حلب – «القدس العربي»: بينما تواصل القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر استهداف المواقع العسكرية للوحدات الكردية في عفرين، وسط تقدم ملحوظ أحرزته على أكثر من محور، أفادت مصادر محلية بأن الوحدات الكردية شرعت في حفر خنادق ورفع سواتر ترابية في مناطق على مقربة من مدينة عفرين. وأوضحت المصادر أن الوحدات سرّعت خلال الأسبوع الأخير من وتيرة عمليات الحفر على مدخل مدينة عفرين من الجهة الشمالية الغـربية، وذلـك بعـد التقدم الواضح الذي تحرزه قـوات «غصن الزيتـون» في منـاطق متـفرقة.
وعدّ الناطق باسم «الجيش الوطني» المقدم محمد حمادين أن التدابير العسكرية التي تم اتخاذها في محيط مدينة عفرين من قبل الوحدات بمثابة «اعتراف منهم بعدم قدرتهم على الصمود أمام قوات غصن الزيتون».
وقال لـ»القدس العربي» يبدو أن الوحدات تعد العدّة للتمترس بداخل المدينة والاتخاذ من المدنيين كدروع بشرية، مضيفا «هم يدركون تماما بأن المعركة الحاسمة ستكون في مدينة عفرين، ولذلك شرعوا في اتخاذ هذه التدابير لحماية معقلهم الأخير». واستدرك حمادين قائلاً «لكن التحصينات السابقة التي قاموا بها على مدار أكثر من سنة في جبل برصايا وراجو وبلبل وغيرها من النقاط العسكرية لم تساعدهم على الصمود، وإنما كان انهيارهم سريعا فيها». وأردف مشددا، لم تصمد تلك التحصينات أمام قواتنا، وقواتنا عازمة على التقدم حتى طرد هذه المليشيات من عفرين وما بعدها.
ورداً على استبعاد كثير من المراقبين لأن يتحول مركز مدينة عفرين لساحة معارك، نظرا لاكتظاظ المدينة بالسكان، قال حمادين إن «أكثرية أهالي عفرين ضد الوحدات، وهم من أكثر المتضررين من أفعاله، سواء المتعلقة بالتجنيد الإجباري أو بالاعتقالات العشوائية أو فرض الأتاوات». وتابع بأنه ليس من المستبعد أن تتخذ الوحدات من المدنيين كدورع بشرية، بدلالة منعهم السكان من مغادرة المدينة لمناطق المعارضة أو مناطق النظام، مستدركا «لكننا سنلاحقهم حتى آخر معقل، لكن بكل تأكيد ما يهمنا تجنب وقوع ضحايا من المدنيين».
وأكد المسؤول الإعلامي في «لواء أحرار الشرقية» حارث رباح، أن الوحدات قامت بتحصين عفرين منذ اليوم الأول لإعلان معركة غصن الزيتون. وقال رباح لـ»القدس العربي» لكن في الآونة الأخيرة صعّدت من إجراءات حماية وتحصين عفرين. بينما وصف المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» نوري محمود تحصين عفرين بأنه «تدبير روتيني وطبيعي، للدفاع عن عفرين ضد الاحتلال التركي» كما قال.
واعتبر خلال حديثه لـ «القدس العربي»، أنه من الطبيعي أن تقوم أي قوة عسكرية تتعرض للهجوم بمثل هذه التدابير والتحضيرات العسكرية. وأردف محمود قائلاً «كان الهجوم التركي متوقعا، ونحن نقوم بصد الهجمات التي تتعرض لها عفرين من قبل الجيش التركي والفصائل الإسلامية المتطرفة معه»، على حد تعبيره.
عبد الرزاق النبهان
مشاركة هؤلاء السوريين إلى جانب الأتراك في الهجوم على عفرين سيتذكره الأكراد إلى الأبد. الأتراك يعمقون الحقد بين السنة والعلويين وبين العرب والأكراد. الحقد والكراهية تجاه الشعوب الأخرى جزء من التكوين النفسي لدى الأتراك لذلك من يتوهم بصداقة الأتراك سيقع على رأسه.