تلكؤ عربي في التصدي للعدوان الإسرائيلي وقرائن على إقرار «مبدأ تصفية حماس»

حجم الخط
32

عمان ـ «القدس العربي» ـ من بسام البدارين: آخر ما يبحث عنه بلد مثل الأردن وسط الظروف المعقدة التي تجتاح المنطقة عودة ظاهرة التحشدات الشعبية في محيط مسجد الكالوتي وسط غرب العاصمة عمان في مواجهة مقر السفارة الإسرائيلية.
الحراكات الشبابية في التيار الإسلامي أعلنت ظهر الأربعاء عن «صلاة تراويح» نضالية يتم بعدها التوجه إلى السفارة الإسرائيلية احتجاجا على العدوان الإسرائيلي، في الوقت الذي تعرضت فيه الحكومة مجددا لانتقادات واسعة النطاق بسبب «قصور» موقف الحكومة في التصدي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
من جانبها اتخذت السلطات الأمنية كل الاحتياطات اللازمة لتعزيز محيط السفارة وأبلغ الحاكم الإداري لعمان مجددا فعاليات الحراك الشعبي والمعارضة بأن التوجه لمقر السفارة «ممنوع»، لكن بالمقابل تنمو بهدوء وثبات عمليات الاعتراض الشعبية الأردنية على القصف الإسرائيلي وتتزايد مغلفة بالاحتقان كلما نشرت الصور المرعبة لضحايا العدوان الإسرائيلي.
وفي السياق بدأت تطفو على السطح مجددا أجواء التفاعل في الشارع الأردني مع الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة المرشحة للاندلاع، حيث عادت ظاهرة حرق العلم الإسرائيلي في كل مكان ووقعت العديد من المذكرات تحت قبة البرلمان وتنشطت لجان المخيمات وبدا للجميع أن الشارع الأردني يتهيأ للتفاعل مع الأحداث وسط «جهود مبعثرة» تماما للبرلمانيين وصمت رسمي غامض الأسباب وعبارات كلاسيكية تتردد حول استنكار العدوان والدعوة إلى العودة لعملية السلام.
في الأثناء تم وبناء على اقتراح قدمه عضو المجلس النيابي محمد حجوج اتخاذ قرار بتوجه وفد برلماني من مجلس النواب الاردني الى قطاع غزة وفي أسرع وقت ممكن وعبر القاهرة لاظهار التضامن مع أهل القطاع، وهو وفد في حال السماح له بالعبور من جانب السلطات المصرية سيكون الاول من نوعه على صعيد البرلمان الاردني.
الوفد سيتشكل من نحو 25 نائبا كما اوضح الحجوج نفسه لـ»القدس العربي»، مشيرا الى ان الشعب الاردني في موقع الفلسطيني نفسه عندما يتعلق الامر باستهدافات ومخططات العدو الصهيوني.
قبل ذلك كان رئيس لجنة فلسطين في البرلمان يحيى السعود قد قرر الدعوة الى جلسة طارئة، كما انتقد قصور الموقف الرسمي للحكومة عن اظهار روح التضامن الشعبية الاردنية تجاه اعتداءات اسرائيل المتكررة، مستغربا ما اسماه بتخاذل الموقف الرسمي خصوصا من احداث القدس حيث الولاية الاردنية الملكية على المقدسات.
وصدرت عن النواب الاردنيين عدة مذكرات تطالب الحكومة باستخدام ثقلها السياسي والدبلوماسي في تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني في ظل المجزرة التي يتعرض لها حسب النائب خليل عطية، الذي جدد التأكيد على عبثية عملية السلام واتفاقية وادي عربة والتطبيع مع العدو، مطالبا بالتوثق من ان الاعتداء على اي فلسطيني هو في الاصل اعتداء على كرامة ومصالح الشعب الاردني.
في غضون ذلك لم تكشف وخلافا لما كان يحصل في الماضي المؤسسة الرسمية الاردنية عن استراتيجيتها في ما يتعلق بالتعاطي مع مسار وطبيعة الاحداث في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث يرتاب اقطاب المعارضة بغياب الموقف الرسمي وعدم بروز جهد اردني معتاد على الصعيد الدولي لوقف العدوان الاسرائيلي خارج سياق التصريحات المكررة والانشائية.
ولم يتضح بعد ما اذا كان الاردن يريد ان يدخل في نقطة الاشتباك مع اسرائيل بعد التطورات الاخيرة خصوصا وان الموقف الرسمي الاردني يتماشى ويتماهى مع الموقف البطيء والغريب لمؤسسات السلطة الفلسطينية سواء عندما يتعلق الامر بالتصدي امنيا لمسيرات تضامنية مع قطاع غزة في مدن الضفة الغربية، او عندما يتعلق بقراءة استراتيجية عامة للاهداف العميقة لعملية التصعيد الاسرائيلية الاخيرة.
سياسيون كبار يشيرون الى ان الموقف الحكومي الاردني المائل الى الصمت والمراقبة متخذ على مقاس موقف السلطة ويبقى في الحضن الاستراتيجي لموقف دول مهمة في المنطقة من ضمنها السعودية ومصر التي اعلنت مخابراتها انها اوقفت وساطتها مع الجانب الاسرائيلي.
الانطباع سياسيا في هذا السياق يشير الى عدم وجود ما يثبت معارضة نظام الاعتدال الرسمي العربي للهدف الاعمق للحملة العسكرية الاسرائيلية الجديدة وعنوانها الذي تقره بعض الاطراف في الواقع والمضمون قد يكون تصفية البنية العسكرية لحركة حماس واخراج هذه الحركة بالتالي من المعادلة تماما الامر الذي اشار له الدكتور موسى ابو مرزوق في اتصالات ازمة مع شخصيات فلسطينية ومصرية كما المحت له غرف استراتيجية تجري تقييمات عن بعد خصوصا في بعض عواصم الخليج مثل الرياض وابو ظبي.
كل هذه الاعتبارات فيما يبدو تفسر تباطؤ وتلكؤ المواقف الرسمية العربية من العدوان الاسرائيلي الاخير والمستمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الله عبد المالك - قطر:

    أصغر طفل فلسطيني أو عربي يدرك أن تلك الأنظمة تتمنى أن تصحو فتجد المقاومة وقد محيت عن وجه الأرض . هذا ليس بجديد فالتاريخ العربي ( المخزي ) علمنا أن لا نثق بأكثر الحكام العرب .
    النضال الفلسطيني ليس وليد اليوم ولكنه متجذر عبر عشرات السنين ولذلك لا خوف عليه ولا على المقاومة الفلسطينية حتى ولو تآمرت كل حكومات الأرض .
    فلسطين بقدسيتها ستبقى الشعلة المضيئة التي يتجمع حولها كل الأحرار ويستمد متها الثوار عزيمتهم . ولعل هذا ما يقض مضاجع الحكام العرب قبل الصهاينة .
    الطوفان قادم لا محالة وفلسطين ستكون لعنة على كل من خذلها أو تآمر عليها وعلى شعبها ومقاومتها .

  2. يقول dr milode:

    ذاك هو السؤال: أين العرب ! شاطرين بس لما يأمرهم سيدهم الأمريكي يسلحوا المرتزقة و يمولوا و يتآمروا على جيرانهم و لكن ممنوع يرسلوا و لو رصاصة واحدة لغزة و الصهاينة يمطرونها من الجو بالأطنان من القنابل ! هل يدرك الآن مشعل و حماس من هو الصديق من العدو؟ !

  3. يقول غادة الشاويش:

    * اوافق على انها حرب تصفية حماس ، والسبب واضح فمنذ تولي السيسي مقاليد الحكم الغاشم في مصر وهو يفبركالتهم للجارة الاعقل ،كما ان اول تصريح لمسؤول عسكري اسرائيليبعدتولي السيسي للحكم كان :لقد انتهت حماس ، في حيناتذكر مقالا كتبه وزير الحرب العراقي السابق العراقي الاصل بنيامين بناليعازرعندما تولى الدكتور مرسي الحكم : الحرب القادمةعلى الجبهة الجنوبية .
    * انظمة الخليج اصدرت حزمة قوانين لملاحقة الاخوان المسلمين وجرمت الانتماء الى الجمااعة السيسي وجد اصلا من اجل انهاءحكم الاخوان المسلمين انهم الاخطر والملكيات تخافهم والنفوذ الايراني بدلا من التنسيق معهم يستهدفهم لانهم ربما كانوا المنافسين الجدد على كعكة تطمح ايران الى قضم ما يمكن منها فهل سيكون ايران والاخوان حلفاء المستقبل ام اندادالمرحلة القادمة لانه من الواضح لكل ذي عينين في راسه ان الحركة العارمة الانتشار والتاثير قد تحكم بلدانا باكملها ،ويبدو انها الاخطر والاقدر على التغيير ، وعلى الرغم من انني كاتبة التعليق اجد صعوبة في تحمل ( انضباط الاخوان وهدوئهم الزائد الذي يحتاج الى مزيد من المغامرة والمبادرة ( والتي عادة ما يبدؤها بشكل مؤثر غيرهم ثم يتولون هم قيادة الحملة ، ودفع ثمنها ، الاخوان بعد عودتهم لحكم مصر سيتغير وجه المنطقة برمتها وهي مسالةوقت ليس الا .
    * الحكومة الاردنية بارعة جدا في مواجهة خطر الجماهير ، اتذكرجيدا اثناء معركة جنين قامت بعض الدول باعادة السفيرالاسرائيلي الى تل ابيب ( في مسرحيةمؤقتة لامتصاص غضب الناس ) ، لكن انظروا الى حذاقة النظام الاردني ورموزهانذالك ، رفعت الحكومة شعارا اسمه الشفافية مع المواطن ( يقضي بالاعتراف ومصارحة المواطن بكل شيء حتى المواقف السياسية المحرجة .
    قام يومها وزير الخارجية الاردني مروان المعشر بتوجيه كلمة للراي العام بعد الدعوة الى مظاهرة مليونية من قبل جماعة الاخوان المسلمينبالتوجه الى السفارة الاسرائيلية مطالبينبعودةالسفير من حيث اتى والغاءوادي عربة واغلاق السفارة في جو من الغليان الشعبي ، قال يومها وزير الخارجية الذكي مروان : الحكومة الاردنية تنظربجدية لاعادة السفير الى تل ابيب وتعليق العلاقات والقرار قيد الدرس امتص الصدمة الاولى
    ثم ثانيا قال : الحكومة رات ان في اعادة السفير الاسرائيلي الى تل ابيب امريضر بمصلحة الاخوة الفلسطينيين ( لنضمن عبور المساعدات الاردنية للاخوة الفلسطينيين والى الضفة لا بد من الابقاء على العلاقات .
    * في النهاية اذا لم يسفر التحرك عن تحطيم السفارة على راس ساكينها في مصر والاردن واقتحام معبر رفح من الجانب المصري وفتحه بالقوة ومواجهة من يحمي سفارات العدو بوصفه خائنا اثما وشريكا في دماء مظلومي غزة كائنا من كان ودعوة الامن الى التخلية بين الجماهير والسفارة ، ولم يقدم احد على نسفها فعلى حركة الاخوان المسلمين الاعرق والاكثر شعبية والاعرض جمهورا ان تستقيل من المعارضة لانه ساعتئذ سمحت بتصفيةالمقاومة الفلسصد تتحمل الحركةمسؤولية بحسب وزنها وعليها ان تتحلى بالشجاعة والحسم فالقطار لا ينتظر المترددين والخائفين والتاريخ لن يرحم حركة موجودة منذ الخمسة واربعين والى الان الحدود الشرقية هادئة ولا نامت اعين الجبناء
    جريحة فلسطينية منشقة عن المنظمة التكفيرية التي تطلق على نفسها اسم حزب( الله )الله )

  4. يقول غادة الشاويش:

    *يومها تلقى المراقبالعام للاخوان عبد المجيد الذنيبات تهديدا من الحكومة الاردنية بقصف المتظاهرين وتم حمايةالسفارة على قطر يصل الة ثلاثةكم متر
    تراجع الاخوان حقنا للدماءاما اليوم فليفعل النظام ما شاء يا جماعة الاخوان فالمستبدين والمتواطئين مع الاحتلال لن ينسحبوا من دون ثمن لا تخافوا اللون الاحمر لانه هوية التغيير ولتقدم الحكومة على اي حماقة تراها فدمائكم ليست اغلى من دماء اخوانكم في غزة وما لم تقتحموا قواعد ملاعبة هذا النظام بقوة حاسمة ورسم خطوط حمر بحسب المرحلة وخطورتها فانت اثمون

  5. يقول العربي الحجاجي. المغرب:

    صمت الحكام العرب ان دل على شئ فإنه يدل على انحطاط وانبطاح هذه الانضمة التى لاتستأسد الا على شعوبها. لك الله يا غزة العزة

  6. يقول فاطمة سالم:

    حسبنا الله ونعم الوكيل
    حماس في قلوبنا ودعاء المسلمين لها بالنصر وانتم يامن تدعمون اليهود لمحاربة إخواننا لكم العار والذل والئ مزبلة التاريخ

  7. يقول أبوصلاح الدين:

    والله تلواحد فينا خجلان من نفسه وهو يرى هاته المجازر وليس قادرا على فعل الشيء. عندنا في الجزائر الحركات السعبية قاومت فرنسا أكثر من قرن وبالمفهوم العسكري فشلت لكن من يجرؤ يقول عنهم ارهاب والله مجاهدون ورب الكعبة، الحكام ااخونة بكل تأكيد يحلمون بتصفية حماس لكن التاريخ سينصف الصادقين والاحيال القادمة ستلعن الخونة جميعا من دون استثناء كلوا واشربوا قليلا انكم مجرمون

  8. يقول عراقي علماني:

    لماذا لا تذهب داعش و النصرة و الجيش الحر و القاعدة للقتال في غزة أليس لهم حدود مع أسرائيل الآن عن طريق سوريا فلماذا لا يطلقون رصاصة واحدة بأتجاه أسرائيل ( الجواب واضح لأنهم صنيعة أسرائيل ) و لماذا لا توجه السودية أموالها لشراء أسلحة لحماس مثلما أشترت اسلحة لداعش و النصرة و الجيش الحر ؟ ( الجواب بسيط لأنهم عملاء لأسرائيل )

  9. يقول سامح // الامارات:

    * من الآخر : من السذاجة الإعتقاد أنّ ( الأردن ) أو أي دولة عربية
    على إستعداد لدخول ( المعركة ) مع ( المقاومة الفلسطينية ) ضد اسرائيل ؟؟؟
    * شجب وتأييد إعلامي ( ممكن ) أكثر من هيك لاأحد يتوقع ؟؟؟
    * مصر : سوف تستمر بمحاولاتها ( لتهدئة ) مع جهود من ( الإتحاد الأوروبي )
    وفي النهاية ستقبل المجرمة (اسرائيل ) هدنة مع القطاع الصامد الأبي .
    * اللهم أنصر المقاومة الفلسطينية وارحم الشداء الأبطال .
    شكرا والشكر موصول للأخ الكاتب .

  10. يقول د. حازم / الامارات:

    فلسطين يا بلد الزيت والزيتون يا ارض الانبياء
    هبو الى نجدة اخوانكم في غزة والضفة و 48
    اليهود عاثوا في الارض فسادا
    وتبقى دول الجوار خاصة مصر والاردن تلعب دور المتفرج على العدوان الصهيوني وتنسق امنيا وتسهل تجارة البضائع الاسرائيلية الى باقي الدول العربية وغيرها الكثير من المشاريع المشتركة

1 2 3 4

اشترك في قائمتنا البريدية