تفشت مؤخرا وبصورة تسترعي الانتباه، والالتفات على مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة الكتابة عن موضوع مفاده أن منشورات النساء، وصورهن تحصد أكبر عدد من الإعجاب والتعليقات، في مقابل تهميش منشوراتهم العظيمة.
وابتكر الشعراء والكُتاب أساليبَ مسيئة ومُهينة في كثير من الأحيان لجنس النساء في منشوراتهم التي تلاقى تفاعلا كبيرًا من أصدقائهم – المُجاملين والمُطبلين غالبا- بينما نجد أن من يكتبون هذه الانتقادات، هم أنفسهم الحاضرين وبقوة على تلك المنشورات، وأيضًا اللواتي ينتقدن زميلاتهن من الكاتبات تماشيا مع التيار الرجولي المهاجم، هن أنفسهن من يحصلن على أعلى نسب الإعجاب والتعليقات ولأسباب غير أدبية ولا كتابية بتاتًا. لا يخفى على مثقف مطلع أثر مواقع التواصل الاجتماعي على الساحة الأدبية والثقافية، ليس في عالمنا العربي وحسب، بل في العالم أجمع.
هذا الأثر الذي ولد انفتاحا كبيرا له مساوئه ومحاسنه، وأذكر منها مثالا، لا حصرًا: حرية النشر، ومجانيته، التي ساهمت في التعريف بكتاب وشعراء رائعين كانوا مغمورين ومُغيبين إعلاميا في بلدانهم، تماما مثلما كانت عُشًا لاحتضان، وتفريخ عدد هائل من الكتاب والشعراء – إن صحت التسميات- من كل من يريد تزيين اسمه ووضعه الاجتماعي بلقب « كاتب، شاعر،… إلخ»، الذي أصبح من متطلبات اكتمال «الأناقة الاجتماعية». هذا الهجوم الرجولي المسلط على المرأة باستمرار، وهذا الاتهام المُعمم على النساء أنهن لا يحصدن الإعجاب إلا لشكلهن، لا حِبرهن، ما هو إلا شكل من أسوأ أشكال اضطهاد المرأة في مجتمعنا العربي الذكوري الذي يدَّعي عكس ذلك، فكثير من المتشدقين بحقوق المرأة يتباكون حين لا يزور أحد منشوراتهم، ويصبون جام غضبهم على النساء. إنهم لا يتقبلون فكرة أن تكون المرأة مبدعة، وصاحبة قلم مميز، فكل من استحسن الجمهور كتاباتها تعرضت لاتهام أن هذا الاستحسان لغرض آخر سوى الكتابة، وكل من تميزت في الساحة الأدبية تجدهم يلمزون، ويُنقبون عما إن كان هنالك رجل يختبئ وراء قلمها!
أخيرا: مثلما هنالك متشاعرات يحصدن الإعجاب لأسباب غير الشعر والكتابة، أيضا هنالك متشاعرون، وأشباه كُتاب بالمقابل، وحصر الأمر في جنس النساء غير منصف ولا منطقي. لذا أحب أن أقول إن هذا الموضوع أصبح مستهلكا، «ماسخا»، وأخذ أكثر من حقه، وظلم الكثير من الأديبات والشاعرات الحقيقيات.
وأنه لا داعي للتباكي على التعليقات والإعجاب، فالزمن كفيل بترسيخ الأجود، والكاتب الحقيقي لا يهمه كثيرا تعليق ألف مجامل مثلما يهمه مرور قارئ مهتم وحقيقي.
شاعرة سودانية
منى حسن
لتذكير لاتوجد هناگ غيرة من الرجل تجاة المراءة لتگون متميزة ومثقفة.گل مافي الأمر أن الغالبية العظمى ممن يحصدن الإعجابات من الجنس الناعم في مواقع التواصل الإجتماعي جاء نتيجة سباق محموم من الذگور لگسب ود لا أگثر.في مجتمعات تعاني من قيود وجفاف عاطفي تلازم الذكور في كل مراحلهم العمرية.ناهيگ عن أغلب المتابعين هم فئة الشباب الذي يتم جلبهم عبر الدعاية والأعلام.
هذا فيما يخص فئة الشباب طبعا.
المسألة ليست على هذا النحو ، على إعتبار أن غالبية مستخدمي الفيسبوك من العرب ليس إلا لأغراض تواصلية وأستعراض الصور ….كما أن المرأة المثقفة في العالم العربي قليلة …. هناك أما الرجل العربي فلا يعرف سوى لغة السب والشتم والتنكيل …. …
أتفق معاك يا أختي منى في أن هنالك كتاب مزيفون مثلما أن هنالك كاتبات مزيفات وأن التعميم على النساء خاطئ
لكنني أرى وبما أن الرجل دوما بطبعه هو من يهتم بالجمال والصورة في المرأة، لذا فعليهم لوم أنفسهم في طريقة تناولهم لنتاج المرأة المبدعة وأن يتعاملوا معها من منطلق منصف
تحياتي وشكرا للمقال الجميل.