت لنا
    عن حقائق نجهل تفاصيلها الدقيقة .

اشترك في قائمتنا البريدية