جماعة الدعوة والتبليغ تعقد تجمعها السنوي الأكبر في نواكشوط

حجم الخط
0

نواكشوط ـ «القدس العربي»: ليس لها قائد رسمي ولا ناطق معتمد، لكنها عقدت أمس بعيداً عن السياسة، كما أكد على ذلك أحد المشاركين، تجمعها السنوي الأكبر في موقعها العام في الضاحية الجنوبية للعاصمة نواكشوط بحضور المئات من أعضائها ومشايخها.
إنها جماعة «الدعوة والتبليغ» التي نذرت نفسها للدعوة بالحسنى والزهد في الدنيا وبدأت في الهند في ثلاثينيات القرن الماضي قبل أن تنتشر هذه الايام في معظم البلاد العربية والإسلامية.
بدأ التجمع بترتيل القرآن وقراءات في كتب الجماعة قبل أن يتابع نشطاء الحركة محاضرات ودروساً عن منهج الدعوة وعن خطاب الدعوة المؤسس على أمرين أساسيين أولهما تبليغ من لم تبلغه الدعوة الإسلامية، وهدايته إلى الإسلام بالسماحة واللطف، والثاني هو دعوة العاصين من المسلمين إلى الصلاة بوصفها عماد الدين.
وفي نهاية التجمع المقرر اليوم الثلاثاء سيتوزع المشاركون على مجموعات لكل منها أمير، وستحدد لكل مجموعة وجهة للدعوة في سبيل الله أياماً ليظهروا للناس صورة من صور إيمانهم وإخلاصهم ولتبصير المسلمين بأمور الدين.
ولا تكترث الحركة وهي تعقد تجمعها الكبير هذا، بالشحن المضاد للحركات الإسلامية جميعها والذي خلفته تفجيرات باريس الأخيرة المنضافة للأعمال الإرهابية لـ»داعش» وتنظيم القاعدة وحركة بوكوحرام.
وأكد ناطق باسم الحركة «أن تجمع الحركة المنعقد في نواكشوط ينظم بعلم السلطات الموريتانية التي تتعامل مع جماعة الدعوة والتبليغ بكثير من التفهم.
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد اجتمع أواخر سنة 2011 مع وفد من قيادات جماعة الدعوة والتبليغ الإسلامية وهو أول لقاء يجريه رئيس موريتاني مع الجماعة منذ نشأة فرع هذه الجماعة في موريتانيا وبدء نشاطاتها الدعوية فيها نهاية ثمانينيات القرن الماضي.
واعتبر هذا اللقاء بين الرئيس الموريتاني وجماعة التبليغ بمثابة أول اعتراف رسمي مباشر وعملي من السلطات الموريتانية بجماعة التبليغ التي تعمل بموريتانيا منذ أزيد من عقدين بشكل عرفي دون ترخيص رسمي.
وتحتل جماعة الدعوة والتبليغ مساحة بين التصوف والإسلام السياسي حيث أنهم يتبنون الزهد وهو خصلة صوفية ويبتعدون عن السياسة التي تندفع فيها الحركات الإسلامية المسيسة.
ويعود تأسيس جماعة التبليغ والدعوة إلى الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي الذي أسس هذه الدعوة عام 1926، وانتشرت الجماعة سريعًا في الهند ثم في باكستان وبنغلاديش، وانتقلت إلى العالم الإسلامي والعالم العربي حيث صار لها أتباع في سوريا والأردن وفلسطين ولبنان ومصر والسودان والعراق والسعودية والمغرب وقطر وموريتانيا، وبعد ذلك انتشرت دعوتها في معظم بلدان العالم، ولها جهود في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام في أوروبا وأمريكا. ويعتقد نشطاء جماعة الدعوة بأنهم إذا أصلحوا الأفراد، فرداً فرداً، فإن المنكر سيزول من المجتمع تلقائياً.
ويعتبر النشطاء أن الخروج والتبليغ ودعوة الناس هي أمور لتربية الداعية ولصقله عملياً، إذ يحس بأنه قدوة وأن عليه أن يلتزم بما يدعو الناس إليه. فالخروج ليس هدفاً ولكنه وسيلة لتعلم اليقين وزيادة الإيمان ولتعلم أصول الدعوة وآدابها.
وتبتعد جماعة الدعوة والتبايغ كل البعد عن الخوض في الخلافات المذهبية اتقاء الجدال والانقسام والعداوة، وهم لا يتكلمون في السياسة، وينهون أفراد جماعتهم عن الخوض فيها، وينتقدون كل من يتدخل فيها، ويقولون بأن السياسة هي ترك السياسة.
وتواجه جماعة الدعوة والتبليغ انتقادات حيث يأخذ عليها البعض إهمالها لأمور الدنيا، بينما يأخذ عليها الكثيرون ضعف مستويات دعاتها العلمية والتركيز على «الرقائق» دون تدريس الأحكام الفقهية والعقدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية