«جربة هود» تظاهرة فنية ورسالة حب وسلام إلى تونس

تونس – «القدس العربي»: تعيش جزيرة جربة التونسية أجواء الفن والجمال في قرية الحارة الصغيرة من مدينة حومة السوق حيث يتوافد عشرات الفنانين من مختلف أنحاء العالم ليرسموا على جدرانها العتيقة ألوانهم وفنهم. فن الغرافيتي أو الرسم في الشوارع هو فن حديثا نسبيا، تعبير فني حر يهدف للانعتاق والطلاقة ولا يعترف باللوحات والأطر بل يذهب مباشرة إلى عالم أرحب في الفضاء والمكان.
الفنان التونسي المقيم في فرنسا مهدي بالشيخ وصاحب غاليري للفن في فرنسا اختار جزيرة جربة لتكون أول وجهة للفن (ستريت ارت) في تونس، فمهدي بالشيخ سبق وأن كانت له تجارب في تنظيم مثل هذه التظاهرات الفنية التي تعنى بفن الرسم على الجدران في فرنسا وعدة مدن في العالم.
«جربة هود» هو العنوان الذي اختاره مهدي بالشيخ للاحتفاء بجزيرة جربة مدينة للفن والإبداع.
قرية تعانق مفهوم التعايش السلمي في أبهى حلله، فالقرية ذات الأغلبية المسلمة ما تزال تعيش جنب إلى جنب الأقلية اليهودية، فمعبد الغريبة اليهودي الذي لا يبعد إلا كيلو مترات قليلة عن القرية مايزال مزارا سياحيا ودينيا عالميا.
على جدران هذه القرية القديمة ثمة ألوان ورسوم مختلفة. الأهالي لم يرفضوا الفكرة بل رحبوا بها، والحركة بدت على غير عادتها في القرية الهادئة. فنانون في جيئة وذهاب يريدون إنهاء رسومهم في آجالها ليتركوا الدور لزملائهم. سياح يلتقطون الصور هنا وهناك. وانت تتجول في هذه القرية الجميلة تشعر وكأنك في معرض مفتوح للفن والجمال، وهي الغاية من تنظيم هذه التظاهرة كما يرى مهدي بالشيخ ويقول: «هذه البادرة هي رسالة حب وسلام لا تحتمل أية نوايا أخرى سوى حب الحياة وحب تونس».
الفنان الفرنسي جيل، وهو أحد المنظمين لهذه التظاهرة رفقة مهدي بالشيخ، يقول ان «فن الشارع هو تجميل الفضاء الخارجي وإضفاء لمسة فنية عليه فقرية الحارة الصغيرة تحتوي على الكثير من الجمال وان الرسم على جدرانها متعة فنية خالصة لجعلها في أبهى حلة».
ويضيف ان فنان الشارع مهمته أيضا البحث عن الأماكن المهملة والمهجورة لإعادة الحياة فيها، مضيفا ان في القرية عدة فضاءات تستحق العودة إلى الحياة، مشيرا إلى سوق السيارات المهجور الذي زينت حيطانه برسومات فنانين عالميين بالإضافة إلى السوق المركزي القديم للقرية.
واختار بعض الفنانين ان يرسموا بجانب أكوام القمامة هنا وهناك، وعلى جدران قديمة وأبواب صدئة لجلب انتباه المارة والجهات الرسمية ربما.
وفي هذا الإطار اختار الفنان الإسباني دافيد ديل مونو المذبح المهجور في آخر القرية ليرسم على جدرانه الآيلة للسقوط وسط أكوام القمامة ورائحة المجاري الصحية التي لا تطاق.
الفنان التونسي زياد الأصرم اختار ان يرسم شخصيات كرتونية عالمية على صهاريج مياه قديمة مرمية في المذبح.
تجدر الإشارة إلى ان هذا المسلخ توقف عن العمل منذ حوالي خمس سنوات نتيجة لعدم التزامه بالشروط المهنية المطلوبة فتحول إلى فضاء مهجور بعد الثورة. ومن المفارقات التي تحسب لمنظمي تظاهرة جربة هود ان الجهات الرسمية المتمثلة في بلدية جربة حومة السوق انتبهت الى الفضاء وقامت بعملية تمشيط وتنظيف بعد ان انتشرت صوره على شبكات التواصل الإجتماعي. وقال محسن بن عابد ان البلدية تفكر في إنشاء نادي أطفال في القرية كما انها بصدد دراسة مقترح إنشاء ملعب للتنس في المساحة المجاورة.

لطيفة المقبلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول hadia mizouri:

    من هو الفنان الفرنسي جيل ، و ماهي أهم أعماله الفنية التي إشتهر بها كونه فنان في لستريت آرت ؟

اشترك في قائمتنا البريدية